عقد في فندق الرويال في العاصمة الأردنية عمّان، مؤتمراً صحفياً حضره عدد من الصحافيين والإعلامين العرب، وعدد من المهتمين، إلى جانب مالك الشركة المنتجة للعمل ، شركة طارق زعيتر وشركاه، طارق زعيتر، ومدير الشركة التنفيذي، محمد زعيتر، ومدير إنتاج العمل، السيد الهادي قرنيط، والمستشار الإعلامي للشركة مهند صلاحات، وكذلك الروائي إبراهيم نصر الله والسيناريست غازي الذيبة.
حيث قال المخجر السوري حاتم علي خلال المؤتمر الصحفي: إنه سعيد جداً ومتفائل بهذا العمل الذي اعتبره نقلة في مجال الاعمال التلفزيونية العربية التي تطرقت وتناولت القضية الفلسطينية، مشيراً بنفس الوقت إلى أن هذا العمل ينتهي من حيث بدأ عمله السابق التغريبة الفلسطينية، ولذلك فهما يشكلان معاً، بالإضافة لأعمال أخرى مشروعاً متكاملاً يسعى لتناول القضية الفلسطينية من جانب إنساني، وإبعادها عن منحى الشعارات السياسية والأيدولوجية، “فزمن الخيول البيضاء” رواية ملحمية، تتعدد فيها الخطوط الدرامية والشخصيات، ومراحل زمنية ممتدة، وبذلك تكون تأريخ لهؤلاء الناس، الذين عاشوا في تلك الفترة الزمنية من التاريخ الفلسطيني، تروي قصصهم وطموحاتهم وأمالهم ويومياتهم وأحلامهم، كما أنها ستسعى لأن تكون محاولة اعادة خلق مجتمع عربي فلسطيني كامل عبر مجموعة من الحكايات الممتعة، في النهاية قد تصبح مرجعية لكثير من المهتمين والباحثين في هذه الفترة الزمنية من التاريخ الفلسطيني بتفصيلاته الهامة.
مشيراً بذات الوقت أنه لا يزال في صدد تحديد مواقع التصوير التي تتناسب مع بيئة هذا المكان، وهذا أمر يستلزم إعادة بناء قرى بأكملها، والتجهيز الكبير لها من ناحية الاكسسوار، الملابس، وغيرها من أمور، كما أن وجود القدس في الرواية كخط درامي هام، سيرفع كثيراً من صعوبة التعامل مع هذا العمل، وبناء ديكوراته من جديد لتتناسب مع القدس والقرى والمدن الفلسطينية في تلك الفترة الزمنية.
من ناحية كذلك أشار محمد زعيتر، المدير التنفيذي لشركة طارق زعيتر وشركاه: بأنهم يحاولون رصد كل الامكانيات الضخمة من أجل إنجاح هذا العمل والخروج به بما يليق أن يُقدم متزامناً مع إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.
ولذلك فهم يراهنون بشكل جدي على حاتم علي المعروف بأعماله المتميزة والضخمة والتي أثارت العديد من الإشكاليات، وساهمت في نقل الدراما العربية ككل لمراحل متقدمة، والذي سيتوى كذلك الإشراف بشكل كلي على العمل، وعلى السيناريست غازي الذيبة الذي سبق أن كتب أعمالاً عربية هامة، ومن هذه العناصر كلها بالإضافة إلى الميزانية الضخمة جداً لهذا العمل، والتي تزيد بتكلفتها عن الكثير من الأعمال الدرامية العربية، كون الإعلان عن البدء في هذا العمل يأتي متزامناً مع الذكرى الستين لنكبة فلسطين، كما أن إنتاجه وعرضه في رمضان المقبل على شاشات الفضائيات العربية، سيأتي كذلك متزامنا مع إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية.
وأشار كذلك أن رواية “زمن الخيول البيضاء”، ترصد جزءاً هاماً من تاريخ الشعب الفلسطيني، تشكل واحدة من أهم الروايات التي عالجت الواقع الفلسطيني في ثلاثة حقب زمنية “العثمانية، البريطانية، الإسرائيلية” وتعاملت مع الجوانب الإنسانية في هذه القضية التي صبغها الدم بوصفها قضية إنسانية خالصة، وبرؤية تُظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروح الإنسان الفلسطيني النبيلة.
من ناحيته قال السيناريست غازي الذيبة: إن هذه التجربة تشكل بالنسبة له مرحلة هامة وانتقالية، وخاصة بأنه يعمل مع مخرج فذ مثل الاستاذ حاتم علي، مشيراً بذات الوقت أنه انتهى من كتابة الحلقات الأولى من العمل، وسيستكمل رحلة الكتابة في العمل معتمداً على ضرورة إغناء كافة التفاصيل والمشاهد بالبيئة الفلسطينية ومشاهدتها، والعديد من التفصيلات بها التي اندثر بها وبقي بعذها الأخر والتي ستمنح العمل خصوصية، وخاصة كذلك من ناحية اللهجة التي تعتبر هوية العمل.
ومن ناحيته قال الروائي والشاعر إبراهيم نصر الله: أن تحويل “زمن الخيول البيضاء” إلى عمل تلفزيوني يعني الكثير له، ليس ككاتب للرواية فقط، بل كمشاهد متطلع لرؤية أعمال نوعية، وخاصة أن تحويلها سيتم عن طريق منتج بارع ومشهود له في أعمال درامية سابقة مثل باب الحارة، وكوم الحجر وغيره، ومع حاتم علي الذي أنجز من قبل أعمال درامية مدهشة مثل التغريبة الفلسطينية والزير سالم وثلاثية الأندلس، وهذا ما يجعله مطمئناً غلى أن الرواية ستكون قادرة لأن تصل تلفزيونياً لكل بيت عربي.
مضيفاً: إلى أن وجود هذه الرواية بين يدي منتج كبير ذي خبرة واسعة وحساسية بالغة في تعامله مع ما ينتجه، ووجودها بين يدي فنانين كبار، يجعلني على يقين بأن هذا النوعي المختلف سيتحقق بصورة مبهرة.