بقلم : منذر إرشيد
رحل الشاعر والقائد الفلسطيني بصمت رغم صوته الهادر الذي
بقلم : منذر إرشيد
رحل الشاعر والقائد الفلسطيني بصمت رغم صوته الهادر الذي كان لحوحاً على الحق الوطني في الأرض التي إغتصبت من قبل الصهاينة .
درويش العملاق الفلسطيني الذي جسد ومن خلال شعره الكينونة الفلسطينية وعمق الشعور لدى الوجدان والعقل الفسطيني فأحيا الأغنية الوطنية بكلماته التي لم يضاهيها أي كلام من قيل ،لا في الخطابة ولا في المقالة ولا في المؤتمرات التي غص بها العالم العربي والتي كان لا يجف حبر نصوصها حتى تُنتج مزيداً من الظلام والظلمات
قصائد درويش التي أنارت الظلام العربي بشكل عام والظلام الفلسطيني بشكل خاص لم تزل وستبقى من أهم منارات وإضائات الفضاء العربي والفلسطيني
محمود درويش الذي عرف نفسه من مواليد البروة قضاء عكا الفلسطينية والتي هُجر أهلها وهو طفلاً لم يتجاوز السادسة من عمره .
ظل قلب الراحل الكبير يهفو الى تلك البلدة التي هي مسقط رأسه ، ومن حقه أن يسقط جسده فيها
اليس من حق درويش أن يُدفن في مسقط رأسه..!!
البروة بلدة عريقة رحل أهلها من آل درويش الكرام الى بلدةالجديدة وهم من المثقفين الأوائل الذين نشروا ثقافتهم وعمموها في منطقة فلسطينية متواضعة وقد كابدوا مرارة الظلم والقهر على مدار سنوات الاحتلال ووضعوا أسس الثقافة الفلسطينية وثبتوا العلم والمعرفة وأخرجوا أجيالاُ من العلماء والمربين الأفاضل ، وقد كان لي شرف التعرف عليهم من خلال زيارتي لأقاربي في بلدة الجديدة (عائلة من آل ارشيد رحلوا اليها قبل ثمانون عام ) الجديدة التي رحل إليها آل درويش الكرام فتعرفت على شقيقه مدير المدرسة الثانوية الأساسية في جديدة وتعرفت على أبناء عمومته الذين يشهد لهم أهلنا في الجديدة بالفضل في رفع مستوى التعليم والثقافة فلا ترى منهم الا الأساتذه وحملة الدكتوراة وأصحاب الشأن
وعلى مسافة قريبة من الجديدة والمكر المتلاصقتين تقع بلدة (( البروة )) قريةجميلة هادئة ومقبرتها كانت كما هي شاهداً على عظمة سكانها الأوائل من آل درويش الكرام
قبل أيام شاهدنا عبروسائل الاعلام إعتصاماً لأهالي البروة ومعهم أحبائهم من بلدة الجديدة والمكر يعتصمون في مقبرة البلدة لمنع تنفيذ قوات الاحتلال لقرارٍ جائرٍ يقضي بتحويل المقبرة الى مزرعة للأبقار الصهيونية
وقد قام أهالي البروة حملةضمت الجماهير الفلسطينية مقرونة برفع دعوى قضائية لدى المحكمة الاسرائيلية من أجل منع هذا العمل الاجرامي الذي يتنافى مع الحق الانساني والديني للمسلمين وكما هو حق مقدس لدى أصحاب كل الديانات السماوية “
إن قرار دفن القائد الفلسطيني في رام الله قراراُ ربما له معنى ودلالات وخاصة في أن يُدفن بجانب رفيق دربه وقائد ورمز الشعب الفلسطيني ياسر عرفات “
ولكن أليس من الأفضل أن يتم دفنه في بلدته ومسقط رأسه
في مقبرة البروة ..!!
وهل يحق لأبقارهم أن ترتع في مقابر المسلمين..!
أم أنها من جنس البقرة الصفراء تسر الناظرين
وهل أبنائها ليسوا بشراً ومن نفس الطين..!
فلوأدركنا القيمة المعنية لمثل هذا الأمر لأصررنا دفنه في البروة
ألا يكون مثل هذاالعمل وفي هذا الوقت بالذات يسجل موقفاً مشرفاً لأهلنا آل درويش الكرام بشكل خاص وللشغب الفلسطيني بشكل عام ليؤسس إلى تأكيد حق أهل البروة في مقبرتهم ويعطي الحدث الذي نحن بصدده حول القرار الاسرائيلي الغاشم في تحويل المقبرة الى مزرعة أبقار ” يعطي قيمة كبيرة ودعماُ عظيماُ لأهل البروة ويساعدهم في توجههم الوطني وخاصة أن الفقيد يمثل رمزاً فلسطينياً كبيراُ
(( درويش يدفن في مسقط رأسه في مقبرةالبروة ))
ما أجملهذا العنوان….ألا يصلح لقصيدة لشاعر فلسطيني ك تميم البرغوثي
أعتقد أن المسألة لوأحسن إستغلالها وبشكل قانوني ورسمي ناهيك عن التوجه الشعبي الذي هو الأقوى والذي من الممكن أن يُسجل كيوم تاريخي للشعب الفلسطيني كيوم الأرض ..!!
فنكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد ” وفي مسألة حق العودة ..!!
أعتقد أنها كانت فرصة كبيرة لشعبنا وخصوصاُ لأهلنا آل درويش الكرام ولأمتنا لكي تثبت حقها في المقبرة وفي الأرض ثانياً
لا أدري… هل ما أقوله مجرد هذيان أو أني أغرد خارج السرب ..!!!
أم أني صاحب خيال وهبُال..!!
أو انها فكرة غابت عن البال .!
أم أنني أعيش في عالم آخر….!!!!!
رحم الله الفقيد فقيد أمة ووطن وقضية (وفقيد البروة )