محمد سليم
تخيل معي !,, دجاجة ,, جاجة ولا كلمة ولا حتى نص كلمة,, يعنى ( فرخه ) بتاء الأنثى المزبوطة تُزين المؤخرة,, تتمخطر في خطواتها بريشها الكاشف…. ,, ولسان حالها يقول ( يا ارض ما عليكِ قدي ) ,,و في وسط الحارة تسير بغنج ,, بشحمها وهبرها المترجرج على الأرداف,, يمين شمال ,,وشمال يمين ,, وعيناك قد جحظتا و خرجتا من محجريهما لتشيّع خطواتها إلى حيث تتوارى وتبتعد عن العيون الجائعة,, ولعابك يسابق نظراتك( لا مؤاخذة كناية مستعرة !) ,, متمنيا التهامها ( بعظمها ) من أسفل الكاحل مرورا بالصدر حتى (الزلموكة) ,, وبين الفينة والفينة تنظر إليك وتغمز بطرفة عين ,,وهى تكاكى ,,تكاكى ,,(تكاكى عليك ) ,, وعندما تُسرع الخطى في أثر تلك الدجاجة اللعوب لتهِم بها .. ,, تجدها وقد انزوت في بيوت احد الجيران !!..ماذا تفعل ؟,,تخيل يا أخي ! ..تخيّل .. خيال في خيال برئ.. ثم أجب ؟,, سأجيب أنا وأرفع بُرقع الحياء عنك ؛ كنت سأقول ببساطة وجرأة ؛ ذهبت لتبيض عند الجيران ,,ثم أضرب كفا بكف وافتح فمي على مصراعيه ضحِكا ,, …..ثم أعود لأهمس في ( سرى ) متسائلا ومتعجبا ؛ من اى قشدة راكمت تلك الدجاجة الهُبر واللحم البض الطري الملمس ؟!,,, فأردف بحسرة وحسد إجابتي ؛ يا بختك يا جارى ( ليلتك قشدة .. وناموسيتك كحلي ) وباضت لك فى القفص دونما عناء ولا كبد ! ,, … ثم تعاودني نوبة الضحك عندما أتذكر انه ولا بد ( فتحة الشو اسمها ..الغير محتشمة دى ؟),, قلها بسرعة ولا تخش في الحق لومه لائم؟….,, وجدتها ؛.. الـــ ..المؤخرة .. ضاقت لدرجة عدم مرور ( البيض ) من فتحة الخير والبركة,, فأفرح وتنبسط اساريرى في جارى اللئيم والبخيل ,, والذي أصبح مضربا للأمثال !,, تصور معي ..لأ ..لا تتخيل هذه المرة,,فقط تصوّر ,, تصور جارى هذا ؛ رغم انه كان فقيرا نحيفا ..إلا انه كان كريما معطاء,, وعندما اغتنى أزداد بخلا وشحا عن ذي قبل.. كما ازداد ( فشخرة ومنظرة )!,, بعكس جارى الثاني؛ عندما اغتنى توسعت فتحة مؤخرته أكثر وأكثر وفاض كرما وعطاء على سابع جار ….(الله يوسع عليه كمان وكمان )!…………..
وصدقني !,, لو قلت لك ؛ أن التخيلات والتصورات السابقة التى صغتها ما هي إلا أمثال شعبية ,,خلاصة تجارب أجدادنا العرب العظام ,, لكنهم صاغوها بكلمات مقتضبة بليغة ,,وهاهو الأصل حتى تصدقني ؛ ( كلما تسمن الدجاجة تضيق فتحة مؤخرتها ) ، ( تكاكى تكاكى عندنا وتبيض عند الجيران )..صدقتني بأه ؟!,, طيب خلاص ؛ الحمد لله ,, ………….
والأنكى والأعجب ؛ ان أمثالنا الشعبية تنطبق أيضا على حكوماتنا العربية ! ,,( اى والله كده ) ,,..بُص لي ( انظر بالفُصحى ) وأرجوك ؛ لا تتخيل ولا تتصور ولا تصدق أو تكذب ؟ فقط أقرأني! ,,و,, ( لا مؤاخذة ),,… اغتنت معظم الحكومات العربية وازدادت الشحوم والدهون تحت الجلد ( اقصد )؛ تراكمت مليارات الدولارات فى بنوكها المركزية ( بعدما ارتفع سعر الزفت والغاز بالبورصات العالمية ) ومازال المواطن العربي المطحون بين رحى الفقر والعوز .. ينتظر بفارغ الصبر تحت مؤخرة الحكومة الضيقة( ربما تبيض بيضة واحدة ) دونما فائدة !.. بل الأغرب؛ أنها تركت مواطنيها ( النائمين تحت المؤخرة ) وذهبت لتبيض فى أفواه وسلال الغرب ,, نعم إلى شركات بيع الأسلحة والمفاعلات النووية لتصب فيها مليارات المليارات صبا صبا !..,,وأيضا ؛ تصيح وتصيح في أذن المواطن العربي وتمن عليه أنها تدعم بعضا من السلع والخدمات الضرورية لمعيشته !.. وانها لا تقدر على ايجاد فرص عمل لمواطنيها ( لأننا نتوالد كالكتاكيت !) …,,طيب والله ؛ انه من غير المنطقي ولا المعقول البته أن تعبر دجاجة صحراء سيناء ثم ( تلف وتدور ) متفادية قطاع غزة المُحاصر وتضع بيضها فى قفص عدوتنا الصهيونية المغتصبة أرضنا !…,,أتهرب الدجاجة من أفواه الشعب المصري الذي ( يكاكى من الغلاء وارتفاع الأسعار ) لتبيض ( غاز ) فى المصانع الصهيونية وفى شوارعها !..( قلة حياء بصحيح ) !..,,………….
وأخيرا وحتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ ؛ سأترك الدجاجة بحوزتك ( أمانة ) هى وأمثالها ؛ لتضربها وتعدم ( امها العافية ) في أمثلة أخرى من واقعنا العربي المزري .. لأنني ضقت ذرعا بها وبواقعنا ,, وحق القول والوصف ( دجاجات الخيانة كلها باضت ) و( ماتت شعوبنا العربية من كثرة كا كا كا دون بيضة واحدة )..!….
وتحيتي
06/08/2008