في خطوة من شأنها أن تسبب حرجا بالغا في صفوف حركة حماس، كشف مصعب نجل الشيخ حسن يوسف قائد حماس في الضفة الغربية والمعتقل لدى إسرائيل عن اعتناقه للمسيحية وهاجم حركة حماس بوصفها منظمة سيئة وليست لديها أخلاق أو مبادىء. وقال مصعب في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية أجراها معه مراسلها آفي اساخاروف في مقر إقامته في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة وينشرها موقع آفاق كاملة إن والده لا يعلم بعد بأمر تحوله للمسيحية، لكنه طلب له الهداية.
وقالت الصحيفة أن مصعب البالغ من العمر 30 عاما كان برفقة صديق مسيحي قدم له المأوى والذي “لولاه لكنت اليوم مشردا” على حد قول الصحيفه نقلا عن مصعب.
وأشارت الصحيفة الى أن مصعب يدرك جيدا ما سيترتب من نتائج على هذه المقابلة، وبأنه سيحرج عائلته وعدم قدرته على العوده الى رام الله بعد نشرها، الا أنه ” على ما يبدو قد شن حملته الصليبية الخاصة به حيث قال إنه يعرض حياته للخطر و سيخسر أبيه لكنه تمنى أن تتفهم عائلته لقراره وأن يمنحهم الله الصبر والرغبة لفتح عيونهم إلى السيد المسيح والى الديانة المسيحيه، كما تمنى أن يرجع الى فلسطين ورام الله بمعية السيد المسيح في مملكة الله”.
وقال إن اسمه الجديد الآن هو يوسف وأنه بادر الصحفي اساخاروف بالتحيه باللغه العبرية سائلا اياه ” كيف الحال؟”.
وقال اسخاروف انه التقى بمصعب لأول مره قبل حوالي أربع سنوات، خارج السجن العسكري في معسكر أوفر الذي يبعد حوالي نصف كيلومتر من بيت عائلة اساخاروف في بلدة بيتيونيا، قرب رام الله. وكان أبو مصعب أحد زعماء السجناء في ذلك السجن، وقد لفتت طريقة لبس مصعب الغربية انتباه اساخاروف حينها حيث كان شعره مصففا على الطريقه الغربية وكان يلبس الجينز والجاكيت الجلدي من النوع الذي يرتديه سائقو الدراجات النارية ولم يكن لديه لحية مع أنه الأبن الأكبر لأحد قادة حماس الذي “يتوقع أن يلعب دورا نشيطا في إدارة شؤون أبيه السياسية في المستقبل”.
في بداية المقابلة قال مصعب: ” لقد ترعرعت في عائلة متدينه جدا ونشأت على مبدأ كراهية الإسرائيليين الذين صادفتهم لأول مره عندما كان عمري 10 سنوات حيث دخل جنود اسرائيليون الى بيتنا واعتقلوا أبي ولم نكن نعرف أي شئ حول ظروف توقيفه. وكانت عضويته في حماس مسألة سرية، حيث كنا نجهل أنه كان أحد مؤسسي حماس ولم أكن أفهم أيّ شئ حول السياسة أو الدين وكل ماكنت أعرفه هو أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أبي مرارا وتكرارا”.
ويضيف أن والده كان رجلا محبا معتنيا به وبأسرته. وقال مصعب بأنه درس الشريعة في 1996، وأنه اعتقل عندما كان عمره 18 عاما “لأنني كنت رئيس الجمعيه الإسلامية في المدرسة الثانوية وكانت تلك الجمعية بمثابة المنظمة الشبابيه لحركة حماس وعندئذ بدأ وعيي في التشكل”.
نقطة التحول
يقول مصعب (أو يوسف) : “لقد عرفت حماس حتى ذلك الحين من خلال أبي، الذي عاش حياة معتدلة ومحبّة جدا. وفي باديء الأمر احترمت الحركه حقا، وبشكل رئيسي لأني إحترم أبي كثيرا. لكن أثناء الشهور الـ16 التي قضيتها في سجن (مجيدو) عرفت الوجه الحقيقي لحماس.
فهي منظمة سلبية وسيئة بكل بساطه، وكان زعمائهم في السجن، وبخلاف بقية المعتقلين العاديين من أعضاء حماس، يعيشون ظروفا افضل من حيث الغذاء ومناشف الاستحمام والزيارات العائلية المتكرره. إن هؤلاء الناس ليست لديهم أخلاق أو مبادىء لكنهم ليسوا أغبياء مثل حركة فتح التي تسرق في وضح النهار أمام الجميع وتتهم فورا بالفساد. إن أناس حماس يستلمون الأموال بطرق غير مشروعة ويستثمرونها في أماكن سرية، ويبقون ظاهريا على اسلوب حياة بسيط”.
