حكومة الاحتلالية التي وصلت إلى سدة الحكم على فوهة دبابة غزاة المحتلين ، كان لها دور الكبير في فرض الحصار الجائر على العراق وانتهى باحتلال وتدمير وتخريب الدولة العراقية من خلال استخدامها كبوق لدق طبول الحرب، ولأبعاد الروائح العفنة المتراكمة بفعل طفيليات العمالة والجاسوسية للحزبين الكرديين الرئيسين ومن يدور بفلكهما, منذ فجر تأسيسهما , وعلى ممر التأريخ كانوا يشعلون فتيل الفتن والحروب والدسائس، وعامل زعزعة للأمن والاستقرار في شماله، ومسرح لمؤامرات مستمرة ضد سيادة العراق وحكوماته بالتعاون مع إسرائيل وإيران والاحتلال , التي ألتفت على حقائق التأريخ، أكيد بأن هؤلاء ممن ارتضوا لأنفسهم الرهان على الحصان الأنجلو أمريكي-بريطاني-صهيوني-إيراني المهزوم، وتحول الي بؤرة للتآمر ليس علي كركوك ومحاولة اقتطاعها من جسدها العراقي، وانما علي وحدة العراق وسيادة العراق وعروبة العراق ,وعندما نلح في الحديث عن كركوك ونكتب عنها باستمرار، فاننا ننطلق من جملة اعتبارات وطنية وقومية وانسانية، في مقدمتها ان كركوك مدينة عراقية استراتيجية ليس لان فيها غزارة نفطية، فكل مناطق العراق من الموصل شمالا الي البصرة جنوبا، ومن ديالي شرقا الي الانبار غربا تطفو وببركة من لله علي محيط من النفط والغاز، هذه حقيقة معروفة للجميع، وانما هي ا ستراتيجية لموقعها الجغرافي علي الحافة الشمالية الشرقية من العراق تمثل جناحا عراقيا ضاربا ودرعا صادا للتحركات المعادية للعراق والعرب، اضافة الي نسيج سكانها المتماسك وطنيا. سوف يدفعون الثمن نتيجة هذا السباق، وبناء على هذه الحقيقة التي أضحت جلية بفضل دور المقاومة الوطنية العراقية الباسلة التي افشلت جميع خطط ومشاريع الاحتلال في العراق والمنطقة, أثبتت على أرض الواقع فشل الاحتلال وأدواته العميلة في كسب ثقة العراقيين , ودور المثقف العراقي المناهضة والمساند
للمقاومة وأهمية هذا الدور في النضال من اجل تحرير كل أراضي بلاد الرافدين , من شماله حتى جنوبه, كما فشلت لعبتهم بكسب ثقة المثقفين العراقيين من خلال تأسيس ما يسمى ب(مجلس الثقافي العراقي) الذي عقد مؤتمره في عمان , أن ظروف المثقفين العراقيين , وفي أي مكان من هذا المنفى الشاسع الحدود والاطراف,الذي فرض عليهم تحت وطاة الاحتلال وحكومته الطائفية والعرقية وفرق الموت والاستبداد, كانت ولا تزال , ظروفا استثنائية وغير طبيعية , سواء على الصعيد الفردي أو على المستوى الجماعي, وبسبب من هذه الظروف فإن أي جهد يبذل في سبيل توحيد وتأطير نشاطات المثقفين العراقيين , وتعزيز دورهم في خدمة قضية وطنهم وشعبهم وثقافتهم , هو جهد نافع في كل المقاييس. على طريق حماية ثقافة شعبهم الوطنية والدفاع عن مثلها وقيمها الإبداعية والإنسانية في مواجهة الاحتلال وأذنابه في ثكنة الخضراء .هؤلاء العملاء والخونة من خلال تجربتهم في الخارج يعرفون جيدا دور المثقفين العراقيين في الداخل والخارج في رصد صفوفهم وتحشيد طاقات وإمكانيات جميع العاملين في حقول الثقافة والفكر والفن , وبصرف النظر عن اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية , في النضال ضد السياسة الظلامية والطائفية والعرقية للحكومة الاحتلالية في بلادنا , وفي سبيل الدفاع عن حرية الرأي والمعتقد للإنسان العراقي ,وكذلك من اجل حماية وتعميق الثقافة الوطنية والقومية لشعبنا , ومن خلال رفض الشعب العراقي مشروع المصالحة مع الخونة والعملاء, تطل وزارة الثقافة الاحتلالية , بورقة ميتة في مهدها وهي “المصالحة الثقافية” بعد أن انتبهت إلى أن أكثر من 60% من شريحة المثقفين العراقيين الذين يعيشون في المنافي , يمثلون نخبة الشعراء والرسامين والمسرحيين والممثلين والأكاديميين والكتاب والصحافيين ومن مختلف انواع الثقافات الأخرى . وحسب ما نقلته جريدة (الشرق الأوسط) أن الأسبوع الثقافي العراقي سيقيم في سوريا منتصف الشهر الحالي , خوفا من تشكيل إطر وتجمعات ثقافية المناهضة لهم, يحاول ما يسمى بالوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الاحتلالية جابر الجابري (مدين الموسوي) صاحب مجلة (القصب) ركيكة المحتوى والمضمون مدفوعة الأجر من ملالي إيران , وذات نفس طائفي نتن , لأعادة مثقفي العراق لبلادهم بعد ان رفض جميع المثقفين العراقيين الأعتراف بمؤسسات الاحتلال ( اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ونقابة الصحفيين) يقدم على أصطياد مثقفي العراق بمبلغ 450 دولار لكل مثقف عائد وتنظيم رحلات مجانية , من أجل سهولة ذبحهم وقتلهم في العراق , في حين لم يكشف هذا الوكيل عن قتلة الصحفيين والأطباء والعلماء والمثقفين وضباط الجيش العراقي الباسل في داخل العراق , هنا يذكرنا بكيفية أصطياد وشراء ذمم أشباه المثقفين العراقيين من قبل مخابرات الإيرانية ودول الخليجية ومخابرات (سي أي إية) ولندن ومخابرات الموساة الإسرائيلي عندما كانوا في الخارج وتجنيدهم في أجندة غزاة المحتلين ضد وطننا وما أوصلو إليه العراق الآن. نناشد جميع المثقفين العراقيين الوطنيين الرافضين للاحتلال وحكومته الاحتلالية رفض هذه اللعبة الخبيثة التي حيكت بأيدي المجرمين , يحاولون الصيد في الماء العكر , أيها المثقفين العراقيين أنتم صوت الشعب العراقي المقهور والمذبوح بسكين الاحتلالين أنتم لسانه القوي الذي يندد بالقرار المجحف في حقه، أنتم المدافع عن حقوقه المهدورة بكل الوسائل، أنتم الملجأ الذي يبقي للشعب بعدما يخيب رجاؤه في كل
الملاجيء الأخري . فهل يستطيع المثقف العراقي أن يقنع الشعب العراقي بهذا ؟ . لنحذر مثقفينا من الدخول في مهزلة “المصالحة الثقافية” دعونا نشكل جبهة قوية وشاملة للمثقفين , تكون لها كلمة مسموعة ومدوية , جبهة ترفض كل اشكال التطبيع مع الاحتلال وأفرازاته السياسية في العراق الجديد وتؤكد وقوف المثقفين العراقيين والعرب مع قضايا شعوبنا ومع حقوق أمتنا. يدا بيد من أجل أخلاص شعبنا من كابوس الاحتلال وأذنابه العميلة , نحو عراقا محررا وموحدا ومزهرا.
ناجي حسين