سيد يوسف
كنا ننتقدك أيها الرئيس (حين كنا) نراك تذهب لمباريات كرة القدم وحفلات الأغاني
سيد يوسف
كنا ننتقدك أيها الرئيس (حين كنا) نراك تذهب لمباريات كرة القدم وحفلات الأغاني ونفتقدك فى مصانعنا (آسف ما كان يسمى بمصانعنا قبل بيعها) أو على الأصح نهبها نهبا منظما ولا تعجبن فتلك ثروات مصر التي أقسمت أن تحافظ عليها.
وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك تهتم بأخبار الفنانين المرضى وتلح فى السؤال عليهم بل توفير علاجهم على نفقة الدولة، وهذا حس جيد لكننا افتقدناك فى مستشفى الأورام السرطانية، افتقدناك مع مرضانا الذين تسرطنوا بسياسات السكرتارية الذين كانوا يخدمون/ يدمرون معك بلادى، ولا تعجبن فأجيالنا كاملة لم تر غيرك.
وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك تصافح بحرارة حكام أمريكا والكيان الصهيونى وتبالغ فى حفاوتهم
لكننا افتقدناك ههنا بيننا وسط أهلك وناسك، وما رأينا حفاوتك لضعفاء بنى وطنك…ولا تعجبن فخيركم خيركم لأهله.
وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك تكرم الفنانين والأدباء لكننا افتقدناك مع علمائنا ومفكرينا لا سيما الذين طردتهم ظروف بيروقراطيتك وسوء إدارتك للبلاد، ولا تعجبن فالدولة التى تحارب العلم وتُرخِص العلماء لا يرجى لها نهضة.
وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك دوما فى شرم الشيخ لكننا افتقدناك فى أحيائنا حتى الغنية منها افتقدناك فيها فأين أنت؟ وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك تصدر قرارات بمحاكمات عسكرية لمدنيين لكننا افتقدناك حيث حكم القانون ببراءة بعضهم ولم ينفذ الحكم، وافتقداك حين حكم قانونك ببراءة من قتل ألف نفس فأين أنت؟
وكنا ننتقدك (حين كنا) نراك جمعت حولك المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة من المنافقين لكننا افتقدناك مع المخلصين والغُيُر(الغيورين) على مصلحة البلد:البلد التى تسمى مصر أرجو ألا تكون قد نسيتها من زخم ما مكثت فى الحكم دون وجه حق مفتئتا على حق الناس فى الانتخابات.
كنا ننتقدك لكننا الآن نبحث عنك
كنا ننتقدك لا لشخصك وإنما لسوء إدارتك للبلاد وقد تأخرت بك ومن بعدُ بنجلك تأخرا شديدا لكننا اليوم نبحث عنك فلا نجدك بل نبحث عن مصر فلا نجدها: أين مصر بأهلها الطيبين؟ أين مصر بشهامة أبنائها؟ أين مصر ببسمتها الصافية؟ أين خيرات مصر؟ أين ثروات مصر؟ أين قضاء مصر؟ أين معلمو مصر؟ أين أهل مصر؟ أين قوة مصر؟ أين جيل أكتوبر بروحه الجميلة؟ أين مصر من مصر؟ أين مصر من العرب؟ أين مصر بين العالم؟ أين من يحكم مصر؟ بل من ذا يحكم مصر؟!!
خاتمة وملاحظات
* فى بلادى الآن يثور الأفراد لو سرقت من جيوبهم حفنة أوراق تسمى مالا أما إذا سرقت كرامته أو أمته أو حريته فثمة لا حراك وفى يقيني أن هذه الأحوال الفرط لا يمكن أن تبقى أبدا.
* كنا نسأل رئيسنا حين كان لنا رئيس أما وقد صار حاكمنا غائبا عنا بل مغيبا عنا فثمة تساؤلات كثيرة ولكن لا مجيب!!
* الحتمية التاريخية تؤكد على الشعوب تبقى والحكام يموتون، كما تؤكد على أن بعد الظلام حتما هناك فجر قادم، كما تؤكد على أن الانفجار قرين الكبت حتى ولو بدا بعض أفراد أمتى وهم يثورون لسرقة أموالهم الخاصة ولا يثورون حين تسرق أوطانهم فحينئذ سيكون الرد موجعا وغير متوقع لا فى الاتجاه ولا فى القوة ولا فى التوقيت.
* يعتقد كثير من المراقبين أن الأوان قد فات لإصلاح أو رتق ما فسد، وقد يكون الغد امتدادا مؤقتا لمحنتنا، وقد يكون الغدُ قصاصا عادلا من الظالمين والمنافقين والقادرين الصامتين، وصدق الله العظيم إذ يقول”فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين”
سيد يوسف