انتقدت سيدة أعمال سعودية عودة الجدل مجددا إلى موضوع موقع المرأة في المجتمع السعودي وازدياد الحديث عن أحقيتها في قيادة السيارة والمشاركة في الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بكين، واعتبرت ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية.
وأكدت سيدة الأعمال والنائب الثاني لرئيس لجنة سيدات الأعمال الخليجيات والناطق الرسمي باسمها حصة العون “أنه لا يوجد أحد في السعودية يعارض مساهمة المرأة في خدمة وطنها”، وقالت: “نحن في السعودية لا نطالب بعمل الرجل ومنع المرأة ولا العكس كذلك، وإنما نطالب بالتكامل بين الدورين، دور المرأة ودور الرجل، ونميز بين أن تكون المرأة حرة في عملها والمساهمة في بناء الوطن، وبين المطالبة بالصعلكة على النمط الغربي، ولهذا نحن نرفض أن يتدخل أحد في شأن المرأة السعودية لأننا نملك الحناجر والأقلام لنأخذ حقنا بأيدينا”.
واعتبرت العون أن المرأة التي تحتاج إلى المساعدة هي المرأة الأميركية وليس السعودية، وقالت: “نحن في المملكة العربية السعودية لا نحتاج إلى تدخل من أحد ليأخذ لنا حقوقنا التي نعرف كيف نأخذها، علاوة على أن الشرع قد حفظها لنا، وأنا شخصيا أفكر في بعث جمعية للدفاع عن المرأة الأميركية التي يأخذ منها الرئيس ابنها حيا في العشرينات ويلحقه بحروبه في العالم ليعيده إليها في تابوت، وهذه ظاهرة ليست عندنا نحن في السعودية، فلا أحد يستطيع أن يأخذ ابنا من أمه ويعيده إليها في تابوت، هؤلاء هم تجار الحروب الذين نطالبهم بأن يرفعوا أيديهم عنا، فنحن نمتلك من الأقلام والحناجر ما نفتك به حقنا الذي لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية”.
وأشارت العون إلى أن قيادة المرأة للسيارة هو جزء من مخطط متكامل للتنمية يجب أن يتم بالتدرج، وبما لا يتعارض مع بناء الوطن، وقالت: “نحن لدينا خصوصيات ثقافية ودينية وجغرافية، وقيادة المرأة للسيارة هي جزء من طموح لا بد أن يتوافق مع هدف بناء الوطن الذي لا نعتقد أنه ممكن من دون الأسرة، وأنا واحدة من الذين يديرون شركات اقتصادية وصناعية خاصة بالتنمية وأملك ناديا رياضيا لتعليم الرماية والسباحة وركوب الخيل، وأميز بين هذا الهدف وبين أن تكون المرأة عارضة أزياء فهذا أمر غير مرغوب فيه عندنا في السعودية، فنحن عرب ومسلمون. وقد طالبت أنا شخصيا في مقالات كتبتها هنا في المملكة بأن يتم السماح للمرأة بقيادة السيارة في حالات معينة وفي أوقات محددة بما يراعي متطلبات المملكة، وهذا لم يحدث حتى الآن، علما بأنه لا يوجد قانون يمنع المرأة من قيادة السيارة وإنما الأمر يتعلق بقيم مجتمعية، ولا أعتقد أنه أحدا يملك القدرة على فرض القيادة على المرأة السعودية”.
وشككت العون في صدقية دعاة منح المرأة حق قيادة السيارة، واعتبرت أنهم جزء من ظواهر صوتية لا أكثر ولا أقل، وقالت: “نحن في المملكة العربية السعودية لنا نظام الولاية أو الوصاية، وهذا أمر رباني لا ينتقص من قيمة المرأة ولا من دورها، فأنا أجلس مع الأمراء ومع التجار ومع نشطاء المجتمع والكتاب وأقول رأيي بحرية كاملة وأوقع عقود العمل ولم يقم أحد بمنعي، ولذلك فالمرأة الفاعلة تستطيع أن تفرض قيمتها ودورها حتى وإن عارضها الآخرون، لكن المرأة الفارغة الباحثة عن الرياء والظهور وفق الموضة فتلك لا تملك أن تفرض نفسها على المجتمع، وأنا واحدة من المقتنعات بأن أكثر دعاة حقوق المرأة عندنا في السعودية هم من الظواهر الصوتية الذين يبحثون عن دور مصطفى أمين وعن جماهيرية لدى النساء السعوديات ويتكرمون على نساء الآخرين بما يمنعونه على نسائهم”.(قدس برس)