عشتروت
بصوفية “دانتي” وحسية ” بوكاشيو”وواقعية “ماركيز” ونرجسية “جورج ميرديت” وتوافقية “بلزاك” وانفعالات ” باسكال” وحرية “سيمون دي بوفوار” ووهمية ” بروست” وفعلية ” كيركيجارد” وصفاء ” سينكا” وخيميائية “كويللو” واروسية “ساغان” وضبابية “اجاثا كريستي” وخرافية ” كفافيس” ووجودية ” سارتر”.. أكتبني بدخانك ..
أكتبني بدخانك ..
يامن تتحدى أنثى تكتبك بجمر احتراقها ومداد انوثتها فتشعل غابات يابسة حول رجل لم يعرف طعم الانثى الانثى ولم يذق ليالي بنفسجها..
كلي عطش وغاباتي جمر أخمده الحزن على اوروك … وأنتَ ياأيها المحارب العتيق تومئ الي بمهمازك وسيفك من بعيد وكعنقاء العصور تبعث من محرقتك بعدما امسيت فحمة في جدارالزمن ومحارق حروبك لتكتبني برماد فجيعتك ودمك المتخثر في عروقك لا برماد سجائرك..
أي عطر يملا الروح سيدي ..حين تمر بعينيك على قصائدي فتشتعل الحروف .. وتتحرش بي حروفك لا شي ما لم تش به انثى من قبل ..
فدع أصابعك تقترف العشق والكفر والجنون .. ولا تخش من أن اكفرك أو أن يكفرك الاخرون بعشقي ..
لن أبرأك من ذنب انتظارك تحت سقف الروح وامطار خريف اخر العمر.. سأشي للسماء أن تظلل عينيك بالبوح المدثر بالدفئ فأملا قلمي بحبر الجنون واللهفة ودعني أكتبك نصا لا يشبه نصوصي فلا أشهى من امرأة عاشقة تكتبك بأظافرها ورجل يعشق بأصابعه ويكتبها برماد دخانه لا برماد حروبه ..
أكتبني بدخانك ..
”أيتها السومرية المرسومة قبل مجئ اللون والضوء والماء والطين والمسمار والحبر والحرف ..
تعالي واقدحي دفأك بقصب عمري وجفاف سنيني وأضرمي نارك بكل اوراق خريفي وعطش محابري” ..
أكتبني برمادك ..
يامن تجمعني مثل بيانات عشق من طرقات الامس وجدران حا ضرعرابي قدرك
وقدري .. سأحمل فجيعتك وحزنك وجوعك وتشردك بين حنايا الروح الثكلى وأقول :
” من يعشقني فلا يعرف الموت .. جلدي كفنك ورماد احتراقي بك تربتك وشاهدة قبرك حروف قصائدي” ..
ومتى ما نفضت عن جسدك تراب الحروب .. ومتى ما استحمت الريح بالمطر وبللت بدموعي قبرك ساقص ضفائري وأمحو وشمي وألتحف سواد شعري .. وأعلن حبي على قلبك في ساحة الرب وأنسج من ضفائري شيغورا لجسدك ولجسد الرب المصلوب .. ومن شوك الصبار تاجا لروؤس ناحريك ..
أكتبني بدخانك ..
فقصائدي خيول مجنونة للبوة أنثى جريحة تقطر دما وبنفسجا .. أخشى عليك من صهيلها وتشظيها .. حصان طراودتك انتحر على مشارف حروب الرب ..تعال مجردا من كل أسلحتك التي تركها المحاربون اليتامى لك .. وأكتبني .. فخسارة نبلك معي أروع من خسارة النبل في أول المعارك وأخر الحروب ..
فأحتفِ بي ونصبني أميرة بابلية على عرش مائك وحزنك وشعبك وشعرك .. يامن يقف الموت على مشارف عمرك متربصا أمسك وحاضرك ..
أكتبني برمادك..
وقل لي كيف لي أن أعثر عليك إذا اشتهتك أصابعي وحروفي وعطوري .. وكيف لي أن أعبر بحور الشعر حتى أصل الى عينيك .. وكيف لي أن أجر ذيول حروبي حتى أنهزم بك ..
احملني راية على خصر وطني وقل :
” أيتها البلاد هذه أمرأة مني تسكن فيك فلا تنكريني “
” أيتها الحقول هذه غرس ابي وامي فلا تشرديني”
” أيتها السجون هذه صرخة وغصة فمي فلا تكتميني”
سأحمل حنطة عمري وشعير أيامي رغيفا دافئا لاعبر اليكَ فوق جسر الوطن المعمد بالدم والدخان والبارود والموت والجثث … جسر لا يوصلنا الا بالتعاويذ خوفا من تلصص سياف يتلذذ بقطع رقاب
مكفريه ..
فلا صلاة على قبور بلا جثث .. ولا وطن الا بمقابر .. ولا خلود الا بموتي .. ولا صلاة بدون وضوء لدم الحلاج ..
أذن سأحمل ذاكرة الشرق لاهرب بكَ الى شرق الرب ..
يامن تكتبني برماد حروبك لا برماد سجائرك . أكتبني بدخانك ..
عشتروت
Vienna – 01 August 2008