فوجئت الأوساط الإسلامية والسياسية في مصر ببيان غاضب ينم عن جهل مركب بأصول الإسلام ودعوته التوحيدية، صادر عن رئيس هيئة علماء الجمعية الشرعية الدكتور/ محمد المختار محمد المهدي الأستاذ (للأسف) بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والذي حمل فيه علي حزب الله وعلي عقيدته (التي أسماها بالفاسدة) وطالب بعدم القبول بدعوة التقريب بين المذاهب خاصة مع الشيعة لأنهم علي حد تعبيره يسبون الخلفاء الراشدين ويتمسكون بـ (التقية) ويقولون بعصمة الأئمة، ولأننا من دعاة الحوار والتقريب ونبذ الفرقة ولأننا لجنة مصرية وطنية تضم بين أجنحتها ممثلين عن كافة القوى والتيارات والأحزاب السياسية والدينية، ولأننا نخاف الله، ونخشى أن يحاسبنا علي أننا قرأنا أو سمعنا أو علمنا بمنكر ولم نقاومه، ولأن مثل هذه الدعوة تعد منكراً وفتنة بين المسلمين فإننا نسجل ردنا عليها في الآتي:
أولاً: نحسب أن السيد الدكتور/ محمد المختار محمد المهدي، قد سمع بالإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، فضيلة الشيخ/ محمود شلتوت، ونحسب أنه قد اطلع علي فتواه (المرفق صورتها مع هذا البيان) الصادرة في 16 من شوال سنة 1379هـ الموافق 12/4/1960 والتي يقول فيها نصاً [إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل الستة وينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة علي مذهب فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالي يجوز تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات].
إن هذا النص القاطع يكفي للرد علي اجتهادات السيد/ المهدي وجماعته وعلي غيرهم من دعاة الفتنة في بلادنا والتي نحسب أن الجهل بها (أي بهذه الفتوى للشيخ شلتوت) قد يكون سبباً فيما ذهبوا إليه من أحكام وبيانات تفرق الأمة ولا تخدم سوى أعدائها وبالتحديد (الولايات المتحدة وإسرائيل).
ثانياً: وباسم أعضاء وقيادات (اللجنة العربية) نسأل هل تفيد مثل هذه الفتاوى التي سبق وأصدرها بعض علماء الوهابية أثناء العدوان الإسرائيلي علي لبنان ولا يزال يصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية الممولة من المخابرات السعودية، هل تفيد فعلاً في خدمة أهل السنة والجماعة التي يدعون تمثيلهم والدفاع عنهم أم هي طعنة غادرة في قلب ما يعتقدون، وهل أضحى العداء مع أمريكا وإسرائيل متساوياً (وأحياناً أقل) من العداء مع المسلمين الشيعة الذين تصادف اليوم أن فريقاً مضحياً وشريفاً ومقاوماً منهم (حزب الله) هو الذي يرفع راية الجهاد ضد أعداء الأمة في الوقت الذي يقدم لهم دعاة الوهابية والسلفية الخدمات والصفقات والاتفاقات الأمنية والقواعد العسكرية التي تمده بسبل البقاء والقوة، أليست هذه المواقف والبيانات هي أفضل خدمة يقدمها الذين يدعون الدفاع عن (السنة) وصحيح الإسلام لعدو السنة والإسلام الأول: إسرائيل؟
ثالثاً: نستغرب جداً أن تقوم هذه الجمعيات والهيئات الإسلامية وبعض الصحف والمواقع الإعلامية والتي تتمول كلها من السعودية بالمال والدعوة، بتكفير الشيعة (وحزب الله تحديداً) في الوقت الذي يتصدى ويقود ملك السعودية الدعوة لحوار الأديان مع الحاخامات والقساوسة في مكة ومدريد، ألم يكن من الأوفق أن يتبنوا الحوار أولاً مع أصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى ثم بعد ذلك يتحاورون مع أتباع الأديان الأخرى؟ ثم ألم يكن من الأفيد لصورة أهل السنة والجماعة عالمياً ولدى أتباع الأديان الأخرى ألا يرتبط بهم هذا السيل من فتاوى التكفير والفتنة، أم هي الدعاية والدجل باسم الدين الذي بات يوظف بالأساس لخدمة واشنطن وتل أبيب عند سلاطين التبعية والإفساد والفتن! إن ما جرى ـ جملة وتفصيلاً ـ ليس سوى فصل جديد من فصول الخدمات المجانية التي يقدمها الحكام المتأمركون في أوطاننا وأتباعهم من علماء السلطة لأمريكا وإسرائيل.
* ندعو الله أن يحمي هذه الأمة من دعوات الفتنة، ورعاتها، ولا نملك في نهاية هذا البيان إلا القول
(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) صدق الله العظيم
الأمانة العامة للجنة العربية لمساندة المقاومة الإسلامية في لبنان