قالت مسؤولة سورية ان الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان اتفقا اليوم الاربعاء على اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء. وتعرضت دمشق لضغوط من الولايات المتحدة والحكومات الأخرى بما في ذلك فرنسا على معاملة جارها الصغير كدولة ذات سيادة من خلال اتخاذ خطوات مثل فتح سفارة للبنان وترسيم الحدود معه.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد ان الرئيسين وجها وزيري خارجية البلدين الى اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الصدد بدءا من اليوم.
وهيمنت سوريا على لبنان حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وهو الحدث الذي بدأت عنده الضغوط على سوريا لإنهاء وجودها العسكري في لبنان. وانسحبت القوات السورية بالفعل بعد أن ظلت في لبنان 29 عاما.
واستقبل سليمان الذي كان قائدا للجيش قبل انتخابه في قصر يقع على ربوة مطلة على دمشق. وعين سليمان قائدا للجيش بينما كانت سوريا تهيمن على لبنان. ويصف سليمان صلاته بدمشق بأنها ممتازة.
وكان البلدان قد اعلنا الشهر الماضي انهما يعتزمان اقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى. واتفاق اليوم الاربعاء يضع هذه العلاقات رسميا على اعلى مستوى.
وهذه أول زيارة يقوم بها سليمان لسوريا منذ انتخابه في مايو أيار في إطار اتفاق توسطت فيه قطر أدى لنزع فتيل الأزمة السياسية المريرة بين الأغلبية البرلمانية المناهضة لسوريا وتحالف فصائل مؤيدة لدمشق.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لصحيفة السفير اللبنانية ان زيارة سليمان تعتبر “نقطة انطلاق وتأسيسا حقيقيا للعلاقات المستقبلية”.
واتهم مناهضو سوريا في لبنان ومنهم السياسي المدعوم من السعودية سعد الحريري دمشق باغتيال رفيق الحريري وغيره من الشخصيات المعادية لسورية وبإثارة عدم الاستقرار منذ انسحابها. وتنفي سوريا هذه المزاعم.
وفي مؤشر على اضطراب الأمن في لبنان انفجرت قنبلة في مدينة طرابلس بشمال البلاد مما أدلى لمقتل 15 شخصا على الأقل اليوم ومنهم تسعة جنود. وأدانت سوريا الهجوم.
وقال المعلم “سوريا تقارب العلاقات بنظرة مستقبلية وهنا تكمن مسؤولية الطرفين بان يقررا هل يريدان فتح الجراح ام تضميدها والانطلاق الى الامام.”
وأضاف “نحن مرتاحون للتطورات الايجابية المتتالية في لبنان” في إشارة إلى الاتفاق الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهرا.
وأعطى الاتفاق حلفاء سوريا في لبنان بقيادة حزب الله حق نقض قرارات الحكومة.
وقال سعد الحريري للصحفيين أمس إنه لن يزور دمشق ولكنه يأمل أن يعود سليمان “بنتائج ممتازة”.
ويتضمن برنامج القمة بين الزعيمين بحث ملف المئات من اللبنانيين المفقودين خلال فترة الهيمنة السورية والذين تحمل أسرهم دمشق مسؤولية اختفائهم.