خضر عواركة
أيها الخائن كدت تقتلني بأغنيتك يوما ، صعقني صوتك ، سحبتني قصائدك من طفولتي ورمتني على قارعة العسكر والثورة …
هل تذكرني في برج البراجنة ..هل تذكر سينما راديو
هل تذكر ياسر عرفات ؟
كان هو الذي يخطب بهم والناس تصفق لك
كان هو القائد ولكنك كنت أنت القضية وفيك رائحة الزعتر
كان هو المتسلط المتمكن وكنت أنت حامل شعلة الكلمة الموقدة من حد إنسكاب الحرية فوق دمائنا الساخنة.
كنا مستعدين حتى لكي نطلق الرصاص عليه لينتهي من خطابه فيحين موعد اللقاء بك ..
كنا نتمنى اللقاء فصرنا اليوم على موعد مع الشماتة
أنت رحلت..مختارا منصة الرحيل من على منبر شعر
وليس فينا راغب بأن يلتحق بك مختارا
خصوصا وأن ملاك الموت آتاك ومعه المترجم الأميركي .
ليتك قاتلت في الرشيدية يوم الإنزال
ليتك دفنت في العرقوب ولم ترى أوسلو
حملت سلاحي ورقصت بالكوفية على أكتاف الجبل وأنا أناديك وأتلمس العذر لك في عدم ملاقاتي ..
إنتظرتك في خيمة الأسر ولم أرى سوى ظلال كلماتك المترجمة إلى الفرنسية يقرأها سجاني
الآن ترحل وتتركني ..
الآن تذهب ولما ألاقيك بعد لأعاتبك
وليس بعد الرحيل لقاء وعتاب
ايها الخائن لماذا لم تمت في كوخ من تنك ؟
لماذا لم تستشهد في تل الزعتر ، لماذا لم تقاوم حتى الموت في قلعة الشقيف؟
لماذا تركت أمي وأمك في محرقة صبرا وشاتيلا وركبت السفن بحمايتهم لا بحماية الله ؟
محمود…أيها الحبيب الذي آلمني سقوطه من علياء الوطن إلى مواخير النظام
لماذا لم تخفي شَعْرَك في جنين وترفع السلاح حتى يقتلوك فتعلوا بك بحور الشِعر حتى تطوف بسفنك شعوب العالم وترتاح عند مرافيء الكلمة … فلسطين
محمود … دفناك مع الف شهيد مع عشرة آلاف من الشهداء
وأيقظناك مع الفجر بزخ البنادق نصلي بها المحتل ونؤلمه
إستشهد رفاق لنا فأحيينا ذكرهم بأشعارك
وها أنت أيها الخائن ترحل بغير حساب وقبل أن تلقي علينا آخر قصائدك الثورية عن محاسن فلسطين في حضن البرجوازية.