شعر : الدكتور فهمي الفهداوي
(1) لرحيلِكَ …
كلُّ هذا البقاء يظلُّ
بأنَّك في أوطاننا
المشنوقة بالأسلاك
كنتَ حبلَ الطريق
إلى بيوتنا المنحوتة
بالأحلام والبنادق والحجر …
(2) لرحيلِكَ
كلُّ هذا الهدوء البليغ
يضجُّ به العنفوان
ستغرق العيون بالينابيع
تتبع صوتك المحبوس
في سجن القصيدة
ومبخرة والبلاد
(3) لرحيلِكَ
ألفُ سؤال يدور
في بيت البراءة
عن حجر أغلى من ذهب
وطريدة أشرف من صياد
وقراءة يجهلها معلم
ووطن كسره خائنون
وموت سنابله حياة
وشاعر قاوم
شياطين المخيلة
والغزاة …
(4) لرحيلِكَ المُهندم
سيشرب المتورمون
بالعورات
مالا تُخفيه حتى
بدلاتهم المشتراة
بالعملة الصعبة
(5) لرحيلِكَ العابر
فوق إرادة السلطات
س
وف لا نقوى
وف لا نقوى
دون معناكَ
على عبور
سلطة المستعمرين
حتى ولو
في أحلامنا البعيدة
(6) لرحيلِكَ الحاضر
سوف ندون
نقطة الغياب
حول ابتعادنا الملحمي
عن حضورك الراحل
في لحظة
انخساف البلاغة
واشتعال المأساة
الأولمبية
في فراغات الألم
(7) لرحيلِكَ الشاعري …
لا أدري حقاً
لمن سيكون الغناء
أو البكاء
ولمن سيرضى الورد
أن تُمنَحَ روحه .؟
ولمن ستزقزق العصافير
عن قصائد الدنيا
ومنفيي الوطن
والكمنجات الجميلات .؟
(8) لرحيلِكَ الجميل
الضفة تمشي
إلى جمالها
بينما تبقى
الهمرات العاهرات
تلوث ضفافنا اليتيمة
بالحرائق والشخابيط
(9) لرحيلِكَ الأخير
اللوحة
لم تعد جميلة
ولا مُعبّرة
اللوحة
مُلطخة بالأوحال ..!