ويضيف أن “لا أحد يعرفهم ويعرف اساليب عملهم اكثر مني، فعلى سبيل المثال، أتذكر كيف تم اجبار عائلة صالح تلاحمه، عضو الجناح العسكري لحماس الذي اغتالته إسرائيل، على استجداء المعونة المالية حيث تخلت قيادة حماس عنهم وعن عائلات الشهداء الآخرين ، بينما يبدد الأعضاء الكبار في حماس عشرات الآلاف من الدولارات شهريا في الخارج لحماية أنفسهم”.
ويضيف مصعب “أن البعض من الزعماء الحاليين لحماس كان نشيطا في مجموعة “أمن السجن” التي كانت ترتاب في اذا قضى أحد السجناء وقتا أطول في الحمام لتتهمه بالتخابر مع العدو أو أن له علاقات جنسية شاذة، فالشواذ يتهمون فورا بالعمالة”.
ويواصل ” لقد أدركت حينها أن ليس كل شخص في حماس مثل أبي. فقد كان أبي رجلا ودودا ولطيفا ولكني اكتشفت كم كان زملائه اشرارا ، وبعد اطلاق سراحي فقدت الإيمان بأولئك الذين كانوا يتظاهرون بإسلامهم”.
وقال مصعب – يوسف أن لديه خمسة إخوة وأختين وهو على اتصال منتظم بهم وأنه حتى فترة قريبة امتنع عن إخبار عائلته بأنه تحول إلى المسيحية، وأضاف: “سترى أن هذه المقابلة ستفتح الكثير من الناس، وستهز الإسلام من الجذور بدون أي مبالغة. فما هو أبلغ من خروج ابن زعيم لحماس عن عقائد الإسلام المتطرف التي نشأ عليها؟ وبالرغم من أنّني لم اكن يوما ارهابيا الا انني كنت جزء منهم محاط بهم على الدوام”.
التحول الى المسيحية
س: كيف تعرفت على الديانه المسيحية؟
ج: يقول مصعب (أو يوسف): “كان ذلك قبل حوالي ثمان سنوات عندما كنت في القدس و تسلمت دعوة للتعرف عن المسيحية وبدافع الفضول ذهبت الى اللقاء وكنت متحمسا جدا حول ما سمعته وبدأت بقراءة الأنجيل كل يوم وأستمريت في حضور الدروس الدينيه وكان ذلك بسرية تامه بالطبع.
وقد كنت أتردد على التلال المحيطة برام الله وأماكن مثل حي (التيرا) للاستمتاع بالهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة وكنت أقرأ الإنجيل وكان للنص في الإنجيل الذي يقول “أحب عدوك” عظيم الأثر في نفسيتي.
في تلك المرحلة كنت لا أزال مسلما وكنت أعتقد بأنني سأظل كذلك، ولكن كنت أرى يوميا الأشياء الفظيعة التي ترتكب باسم الدين من قبل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم “مؤمنون عظماء”.
لقد درست الإسلام بتمحص أكثر فلم أجد أجوبة وأعدت قراءة القرآن ومبادىء الإيمان بصورة متفحصة فوجدت أنه مضلل ومخطىء، فلقد استعار المسلمون الطقوس والتقاليد من كل الأديان المحيطة بهم”.
س: لكن كل الأديان فعلت ذلك.
لم يرد مصعب على هذا التعليق مباشرة ، ولكنه قال: “أشعر بأن المسيحية لها عدة سمات. فهي ليست دينا فقط بل هي إيمان. أرى الله الآن من خلال السيد المسيح ويمكنني أن أتحدث عنه دون توقف، بينما لا يستطيع المسلمون قول أي شيء حول الله. فأنا أعتبر الأسلام كذبة كبرى، فالذين من المفترض أن يمثلون هذا الدين يظهرون احتراما لمحمد أكثر من الله ويقومون بقتل الأبرياء وضرب زوجاتهم باسم الإسلام ولا توجد لديهم أية فكرة حول الله، فليس عندي شك في أنهم سيذهبون إلى الجحيم، ولذا أوجه لهم رسالة: هناك طريق واحد ووحيد إلى الجنة هو طريق السيد المسيح الذي ضحّى بنفسه على الصليب من أجلنا”.
