بيّنت أرقام نشرت في الأردن حديثاً، ارتفاع ظاهرة الانتحار بين الأردنيين، حيث انتحر خلال النصف الأول من سنة 2008 الجارية 40 أردنياً، مقابل 35 انتحروا خلال سنة 2007 كاملة، بحسب الإحصائية التي صدرت عن المركز الوطني الأردني للطب الشرعي. وخلال الفترة الماضية، تابع الأردنيون، محاولات انتحار في أماكن عامة، بينما كانت الأجهزة الشرطية المختصة، تفاوض المنتحرين لثنيهم عن الانتحار، عبر إلقاء أنفسهم عن جسور أو مبانٍ مرتفعة.
كما كشفت الإحصاءات عن تسجيل نحو 400 محاولة انتحار منذ مطلع العام الجاري، وحتى نهاية تموز/يوليو الماضي، فيما شهد العام الماضي بأكمله نحو 350 محاولة انتحار.
وقال رئيس المركز الوطني للطب الشرعي، الدكتور مؤمن الحديدي، إنّ الانتحار في الأردن غير مرتبط بمواسم أو فصول معينة، معرباً عن اعتقاده بأنّ “الظروف الاجتماعية والمالية وأحياناً العاطفية تشكل الدوافع الأبرز للإقدام على الانتحار”. وأشار الحديدي إلى أنّ نسبة الإنتحار أو محاولته الإقدام عليه “ترتفع لدى الطلبة والطالبات عقب إعلان نتائج الثانوية العامة في البلاد”.
ولفت الحديدي الانتباه إلى أنّ شهر أيار/مايو الماضي شهد حالات انتحار متعددة في المجتمع الأردني “شكلت الضائقة المالية” السبب الرئيس لوقوع غالبيتها، فيما كانت الأخرى لأسباب اجتماعية وعاطفية.
وبيّن استشاري الطب النفسي الدكتور وليد سرحان نقلاً عن إحصاءات، أنّ أكبر أسباب الانتحار لدى الأردنيين هي الاكتئاب، ثم الانفصام العقلي، والخلل التفكيري والمعرفي بالدماغ. ويشير الدكتور سرحان إلى أنّ نسبة الانتحار في العالمين العربي والإسلامي منخفضة مقارنة مع الدول الأجنبية، عازياً ذلك إلى وجود “الحافز الديني والأخلاقي”.
ويرى الدكتور سرحان أنّ أولى الحلول لظاهرة الانتحار “تقع على عاتق الأسرة”، وذلك من خلال “مراقبة تصرّفات وردّات فعل أبنائهم وبناتهم، ومراقبة أفعالهم ونفورهم واستجابتهم للمتغيرات في الحياة”، مضيفاً أنّ للمدرسة والجامعة دوراً في هذه المراقبة. كما شدّد سرحان على دور علماء الدين والفكر، والأجهزة المختصة في محاولة احتواء حالات الانتحار في المجتمع.(قدس برس)