ليس هكذا يا إخواننا الكرام في حماس؟! ما هكذا تورد الإبل يا إخواننا الكرام؟! ما هكذا عامل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنافقين في المدينة وهو يتنزل عليه القرآن ويخبره بحقيقتهم ويشهد عليهم ويظهر ما في قلوبهم، ورفض مطالبة بعض صحابته قتلهم ومحاربتهم؛ وكان سبب رفضه: حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه. علماً أنهم في إحدى غزواته كادوا يشعلون الفاتنة والحرب الداخلية بين الأوس والخزرج باستثارة روح الجاهلية والتنادي للثارات الماضي! وقد أجمع فقهاء هذا الدين الحنيف على أنه لا يجوز إقامة الحدود على المسلم في وقت الحرب أو ميدان المعركة حتى لا تضعف نفسه وغيره من ويهرب للعدو. وفلسطين كلها أرض معركة وميدان قتال إلا إذا كانت غزة أرض محررة ودولة مستقلة، وليست في حرب مع العدو اليهودي؟!. أين صوت العقل عندكم؟! يؤسفني إخوتي الكرام هذا التحول المفاجئ الذي حدث عندكم ولم نعد نسمع صوت عاقل منكم يقول: ما هكذا يتعامل أبناء الوطن! ولا هكذا يكون الرد على مثل تفجيرات غزة، ولا تتماهى حماس في الحكومة! بل تغيب الحكومة عن الأنظار وتأخذ حماس كحركة دور الحكومة في تصفية حساباتها مع حركة فتح، أو لاستئصالها باسم الحكومة كما فَهم جميع المراقبين وبشكل أساء للدين الذي تحمله حماس قبل القانون الذي تدعي تطبيقه. سابقاً وإلى أيام قليلة حتى أثناء حملة حركة حماس على الشجاعية كنا نسمع من البعض تمييز بين فتح وما تسميه حماس بالتيار الخياني في فتح، لكن بعد أن حُسمت معركة الشجاعة التي ستبقى جرح مؤلم في تاريخنا غاب ذلك الصوت وبتنا لا نقرأ لكتاب حماس؛ ولا نسمع لمتحدثيها الرسميين ومسئوليها: إلا أن فتح كلها خائنة وكلها عميلة وتنفذ مشروع صهيو ـ صليبي! وهناك مَنْ علا صوته مطالباً قتلهم والقضاء عليهم، بعد أن قسم غيره فلسطين إلى دارين؛ دار إسلام ودار حرب …إلخ من تلك التصريحات والكتابات لإخواننا في حماس التي اعتدنا سماعها بعد كل بعد حسمها لكل معركة مع تجاه معين في فتح! لم نسمع أحد من حماس لا في الداخل ولا في الخارج أنكر على حماس ما قامت به ضد مناضلين من أبناء الوطن، أكرهتهم واضطرتهم إلى اللجوء للعدو الذي يجب أن يكون عدواً مشتركاً لهما! كما سبق أن كان يُنكر احد ضحيا تلك المعركة، الأخ أحمد حلس، على تنظيمه ما كان من ذلك التيار الذي كانت تسميه حماس خياني قبل أن تطلق تلك الصفة على جميع أبناء فتح؛ إلى درجة أن اتهم في فتح نفسها أنه حماس من شدة موقفه ضد سياسة ذلك التيار قبل أحداث حزيران 2007، وهذا الكلام تعرفه حماس وقد رد عليّ به أحد قادتهم عندما أبديت استيائي من المؤتمر الصحفي الذي عقده الأخ أحمد حلس بعد ما أسمته حماس الحسم العسكري في غزة عام 2007، لم يتذكروا له ذلك ويقدرونه فيه لا بعد الحسم ولا الآن، وهو كان في نظرهم قبل أسبوع من الأحداث الأخيرة وبعد دعوة الرئيس أبو مازن للحوار أنه قمة الوطنية والنضال، لم يتذكروا له أنه أب لشهيد استشهد في معركة للدفاع عن الوطن، هو ذهب لها بنفسه ولم يستشهد في قصف لطائرات العدو في مواقع خلفية!. لم يحفظوا لأبناء الشجاعية المنطقة الحدودية التي كم تصدت وصمدت في وجه اجتياحات يهودية لغزة كانت تستهدف حماس نفسها، ولم يستحي المتحدث باسم الداخلية والشرطة وغيره من المتحدثين وهم يتحدثون بغرور وإعجاب بالنفس وبالعمل الذي قاموا به؛ وكأنه انتصار على حي يفخر بدوره في تاريخ النضال الفلسطيني مع جميع الفصائل الفلسطينية كل فلسطيني مخلص، ولكنه للأسف قدم ما كان يجب أن يفخر به من تحصينات وسراديب وأنفاق هي أصلاً من ضرورات أعمال المقاومة لمثل ذلك الحي الذي يعتبر في الخطوط الأمامية ضد العدو اليهودي، وما ضبطه من سلاح ومتفجرات وعبوات وغيرها من الوسائل القتالية وكأنه حالات استثناء وليس أن كل بيت فلسطيني لا يخلو من السلاح، وان ما عُثر عليه ليس شيء خارج على القانون في وطن محتل