قبل أربع سنوات، قرر مصعب التحول (إلى المسيحية) ويقول بأن لا أحد في عائلته عرف ذلك: “فقط أولئك المسيحيين الذين اجتمعت بهم وقضيت وقتا معهم كانوا يعرفون بقراري، ولسنوات ساعدت أبي، زعيم حماس، وهو لم يعرف بأنني قد تحولت (إلى المسيحية)، كان فقط يعلم بأن لدي أصدقاء مسيحيون”.
س: إنني أتذكر كيف كنت تلبس حينذاك، ولكن كيف كنت مقبولا في حماس؟
ج: “يجب أن تفهم، أنني لم أعتبر نفسي أبدا كواحد منهم، وبالرغم من أنني ساعدت أبي ورافقته، إلا أنني كنت دائما أعارض الإرهاب. لم يحبني أعضاء حماس فأنا لم أكن أصلي معهم في المسجد وكان لي أصدقاء أجانب، كما أنهم لم يحبوا سترتي الجلدية أو حتى بنطلون الجينز الذي ألبسه واعتبروه ضلالا. لكني ساعدت أبي وأدرت شؤونه لأنه أبي وليس لأنه زعيم في حماس. أنا ل
ست ناشطا في حماس تحول إلى المسيحية. تلك ليست القصة. لقد أردت أن أساعد أبي على فهم أن إيذاء الناس الأبرياء أمر محرم، ومن خلاله ربما يتغير تفكير الناس الآخرين.”
ست ناشطا في حماس تحول إلى المسيحية. تلك ليست القصة. لقد أردت أن أساعد أبي على فهم أن إيذاء الناس الأبرياء أمر محرم، ومن خلاله ربما يتغير تفكير الناس الآخرين.”
س: ما هو موقف حماس نحو المسيحيين؟ وما هو موقف أبيك؟
ج: “عندما كنت مع أبي، كنت أدفعه في الواقع نحو الاعتدال واتخاذ قرارات منطقية مثل وقف الهجمات و تبني حل قيام دولتين متجاورتين. كنت اشعر بالمسؤولية، ومن الأفضل أن أكون بقربه بدلا من عصابة الحمقى التي تسمّم رأيه. لقد حاولت أن أفهم أولئك الناس وأفكارهم، لكي نغيرها من الداخل بواسطة شخص قوي مثل أبي، الذي اعترف لي في الماضي بأنه لا يدعم الهجمات الانتحارية وبأنه يعتقد بأن إيذاء الناس الأبرياء سيعطي انطباعا سيئا حول منظمة (حماس).
لقد قال الشيخ ذات مرة بأنه اذا رأى حشرة خارج البيت كان حذرا أن لا يؤذيها فما بالك بإيذاء المدنيين؟
لكن داخل حماس كان هناك زعماء آخرون، بشكل رئيسي من قطاع غزة ودمشق، الذين أعتقد بأنهم يدعون إلى استمرار الهجمات الانتحارية كوسائل فعالة لإنجاز أهدافهم. المشكلة كانت أنهم أقوى من أبي من ناحية مكانتهم في المنظمة. ولكن الذي ساعد على إيقاف الهجمات الانتحارية في التحليل الأخير كان استهداف إسرائيل لزعماء حماس وليس أي شيء آخر.”
س: إلى أي مدى كان أبوك مشاركا في صنع القرار داخل حماس؟
ج: لم يكن لأبي أي اتصال بالجناح العسكري، لكنّهم كانوا يستشيرونه دائما حول القرارات الإستراتيجية. إن قيادة حماس لا تتخذ القرارات فقط طبقا لرأي زعمائها في سوريا أو غزة. وعلى أية حال، يجب أن تتذكر بأنّ قيادة حماس في دمشق كانت مسيطرة على أموال المنظمة، لذا كان لها تأثير أكبرعلى سياسة المنظمة وكانوا الوحيدون الذين يملكون حرية الحركة والاتصال ببعضهم البعض خلافا لقيادات المنظمة في الضفة الغربية وغزة، لذا كانوا يتوسطون بين كل المجموعات في حماس.
وعلى سبيل المصادفة، بالرغم من أنّهم يدّعون الآن بأنّ الإنقلاب في غزة (ضد السلطه الوطنية) لم يكن مخططا له، إلا أنني أؤكد لك من معرفة واضحة أنه في العام الذي سبق (الإنقلاب) في صيف 2006، كانوا يتحدثون فيما بينهم حول إنه إذا استمر التوتر مع فتح فإنهم ينوون السيطرة على قطاع غزة”.
