ماجد الشّيخ
إلى منارتنا الباقية نشيد أغنية للحياة … الى محمود درويش
وحيدا من الحياة يعود
وحيدا إلى وطن يرسف في الأغلال
ذاك هو محمود
العائد توّا من رحلة الحياة
قولوا لوالده: ذاك عريس الوطن
يعود إلى “بروته” دونما إستئذان .. لتمض الحياة
كعودة محمود إليها
كوردة قصفتها الرّيح ولم تخضع
ذاك هو محمود
عائد من عودته إلى الغياب
ذاك هو محمود
العائد إلى وطن الإياب
زفّوه يا بنات
عريس هذا هو الّذي أرخى لقلبه حبل المسرّات
ومضى يقبّل وطنا في الغياب
مترعا بالشّوق إلى الحياة
* * * *
مضيت ولم تمض إلاّ لأنّك كنت الهدير
مضيت ولم يبق منك إلاّ الكلام
شعر هو الكلام
مادّة الرّوح في هذا الشّرق الأسير
لا تقل سلاما أو وداعا للحصان
لم يمض وحيدا.. لم تمض وحيدا
لم نمض إلى وحدتنا مكبّلين بعشقنا
وبحبّنا للحياة
لن نمضي كما مضت أسطورة الممات
نحن نحبّ الحياة
يا قلب لا تمت ، يا موت لا تقترب
يا إقترابك من وطن في الغياب.. إبتعد
ها هو قلبك يحطّ أخيرا في حضنها الدّافئ
ها هو القلب يفقد إكسيره الدّافق
* *
صديقنا محمود
أرقد في حياتك الجديدة بسلام
كلّنا أيّها الصّديق، كلّنا سوف يمنحنا القلب إنكسارا لننام
لا تغف يا صديق ، ليس بعد ما قد يشي بحلول موعدنا
ليس بعد ما قد يحملنا القلب لنحلّق في الغمام
ليس بعد ما قد يجبرنا كي ننام/نومتنا الأخيرة
قلبنا قلق، لكن الرّوح ما عاد يقلقها أن تموت
للقلب روح صرنا أحرص أن لا تموت
صار بإمكاننا أن نمسك ذبحة ..لتفوت
صارت خبرة الحياة عندنا أن نعود
عد يا محمود.. عد يا محمود
أصرخُ .. وأعرف أنّك لن تعود
* * *
قلبك الدّافق لم يصمد للثالثة
قلها الآن يا محمود.. قل للروح أن تصمد
أن تتماسك كي تفوت
ذبحتك الأخيرة .. أبت أن تفوت
أبت أن تعيدك إلينا يا محمود
سلام إليك .. سلام إليك وأنت تمضي وحيدا
إلى موت هو الأوّل.. لكن ليس إلى الفناء
ها أنت تترجّل وحيدا ليعود الحصان من وحشة الغياب
وحيدا .. يحلّق بالأغاني المترعة بالحياة
يجعلها سلّما نحو السّماء
روحا للأعالي ، قلبا للأغاني ، شعرا للغناء
كان ينبغي أن تقولها يا محمود
كان ينبغي أن تقول للروح أن تصمد
أن تتماسك كي تفوت .. ذبحتك الأخيرة
لكنّها أبت .. فأبيت أن تموت يا محمود
ها أنت تعيش في الأغاني
ها أنت تذهب نحو إمتلاك روح الحياة
غنّ يا محمود.. غنّ الأغنية الأخيرة .. ولا ترحل
لا ترحل إلاّ إلى وطن الأرض التي غنّيتها لتغنّيك
ها هي تغنّيك الآن وحدك
كي تعدّ الأغاني للقادمين إلى الغياب بعدك.
9/8/2008