د. صائب شعث *
يا أبا مازن بصفتك رئيس اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير و رئيس السلطة الوطنية، د. صائب شعث *
يا أبا مازن بصفتك رئيس اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير و رئيس السلطة الوطنية، يقع عليك عبء حماية الشعب الفلسطيني. إنطلقت الثورة الفلسطينية و تشكلت منظمة التحرير لحماية الشعب الفلسطيني و للقتال في سبيل إسترداد حقوقه و أرضة السليبة، منظمة التحرير خاضت المعارك و الحروب لحمايته، الكثير منا قاتل ، أُصيب ، أُسر، أستشهد في تلك المعارك. وجَبَ الأن عليك إتخاذ القرار الجريء والسريع، الهادف لحماية الشعب الفلسطيني في غزة و في الضفة أيضا. قُم يا سيادة الرئيس بالطلبِ إلى جامعة الدول العربية للتدخلِ لحماية الشعب الفلسطيني، ليُرسل العرب قوات ردع عربية، كما حصل في الأردن و في لبنان، قوى أردنية مصرية و سعودية، تنتشر في غزة و الضفة. ماذا تنتظر ؟ هناك كارثة تلوح بالأفق،ستعصف بالضفة و مخيمات الشتات أيضاً. حماس أستطاعت أن تدمر الكثير من مكتسبات الشعب الفلسطيني، كما عصفت بقاعدة التأيد الشعبي و العربي و الدولي لقضيته العادلة. حماس بأفعالها ، دفعت الكثير من شعوب العالم للإشمئزاز من الفلسطيني و قضيته،حتى الشعوب الإسلامية و العربية صُدمت من الهمجية و القسوة و البشاعة التي مارست بها حماس قمعها ضد شعبنا، دافعة بمئات المقاومين و عائلاتهم للإحتماء بعدوهم”إسرائيل” ! في غزة المحتلة المُنهكة فقراً، حماس طبقت النموذج الإيراني :- إنقضَ الخميني على قوى الثورة الإيرانية الشعبية التي شَكلت الغالبية العظمى فيها، وأعُدمَ من أعُدم وسُجنَ من سُجن و شُردَ من شُرد و فُرضَ لوناً أيديولوجياً دينياً واحداً، قُمع كل من لم يتبنى هكذا أيديولوجيه! و إنفَردَ بالسُلطةِ – هذا تماماً نموذج “الخلافة او الإمارة” الجاري إنشائة في غزة المُحتلة! صَنعت حماس دكتاتورية فاشية تُنكل باهالي غزة، وتَتَسبب في مُضاعفة عذاباتِهم ،لم تُحتَرم حتى أبسط قواعد الأخلاق العربية و الإسلامية في مُعاملة المواطن ! لم تَكترث لحرُمات البيوت ، لم تٌقدر بان تلك الاسرة لشهيد او أسير، لم تُبالي برموز ٍ نِضالية و وطنية، كَممت الأفواه، و أنقضت على كل شيء بسَعَرٍ وفظاظة غير معهودتين او مسبوقتين، لقد داست على المُحرَمات. الشعب الفلسطيني يدرك الأن بان فصائِله المُناضلة، التي صَنعت أُسطورة ملحمية نِضالية في الماضي، تحولت اليوم بقُدرة قادر الي نُمور من ورق ، وهي أثبتت اليوم بمجموعها بأنها لا تمتلك أبسط أدوات الوعي السياسي الإستراتيجي، و الرؤية الوطنية لديها غير واضحة، ان لم تكن عمياء. ما حصل في غزة برهن على ذلك ، حماس دمرت المشروع الوطني الفلسطيني و في وضح النهار إستبدلته بمشروع ديني أيديولوجي في غزة المحتلة. فرضت حماس علي الفصائل هُدنة مع” إسرائيل” أدهشت وزير الحرب الصهيوني بارك بمدى إلتزامها بها، جمعت أسلحتهم و أقفلت أبواقهم الإعلامية، وزجت ببعض قادتها في السجون و فرضت الإقامة الجبرية على الكثير منها، وجعلت منهم ضحايا عُزل تنتظر مجزرة إسرائلية قادمة في غزة ! لم تنزل الفصائل و لا مٌنظماتها الشعبية الجرارة إلى الشارع ! لم تفند مشروع حماس وتوضح مدى خطورته ، ولم تُحشد الجماهير لترفض الممرسات الفاشية في غزة، هل كانت الفصائل خائفة على سلامة الجماهير من بطش حماس بها في غزة ؟ فلماذا إذن لم تنزل في شوارع الضفة الغربية و في مخيمات الشتات، لماذا؟…! الجماهير الشعبية وجب عليها أن تنهمر إلى الشوارع و تصرخ في وجه الفاشيست الجدد ” إرحلوا عنا “، عليها أن تقف في وجه مشروع حماس الذي يدمر مشروع الدولة و تحرير القدس وعودة اللاجئين ، المشروع الوطني الفلسطيني. لا تنتظر الجماهير من المتصارعين في حُروب الكراسي السلطوية اي شيء عملي و مفيد، خٌذل الشعب. أعتقد بأن الغالبية العظمى من أفراد الشعب الفلسطيني في الداخل و الشتات فقدت ثقتها بكل الفصائل، و تشعر بالعارِ و الخجلِ الشديدين، مما تقوم به حماس. تصبو هذه الجماهير الي عملية شطب قوية و جريئة لكل هذه الأُطر السياسية و الأيديولوجية عديمة القُدرة او المنفعة، ويسعى الشعب الفلسطيني الأن لقيادة وطنية مناضلة تحميه و تنقذ مشروعه الوطني و تعيد كرامته اليه و تضعه على جادة الصواب. الجاري الأن هو ” صَومَلة ” فلسطين. الي متي ستصمت سيدي الرئيس، و ماذا سيقول تاريخنا الوطني عن حِقبتك الرئاسية ؟ هناك إستحقاق إنتخابي رئاسي فلسطيني و أيضا أمريكي ، إن لم تُتَخذ القرارت و تُتَرجم لخطواتٍ عملية كفيلة بحمايةِ الشعب الفلسطيني الأن، فنحن على موعد مع الطوفان . * مفـكـر عـربي