إنني أرسل التحيه اسرائيل”
يستمع مصعب (يوسف) في وقت فراغه إلى المغني الإسرائيلي أيال جولان. ويقول:”إنني أستمع إلى موسيقاه منذ عشر سنوات، فأنا أحب صوته لكن لا أفهم الكلمات كلها”. وعلى أية حال، فإن مغنيه المفضل هو “ليونارد كوهين وهو يهودي كندي”.
ويحمل مصعب شهادة بكالوريوس في الجغرافيا والتاريخ من جامعة القدس المفتوحة في رام الله، لكنه وجد صعوبة في الحصول على عمل في الولايات المتحدة، ولذا فإن لديه الكثير من وقت الفراغ، ويشارك في الدروس والصلاوات في الكنيسة على الأقل مرة كل إسبوع، وكل بضعة أيام يلعب كرة القدم مع أصدقائه الذين تعرف عليهم في الكنيسة، كما يقول إن “السباحة هي أمر ضروري، فهذه كاليفورنيا”.
وعندما كان مصعب يعمل في مكتب أبيه، كان يقابل زعماء حماس بالإضافة إلى أعضاء أجهزة الأمن الفلسطينيّة والإسرائيلية والصحفيين الإسرائيليين، الذين كانوا يجرون اللقاءات في أغلب الأحيان مع الشيخ (أبو مصعب). ولذا فإن مصعب لا يخفي حقيقة دعمه لإجراء اتصالات مع أجهزة الإعلام الإسرائيلية وأنه يكن مشاعر دافئة نحو إسرائيل ، بقوله “إنني أرسل التحيات إلى إسرائيل، فقد افتقدتها”.
س: هل افتقدت إسرائيل؟
ج: إنني أحترم إسرائيل وأنا معجب بها كبلد، وأعارض
سياسة قتل المدنيين، أو استخدامهم كوسيلة للوصول إلى الغايات. إنني أفهم بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
سياسة قتل المدنيين، أو استخدامهم كوسيلة للوصول إلى الغايات. إنني أفهم بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
إن الفلسطينيين، إذا لم يجدوا عدوا لمحاربته فإنهم سيحاربون بعضهم البعض. وفي غضون 20 سنة من الآن ستتذكر قولي بأن النزاع سينشب بين المجموعات المختلفة داخل حماس. لقد بدأوا يتنازعون على السيطرة على الأموال.”
لا يخفي مصعب مقته لكل شيء يمثل البيئة الإنسانية المحيطة به والتي ترعرع فيها: الأمة، الدين، والمنظمة. “يجب أن تدركوا أيها اليهود استحالة تحقيق السلام مع حماس. فالإسلام كعقيدة توجههم ولن تسمح لهم بإنجاز اتفاق سلام مع اليهود. إنهم يعتقدون بأن النبي محمد قد قاتل اليهود وأن عليهم أن يواصلوا حربهم حتى الموت. وأنه واجب عليهم الانتقام من أي شخص لا يقبل بالنبي محمد، مثل اليهود الذين ذكروا في القرآن كقرود وأبناء الخنازير. إنهم يتحدثون حول الحقوق التاريخية التي أخذت منهم. ومن وجهة نظر حماس، فإن السلام مع إسرائيل يناقض الشريعة والقرآن، وأن ليس لليهود حق البقاء في فلسطين.”
س: هل ذلك هو المبرر للهجمات الانتحارية؟
ج: إنه أكثر من ذلك. فكل المجتمع يقدس الموت والإرهابيين الانتحاريين. ففي الثقافة الفلسطينية فإن الانتحاري يصبح بطلا وشهيدا. ويخبر الشيوخ طلابهم عن “بطولة الشهداء” وهذا يدفع بالشباب الى القيام بالعمليات الانتحارية، لكي يحصلوا على المجد.
دعني أعطيك مثلا، لقد التقيت مرة بشاب اسمه ضياء طويل، وكان شابا هادئا وطالبا مبرزا في دراسته ولم يكن مسلما متطرفا أو أصوليا في أفكاره، ولم أسمع منه عبارات متطرفة ولم يكن ينتمي لأسرة دينية، فقد كان أبوه شيوعيا وكانت أخته صحفية لا تغطي رأسها، ولكن بلال برغوثي [أحد رؤوس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية] لم يحتج سوى لبضعة شهور لإقناعه بأن يصبح إرهابي انتحاري.”( فجر ضياء طويل، 19 عاما، نفسه في مارس/آذار 2001 بجانب حافلة في ملتقى التل الفرنسي في القدس؛ وأدى ذلك الى جرح 31 شخصا).