ويتعرض يومياً لاجتياحات العدو المحتل، وان تلك الأسلحة التي عرضتها حماس بعد حسمها معركتها مع عائلة حلس هي من ضرورات المواجهة والدفاع، للأسف عرضتها حركة حماس وكأنها أدلة اتهام ضد عصابات إجرامية متمردة ضد الحكومة وضد الوطن، لتبرر ما قامت به من أعمال ستبقى وصمة عار في تاريخنا الفلسطيني، وكأنهم في حال صدقت أقوال وتصريحات حماس أنها ضبطت مَنْ قاموا بالتفجيرات الأخيرة في حي الشجاعية، فإننا سنصدق أن كل ذلك السلاح الذي ضبط بحوزة أهل الحي سلاح مؤامرة ولا يوجد فيه سلاح شريف محتفظ به لمحاربة العدو والدفاع عن الوطن في ذلك الثغر من ثغور المواجهة مع المحتل اليهودي وما أكثرها في فلسطين؟!. لمصلحة مَنْ؟! والمصيبة أن حماس استخدمت نفس المصطلحات واللغة التي استخدمتها السلطة وتستخدمها حكومة فياض اليوم في الضفة ضد ذلك السلاح، سلاح المقاومة، تلك اللغة والمصطلحات التي كم أاستنكرتها حماس والفصائل المقاومة واستنكرها كل حُر وشريف يقف مع المقاومة، ونددنا بها وفضحنا مراميها سابقاً عندما كانت السلطة ترفع شعار جمع الشرح غير الشرعي، وتساءلنا لمصلحة مَنْ يتم جمع سلاح المقاومة والسلاح الفردي الذي يهب صاحبة في حال أي اجتياح يهودي للدفاع به عن أهله ووطنه؟! واليوم نوجه نفس السؤال إلى حركة حماس: لمصلحة مَنْ يتم جمع هذا السلاح بدعوى انه سلاح غير شرعي؟! ولمصلحة مَنْ يتم الإساءة إلى السلاح الشرعي والشريف منه الذي تصدى للعدوان اليهودي ضد الشجاعية والوطن مرات ومرات؟!. هل ما أقدمت عليه حماس من أفعال ضد أبناء فتح منذ ما أسمته الحسم العسكري في غزة ف
ي حزيران 2007، والذي اشتد في الأحداث الأخيرة، وضد مؤسسات المجتمع المدني قبل مؤسسات السلطة التي تقدم خدمات عامة، وما صاحبها من أعمال نهب وسرقة وتخريب وتدمير لممتلكاتها، وما لحق أبناء الوطن من فتح خاصة من إهانات وتعذيب وإساءات …إلخ؛ هل ذلك يخدم مصلحة الوطن؟! ألا تخشون أن يأتِ يوم يستغل فيه العدو اليهودي وأتباعه من عناصر الفتن الذين ما أكثرهم تلك الأحداث في استثارة ثأرات الماضي؟ تلك الثارات التي رفض الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعاقب مَنْ حاولوا إثارتها من المنافقين في المجمع المسلم آنذاك، حتى لا يقال محمد يقتل أصحابه، وهم ليسوا أصحابه بمعنى الكلمة ولكن مَنْ يتربص بالمجتمع المسلم الدوائر ويحيك له المؤامرات سيدعي ذلك من أجل تأليب المسلمين على بعض وإثارة الفتنة بينهم ليقضي على الإسلام، إلا أن تلك الحكمة التي تحلى بها رسولنا الكريم لتكون حكماً شرعياً وخلقاً إسلامياً، وعبرة لأتباعه من بعده، التي لم يعمل بها من يقول أنهم أتباعه في صراعاتهم الداخلية؛ هي التي منعت الفتة وقطعت الطريق على أعداء الرسول والمسلمين استغلالها ضدهم؟!!. لمصلحة مَنْ لم تعطوا فرصة للعقلاء والفصائل لحل مشكلة العناصر التي ادعيتم أنهم متورطون في التفجيرات ويحتمون في ذلك المربع الذي أطلقتم عليه (أمني)؟! وهذا القول قاله أكثر من متحدث من الفصائل الفلسطينية لمح لهذا الأمر، وهناك مَنْ نقلته قناة الجزيرة لسؤال آخر ولم تعطيه الفرصة لاستكماله؟! ولمصلحة مَنْ يتم إفراغ غزة من أبنائها واضطرارهم للهرب عبر العدو إلى الضفة الغربية ليقعوا تحت تأثير ضغوط أقطاب الفتنة هناك، وواقع التشرد والنفي ومرارة فراق الأهل والولد والوطن وذكرياته، وذكريات الإهانة من رفيق سلاح الأمس قبل العدو؟! ذلك الذي جعل الفقهاء يقولون بعدم جواز إقامة الحدود في حال الحرب على مرتكبيها خوفاً منه؟!. الأسئلة كثيرة نطرحها على إخواننا الكرام في حماس أملاً في أن يقفوا مع أنفسهم هذه المرة وقفه جادة جداً، وتعيد حساباتها وتنظر ليس في سياستها ولكن في عقيدتها وموقفها من ابن الوطن المخالف لها في الرأي، لأنه لا يوجد ضمانة ألا يتكرر ذلك مستقبلاً مع أي فصيل أو عائلة تختلف مع حماس أو ترفض الانصياع لأمر ما لا ترى فيه حق لها عليها؟!.