كشفت مصادر عراقية اعلامية وشعبية لصحيفة “القدس العربي” ان وفودا من اليهود تقوم بزيارات الى مرقد (ذي الكفل) في مدينة الحلة، والذي يعده اليهود من الاشخاص المقدسين لديهم، وتشير المصادر الى ان عشرات من اليهود يرتادون معبدا يهوديا هناك كان قد اعيد فتحه بعد الاحتلال الامريكي للعراق، ويتوافد اليه هؤلاء اليهود ومعظمهم ممن كانوا يقيمون او عائلاتهم في العراق قبل الخمسينيات، وان هذه الوفود التي تقوم بالزيارات غير المعلنة يراها معظم سكان مدينة الكفل التي تحمل اسم صاحب المثوى هناك (ذو الكفل) التي تشير الروايات الى انه هو من كفل اليهود وضمنهم ابان قيام نبوخذ نصر الملك البابلي بأسرهم واقتيادهم الى بابل. وتذكر المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها ان زيارات غير منتظمة تقوم بها وفود يهودية الى المدينة منذ سقوط النظام السابق، مشيرة الى ان عائلات من اصول يهودية تتولى استقبال الزوار وايواءهم طوال مدة بقائهم في المدينة.
واشارت مصادر الصحيفة ايضا الى ان جميع اهالي المدينة يعلمون بامر هؤلاء الزوار على الرغم من ان الزيارات التي يقومون بها غير معلنة، الا ان الاهالي لم يعربوا يوما عن عدم ارتياحهم لهذه الزيارات. وعن الانباء التي اشارت الى احتمال ان تشهد مدينة الكفل زيارات يهودية على شكل افواج محمية بقوات عراقية، نفت المصادر علمها بهذا الامر، الا انها لم تستبعد حصوله كون اليهود الذين يزورون المدينة منذ اعوام لم يشكلوا أي ازعاج لاهالي الكفل، علاوة على ان غالبيتهم من اصول عراقية وما زال البعض منهم يملكون عقارات في المدينة.
وكانت انباء صحفية ذكرت أن حكومة المالكي استجابت لضغوط امريكية بفتح المعبد اليهودي في منطقة الكفل امام الزوار اليهود. ونقلت صحيفة ‘النور’ عن مصادر، لم تسمها قولها إن أحمد الجلبي هو من ينسق ويضطلع بهذه المهمة بالتنسيق مع وفد إسرائيلي يزور بغداد والذي التقى به الجلبي اكثر من مرة لتأمين متطلبات الزيارة للموقع اليهودي في العراق.
لكن مكتب د. احمد الجلبي نفى الامر جملة وتفصيلاً، وقال في ما نشرته صحيفة ‘النور’ ان الجلبي قائد سياسي كبير، وليس صاحب شركة سياحية، وان ما يروج ضده من شائعات واقاويل ليست سوى محاولات تندرج في اطار التنافس الانتخابي والسياسي.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الحكومة العراقية تعهدت بتوفير الحماية الامنية للزوار اليهود خلال زيارتهم الى الكفل منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم، غير ان ضابطا رفيع المستوى في وزارة الداخلية، فضّل عدم ذكر اسمه، اكد ان شركات الحماية الامنية هي من تتولى حماية افواج اليهود القادمين، بينما تقوم الحكومات المحلية واجهزة الشرطة والطوارئ التابعة لها بتأمين الحماية للزوار الايرانيين. الى ذلك، اكدت المصادر المطلعة ان اكثر من 200 محل تجاري بعضها محيط بمقام نبي الله (ذو الكفل) تعود ملكيتها الى اسر يهودية، وما زالت بدلات الايجار الخاصة بها ترسل الى تلك العائلات عن طريق متعهدين معتمدين لدى اليهود القاطنين خارج العراق، مبينة ان هذه الحال ليست جديدة، اذ ان الحكومة العراقية في زمن نظام صدام السابق كانت تتولى هي مهمة نقل هذه الاموال الى اليهود في الخارج.
وكانت قد تعرضت اغلب المخطوطات والتحف الاثارية التي كانت موجودة داخل مقام (ذي الكفل) والمعبد اليهودي الى السلب والنهب لدى دخول القوات الامريكية للمدينة في عام 2003. وذكرت المصادر نفسها ان عشرات المخطوطات الثمينة اختفت منذ ذلك الحين ولا احد يعرف مصيرها الى الان، ومن بينها شمعدان اثري فضلا عن حجر كريم، سرق في الثمانينات من القرن الماضي.