أنس إبراهيم
دارتْ في المدائنِ مصيبةٌ ، أيا قدسُ هل تعلمينَ بحالي ؟
دارتْ في المدائنِ مصيبةٌ ، أيا قدسُ هل تعلمينَ بحالي ؟
المـوتُ ينزلُ بنا المصائبُ وما كل المصائب تصيبُ
ما كلُ ما يهوى المكانُ يكونُ ، وإن هوى الشعرُ أن تـظل رفيقهُ فأنتَ الرفيقُ والصديق . .
سيدٌ للشعرِ أنتَ وفـارسٌ
دونك الشعر في قـواف المكـان ينتـثر ، مبعثرٌ هـوَ دونَ أن تـصفهُ كمـا كنتَ تصـفُ ريـتا وأخـواتها ، ريـتا تلـك هي صديـقتُكْ
البـندقيةُ كـانت كمـا كنتْ . . حيـنما كـنت
كـانت سيـفَ القـضية كمـا كنتَ أنـتْ ، كـانت للـوطنِ حلمـاً كمـا كنـتَ أنتْ . .
كنـت ولم تـكنْ .. سوى الإلـه
إلـهٌ للـشعر والـروحَ التـي لـا تنـسابُ إلـا حينـما تـخطُ أحـرفاً تـعشقُ القضية وتفـاصيلـها . .
الوداعُ أمـرٌ لـيس بـهِ شكٌ . .
إنـهُ قـائمٌ كمـا كنـتَ تـقول . .
المـوتُ . .
لـن أبعثرَ خربـشاتي أمـامكْ
فالمــوتُ إن تـحدثت البـلاغةُ عنـهُ ، مـا وفتْ حقـهُ مثلمـا وفـيتَ أنتْ . .
لـنْ أرفـضْ . .
لـنْ أرفضَ أن تـكون بصمـةً في تـاريخِ ميـلادي . .
أن تـرحلَ وتــتركَ يـومَ ميـلادي يـتلاشى ، بتلـاشيكَ في غيـاهبِ بـلادِ الهنـدي الأحمـر ، كمـا كنـتَ تـقولْ . . !
أنـتَ كنــتَ ولـا تزال
مــا زلـتَ ذاك الفـارسْ ، مــا زالَ السنـونو يـحلقُ في تـراتيـلِ القصـيدة ، مكـانكَ مـا زالَ مكـانُكْ . .
مــا زلـتَ تـثيرُ الـعنبر والزيـتونْ
مـا زلـت تـصرفُ المـارونْ ، ومـا زلـتَ تـلعبُ بـلاعبِ النـرد . .
مـا زالـتْ حبـال الغـسيل تـغتسلُ بطـهرِ كلمـاتِكْ
مـا زلـتَ تـقبلُ طهر كعبيّ أمـكْ ، عسـاك تصيرُ الإلـهَ وقـد صـرتْ
صـرتَ إلـهَ القـصيدةِ . .
مـا زالـتْ الخـريطـةُ كمـا ودعتـها ، راقـدةٌ عـلى أطلالـكْ
تـذرفُ الدمـعَ حـين وجـدتكَ نـائمٌ .. متمددٌ ، مغشى العينينْ ، بهـدوءٍ أنتَ أتـيتْ ورحـلتْ ، لـن تبـورَ ملامحُ وجـهك عـن رام الله . .
عصافيرُ الحيّ مـا زالـت تـرقبُ الـقصيدة الجديدة . .
كـي تـأسسَ رقـصةً جديـدةً كمـا عـودتها . .
كمـا عتـادتْ أن تـتذكر وجنتي حيـفا ويـافا ، على مـوسيقاك . .
أنـتَ كمـا أنــت .. وسـتظلُ أنـتْ . .
مـــا دمعُالمضــاجع فـيكِ كثيرٌ ولــكن الكـثيرَ أن تــتركَ الدفــتر والـقلم . .
أن تـسيلَ دمـعَ زيتـونتنا . .
أن تــترجلَ فـاراساً ،، يـكفر الـشعرُ بـعدكَ بـأي كلـمةٍ تـقال . .
قـوافٍ في الشـعرِ لـها بـصمتُكَ . .
درويــشْ كـلمةٌ لـن تـماثلـها أخــرى
لـا في الحـاضر . .
لـن يـكونَ المـستقبلُ كذلك ولـن يكـونَ المـاضي . .
لـا تـلدُ الأرضُ مـرتين . .
كمـا كنـت تـولدُ مـرتين أنـتَ وريـتا
فـريـتا . . ذهـبت بـذهابك ..
واستقـلت سيـارةَ أجـرةٍ .. فأنــت تـركتـها وحـيدةً دون أن تـوصلـها إلى بـر الأمـان .. كمـا اعتـدت أن تـوصلَ الخـائفـونْ . .
فـي جـنونِ عـقلي سـؤالٌ
أنـتَ سـألتـه قبـلي ..
لمـاذا تـركتَ الحـصانَ وحـيداً ؟!