ما تفيد الهرولة ؟؟ ما تفيد الهرولة ؟؟عندما يبقى ضمير الشعب حياكفتيل قنبلةكم حلمنا بسلام أخضروهلال أبيضوبحر أزرقوقلوع مرسلةووجدنا فجأة أنفسنا في مزبلة ”ذات زمناً كان للخيانة قالوا كذباً ان المفاوضات هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني” يستمر السيد عباس بلا كلل او ملل، في مواصلة لقاءاته مع صديقه الفاشل صاحب الصيت السئ يهود اولمرت، في اطار مسلسل من اللقاءات الهزلية والعبثية بين الطرفين، والتي الى الان ما زالت ترواح في هامش اللقاءات الاعلامية وكنوع من العلاقات العامة وحتى الشخصية، وخير دليل على ذلك العبث السياسي ، الفشل الكبير في التقدم خطوة واحدة الى الامام ليس في قضايا الحل النهائي، بل وايضاً في القضايا الحياتية واليومية، وهذا بدوره يعطي انطباعا قويا بأن كلا الطرفين قد وصلا الى طريق مسدود، واشهرا افلاسهما السياسي والعلني بعد خيبات فشلهم المتلاحقة على مختلف الاصعدة والمستويات. ايهود اولمرت الذي بات قاب قوسين او ادنى من مغادرة الحياة السياسية الاسرائيلية هزيلا مفضوحاً، لا يمكن ان يقدم على تسوية سياسية مع عباس، ليس لانه ضعيفا وتلاحقه قضايا الفساد والرشوةً وحسب، بل لانه ممثلا لفكر استراتيجي صهيوني استيطاني يتمثل في تحقيق مصلحة الدولة الصهيونية العليا في الاراضي الفلسطينية، وهذه المعادلة تنطبق على احزاب بني صهيون من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، وبالتالي فأن دعوات بعض قادة السلطة الفلسطينية الى استمرار المفاوضات والتي كان اخرها لقاء عباس اولمرت اول من امس ما هي الى هرولة في سراديب المجهول والاستسلام دون يقين . عباس الذي يرى المفاوضات خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني ، هو اكثر المدركين بعبثيتها وهزليتها، لانه لم يزل يغوص فيها منذ عشرون عاما” حين هندس لاتفاق اوسلو” الى الان، ولم يخرج منها سوى بالسمعة السيئة “اكثر المهرولين والمطبعين مع الكيان الصهيوني”، وتجميل صورة الاحتلال الساعي الى السلام، تشويه صورة مقاومتنا الشريفة والعادلة، التغطية على جرائم الحرب الصهيونية ضد شعبنا، واحياناً اعطاءها الضوء الاخضر لذلك…الخ كل ذلك تسعى اليه اسرائيل وتريده، اولا كجزء من السمعة الدولية و من صورتها امام الرأي العام الدولي، ومن اجل تقزيم سقف المطالب الفلسطينية الى الحد الادنى، الامر الذي يؤدي الى تأكل احلام الفلسطينيين بدويلته او شبه الدوله، التي وعد بها يوش فريق السلطة. لقاءعباس اولمرت يأتي بعد ستة شهور من انابوليس، ولا شي جديد في العملية السلمية ، كل شيء يراوح مكانه، عدا سرطان الاستيطان الذي ينهش بالاراضي الفلسطينية بكل قوة، وبشكل غير مسبوق، الاف الوحدات السكنية تبنى في مدينة القدس، منازل الفلسطينيين تهدم في القدس والضفة في محاولة لاجتثاث سكانها العرب، عمليات الاغتيال والقتل ومصادرة الاراضي مستمرة في الضفة الغربية، حلم الدولة الفلسطينية في عام 2008 يذهب مع الريح وبرفقته عباس والمرت اللذان يغادران قريبا الحياة السياسية بفشل وخيبة. ان استمرار اللقاءات العبثية ما بين اولمرت عباس تحت مسميات،عملية السلام انما هي تأكيد على الهرولة التي بدأها فريق اوسلو، وموافقة على كل الاجراءات الصهيونية على الاراضي الفلسينية من ( استيطان، وهدم وتدمير ممتلكات الفلسطينيين، ممارسة القتل والاعتقال بحق ابناء الشعب الفلسطيني، حصار غزة وتطويق القدس والجدار العنصري ) وبالتالي فان المطلوب هو ايجاد صيغة توافقية بين فصائل العمل الوطني والاسلامي للضغط من اجل وقف تلك المهانة التفاوضية، وهذا عبر عنه اكثر من قيادي من داخل حركة فتح كان اخرهم جبريل الرجوب وقدورة فارس، واللذان وصفا المفاوضات بالعبثية وعديمة الجدوى والفائدة، ولكن من الظاهر ان عباس لا يستطيع ان يقرر ان يوقف تلك المهزلة التفاوضية لان ذلك القرار، يصدر عن جهات امريكية وغربية، ليس لعباس وغيره من فريق اوسلو شأن به، حتى بعد الاهانة الكبيرة التي وجهها اليهم الصهيوني” بيريز” رئيس دولة الكيان الصهيوني حين قال” لا أمل في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، متذرعا بحالة الانقسام لديهم، وضعف الرئيس محمود عباس وأنه لا يحظى بشرعية لدى شعبه”. وفي المحصلة، فأن استمرار فريق اوسلو في الهرولة الى مفاوضات عبثية مع الجانب الصهيوني من شأنها ان تشكل سداً منيعا يحمي الكيان الاسرائيلي ويعطيه الغطاء لمواصلة ممارساته القمعية ضد ابناء الشعب الفلسطيني، وان يبعثر الحلم الفلسطيني وحقوقه المشروعة ،ويذهب بكل تضحياته وانجازاته ادراج الرياح، والاخطر من ذلك هو خلق ثقافة الاستسلام والركوع والخنوع امام الهيمنة الامريكية الصهيونية دون الالتفات لاحلام الشعب الفلسطيني وامنياته وتطلعاته،وهو ما عملت اسرائيل على تكريسه عبر عشرون عاماً من الضياع السياسي الفلسطيني.