تجاهلت دمشق وجميع وسائل اعلامها, امس, عملية اغتيال المستشار الامني للرئيس السوري بشار الاسد ضابط الارتباط مع “حزب الله” العميد محمد سليمان, وفي حين استبعدت “جبهة الخلاص” المعارضة ان يكون اغتيال المسؤول الامني الاول في القصر الرئاسي جاء ردا على تصفية القائد العسكري في “حزب الله” عماد مغنية, نفى مسؤول في الحزب معرفته بالعميد سليمان او بعملية الاغتيال.
ورفض رئيس “مركز المعطيات والدراسات الستراتيجية” السوري عماد شعيبي, التعليق على الحادثة, قائلاً “لا أملك معلومات عن الحادثة, ولا استطيع التعليق حولها بأي موقف”.
وافاد موقع “سورية الحرة” الإلكتروني الناطق باسم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام, استنادا الى معلومات وردت من الداخل السوري, ان العميد سليمان تم اغتياله, الجمعة الفائت, في فندق “الرمال الذهبية” في مدينة طرطوس الساحلية بواسطة قناص أطلق النار عليه من يخت في البحر, ما ادى الى وفاته على الفور اثر اصابته في رأسه وقلبه.
ووفق تقرير للموقع, فإن العميد سليمان هو المسؤول الأمني في قصر بشار الأسد ومسؤول عن البريد الوارد من الجيش السوري, وهو من يصدر الأوامر المباشرة لقيادة الأركان ووزير الدفاع, كما انه المشرف على توجيه الاجهزة الامنية, جميع الاعتقالات في سورية كانت تتم بعد موافقته.
واشار التقرير إلى ان سليمان, كان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين, حيث عين محمد الحسين وزيرا للمالية وعضواً في القيادة القطرية وعضواً في الجبهة الوطنية التقدمية لصلة قرابة الزوجات بينهما, لافتا الى انه شخصية غامضة وسرية تحوم حولها الكثير من التساؤلات, وخاصة في الاوساط الغربية.
وكشف ان العميد سليمان, الذي اصبح اليد اليمنى لبشار الأسد بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل, لم يكن على علاقة جيدة مع اللواء آصف شوكت لعلاقته مع اللواء علي يونس, الذي كان يرسل بريد شعبة المخابرات وتقارير مراقبة تحركات شوكت مباشرة اليه, فيما كانت علاقاته مع ماهر الاسد تتسم بالجيدة, لوجود تنسيق امني مباشر بينه وبين مدير مكتب الامن الخاص لماهر الاسد العقيد غسان بلال.
وفي حين ذكر موقع “البوابة” الإخباري الإلكتروني ان العميد سليمان هو ضابط الارتباط السوري مع “حزب الله”, اشارت مصادر إعلامية الى انه كان من بين المسؤولين السوريين الذين كان ديتليف ميليس الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في حادث اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد طلب التحقيق معهم.
ووفقاً لمعارض سوري لاجئ الى اليمن, فإن العميد سليمان “مُطلع ومُشارك في ملف قضية اغتيال الحريري”.
وقد تم تشييع جنازة سليمان, اول من امس, في بلدته دريكيش غرب طرطوس, وحضر الدفن رئيس الاستخبارات العسكرية آصف شوكت, والعقيد ماهر شقيق الرئيس الاسد والذي يتولى قيادة الحرس الجمهوري.
في سياق متصل, استبعد عضو الأمانة العامة ل¯”جبهة الخلاص” الناطق الرسمي بإسم جماعة “الاخوان المسلمين” زهير سالم, امس, احتمال أن يكون اغتيال سليمان جاء رداً على تصفية مغنية, مشيرا الى “انه ليس الشخصية الأولى لا في الكادر السياسي ولا الأمني التابع للنظام, التي تلاقي هذا المصير وسبقه محمود الزعبي (رئيس الوزراء الأسبق) وغازي كنعان (وزير الداخلية السابق) وآخرون, ويتداول الناس دائماً أن هناك صراعات خفية داخل هذا النظام بين الأجهزة الأمنية والكادر السياسي”.
وأضاف “من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن اغتيال العميد سليمان لانعدام الشفافية مطلقاً, كما أن النظام الذي تحدث عن تحقيق شفاف في مقتل مغنية, طوى الملف من دون إعطاء أي تفسير حقيقي عن الجهة المسؤولة”, لافتا الى “ان المتابعين يشيرون إلى ارتباط الرجل (العميد سليمان) بملف مقتل الرئيس الحريري أو بملف اغتيال مغنية, على طريقة تصفية الحسابات بين الأجهزة الأمنية”.
واستبعد سالم احتمال أن يكون الإيرانيون أو “حزب الله” وراء اغتياله, مضيفا “لا أظن أن الإيرانيين أو “حزب الله” يرون في الرجل نداً لمغنية, ولذلك إن أرادوا الثأر فسيستهدفون شخصية أكبر مقاماً في الموقع والقرار, كما أن سكوت الإيرانيين و”حزب الله” لا يعني أنهم نسوا ملف مغنية”.