هل تعرف بأنّ حماس كانت أول من استخدم سلاح العمليات الانتحارية ضد الأهداف المدنية؟ إنهم عمي وجهلة. صحيح أن هناك أناس جيدون وسيئون في كل مكان، ولكن مؤيدي حماس لا يفهمون بأنهم تحت قيادة مجموعة شريرة وقاسية تغسل أدمغة الأطفال لتجعلهم يعتقدون أنهم ينفذون الهجمات الانتحارية ليدخلون الجنه وأن من يقوم بعملية إنتحارية سيجد الفتيات العذارى في انتظاره هناك بعد تنفيذ الهجوم. إن عليهم أن يفهموا بأن الإسلام خلق من قبل الناس وليس اللّه.”
س: هل هناك أناس طيبون في حماس؟
ج: في نظري كلهم قبيحون وقاسيون من الداخل. وأعتقد أن محمود الزهار [أحد زعماء حماس في غزة] هو أسوأهم .
وعلى الرغم من انتقاد مصعب للمكان الذي تركه إلا أن كاليفورنيا لم تستطع إخفاء شوقه له. فيقول :”إنني مشتاق إلى رام الله وإلى ناسها المتفتحين. لقد كنت أحب التجول حول البنايات، والمطاعم والناس والاستمتاع بحياة الليل. لقد كان لدي العديد من الأصدقاء هناك والذين أود أن أراهم مرة أخرى ولكني لا أعرف إن كان بمقدوري ذلك. إنني أفتقد أمي بشكل خاص، وإخوتي وأخواتي، لكنني أعرف بأنه سيكون من الصعب جدا العودة إلى رام الله قريبا.”
المستقبل الغامض
وعلى الرغم من ضائقته المالية وانقطاعه عن عائلته ووحدته، إلا أن مصعب بدا خلال هذه المقابلة مصمما وواثقا من نفسه، فيقول: “أتمنى بأنني سأنجح يوما في أن أصبح كاتبا لكي أكتب عن قصتي الشخصية وعن النزاع في الشرق الأوسط. لكن في الوقت الحاضر، على الأقل، فإن طموحي هو أن أجد عملا ومكانا أسكن فيه، فليس معي مالا أو شقة أسكن فيها وقد كنت على وشك أن أصبح مشردا لولا المساعدة التي حصلت عليها من الناس في الكنيسة والذين أعتمد عليهم.”
س: لماذا غادرت رام الله مع أن هناك مسيحيون آخرون فيها؟
ج: لقد تركت ورائي الكثير من الأملاك في رام الله لكي أحصل على حريتي الحقيقية. لقد أردت الوصول إلى البيئة الهادئة التي تساعدني على فتح عيون المسلمين وكشف الحقيقة لهم حول دينهم وحول المسيحية، لإخراجهم من الظلام وسجن الإسلام لكي يجدوا فرصة لتصحيح أخطائهم، ويصبحون أناسا أفضل، ولجلب فرصة للسلام في الشرق الأوسط.
أنا لا أعطي الإسلام أكثر من 25 عاما للبقاء، ففي الماضي أخافوا الناس ومنعوا الدعوه المناهضة لهم، لكن اليوم، في العصر الحديث، لن يكونوا قادرين على إخفاء الحقيقة أطول من ذلك.”
وفي الوقت الراهن ليس لمصعب (أو يوسف) زوجة أو صديقة ولكنه يترك هذا الأمر الى السماء فيقول :”أتمنى بأن يمنحني الله الفرصة يوما للقاء شريكتي فهي يجب أن تكون مسيحية، وسيكون أفضل لو كانت يهودية تحولت الى المسيحية”.
وهناك أشياء مازال مصعب – يوسف يخشي التحدث عنها، ففي منتصف المقابلة معه طلب مني أن نخرج من المطعم لكي يتأكد بأنني لا أحمل جهاز للتنصت أو لتسجيل الصوت.
يقول مصعب: ” سيكرهني الكثير من الناس بسبب هذه المقابلة، لكني أقول لهم بأني أحبهم جميعا حتى أولئك الذين يكرهونني. إنني أدعو كل الناس، بمن فيهم الإرهابيون، لفتح قلوبهم وأن يؤمنوا. والآن أحاول تأسيس منظمة دولية للشباب الذي سيعلّم المسيحية والحب والسلام في الأراضي المحتلة. إنني أود أن أعلم الشباب كيف يحب ويغفر، لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي سيستطيع فيه الشعبان (الإسرائيلي والفلسطيني) التغلب على أخطاء الماضي والعيش في سلام”.