تحت أنفاق الميترو وأنا أعبر نهرا كبيرا في المنطقة ،وكعادتي أستوحي أفكاري من خلال التأمل والتوسم والإستقراء ،تداعى إلى مسامعي صوت من داخل القاطرة أن المحطة القادمة كذا ،وفي كل محطة يُعاد نفس الشيئ وهذا للتنبيه والإستعداد للنزول.
الأمر مُحكم ومدروس والقطار يسير من دون سائق، عند نزولي وجدت بعض المنشورات وبعض الملصقات التي تفيد بأن هناك تظاهرة ثقافية في سنة 2013 وماإن إقتربت من مكان التوزيع ،للتعرف على الحدث ناداني الشخص المشرف ،هل أنت محتاج لأساعدك ؟هل تود شيئا ؟تفضل ياأهلا وسهلا.
قلت مالأمر ؟قال بأننا نحظر إلى السنة الثقافية ونسعى للحصول على هذا التتويج الذي سيجلب الكثير من الخيرات والمشاريع للمنطقة، فقلت ومادوري؟ قال لي تسكن بالمدينة هنا ؟ قلت نعم ،قال عليك بملء الإستمارة قلت له ومامدى أهميتها؟
قال ملأها يبين بأن الحدث يهمك وهاأنت تستعد لإستقبال التظاهرة ،وعدم اهتمامك بهذا المنشور، يبين بأنك غير مهتم وغير عابئ بما يحدث حولك، خاصة إذا كنت من أهل المدينة أي من القاطنين بها
إقتربت منه أكثر وقلت له أنا مهتم بالحدث وأريد أن أشارك فيه ببعض من قصائدي باللغة الفرنسية والعربية إذا كان ممكن، فقال لي …..هناك جناح خاص لهذا الأمر وسنتشرف بمعرفتك وأعطاني المعلومات الكافية للإتصال وقدم لي بعض الهدايا الرمزية .
بعد الإنتهاء من الحديث الذي صادف أن كان برفقتي أحد الإخوة الصحفيين المغتربين فقلت لابد من قول كلمة حول هذا الموضوع .أنظروا كيف ينظرون إلى الأمام وكيف هي محطاتهم القادمة وكيف ننظر نحن إلى الخلف وكيف هي محطاتنا السابقة وكأن أعيننا وضعت لترى إلى الخلف وموجودة في قفانا ، هناك من مازال يعيش في الستينات بعقليات متحجرة ولازال لم يتخلص من عقلية الحزب الواحد والرأي الواحد والتلفزيون الواحد والمسجد الواحد فليعش هو وليرتمي الشعب ويشرب من ماء البحر.
يرسمون إلى الثقافة وإلى الإنجازات التي ستتحقق بعد أن كانت أحلاما أما مسئولونا فيرسمون للعهدة الثانية والثالثة وياليتهم أنجزوا للشعب عُشرما أنجز في المدينة التي أسكن فيها.