افراح الكبيسي
لرابعِ مرة .. تحرقني كشجرةٍ ميتة
متجاهلاً عمقَ مشاعري
متجاهلاً أن الأشجارْ .. كل الأشجارْ ..
لا تعيشُ بلا ماءٍ أو شمسْ
متجاهلاً رقةَ أوراقي التي تعبثُ بها الرياحْ
متجاهلاً صلادةَ حبي الشامخَ كجذعِ شجرة
متجاهلاً أن الأشجارْ .. كلّ الأشجارْ .. ترمزُ للحبْ
لرابعِ مرة .. ترميني كقوسِ قزحْ ..
متجاهلاً اخضرارَ حياتي بوجودكْ
متجاهلاً آلافَ الورودِ التي ينثرها حبكْ
متجاهلاً نقائي وأصالتي
متجاهلاً حمى الحبِّ في أعماقِ أعماقي
لرابعِ مرة .. انثرُ نفسي ألفَ فراشة .. في طريقِ لقائكْ
انثرُ حبي نثاتَ مطرْ
انثرُ شوقي عطراً أسطوريَّ المنشأ
انثرُ لهفي للقياكْ .. أنشودةَ حبٍ خالدة
لرابعِ مرة .. تقولُ أجئُ كما الأمطارْ .. وأظلُّ انتظرُ السحبْ
تقولُ أجئُ كما الربيعْ .. وأظلُّ أراقبُ الأوراقْ
تقولُ أجئُ كما المساءْ .. وأظلُّ أحدقُ بالغروبْ
تقولُ أجئُ كما نيزكْ .. وأظلُّ أغازلُ النجومْ
تقولُ أجئُ كما الأسطورة .. وأظلُّ أؤمنُ بالأساطيرْ
وبأميرٍ مهذبْ ..
وبقصةِ عشقٍ ..
وحصانٍ..
وعربة