موفق مطر
عندما تطلب اجتماعا طارئا وفوريا لوزراء الخارجية العرب ,
موفق مطر
عندما تطلب اجتماعا طارئا وفوريا لوزراء الخارجية العرب , وجلسة طارئة لمجلس الأمن لإقرار ما يلزم من إجراءات ووسائل متوافقة مع القانون الدولي بهدف حماية ملايين المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة , وعندما يتم تحريك الجماهير الفلسطينية في الضفة الفلسطينية وفي كل التجمعات الفلسطينية في دول الجوار المضيفة وتلك البعيدة في إطار خطة منظمة ومبرمجة للتعبير عن رفض الفلسطينيين لعملية تدمير الذات والهوية الفلسطينية والانقسام ” الجيوسياسي ” أي الجغرافي السياسي , وعندما يتم تفعيل كل إمكانيات وقدرات العلاقة مع دول العالم ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب العربية الوطنية والقومية والتقدمية , وعندما يخرج السفراء ومعهم الشخصيات التي ندعوها بالاعتبارية والهامة من المكاتب المكيفة , ويتحركون تحت شمس آب اللهاب بصدق وإخلاص من أجل إيقاف ” هجوم التجفيف والتصحير حتى الموت ” المزدوج على ملايين المواطنين في غزة , وعندما تتوقف الأجهزة ألأمنية عن اعتقال أي مواطن فلسطيني كردة فعل أو على خلفية الانتماء السياسي عندها سنصدق بأن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومعها قيادة السلطة الفلسطينية حريصة فعلا على أمن وسلامة وحياة وعزة وكرامة الناس في البلد !! فنحن نكاد نختنق في غمرة فيضان التصريحات والبيانات , وزوابع الاستنكار ” الفنجانية ” فيما الذين أيديهم وأرجلهم في الماء البارد ينثرون علينا مصطلحاتهم التي لم تعد تنفع حتى في الكتب المنسوخة منها ؟! يجب أن يعرف القادة المسئولين في المنظمة والسلطة بأن هجوما يشن على المواطنين في غزة من جبهتين , الأولى جبهة الحصار الاقتصادي والتجويع حيث تفتح علينا نيران المرض والفقر والجهل عشوائيا فتصيب من تصيب , وتشل من تشل , وتدفع بمن ن بقي حيا إلى الجنون !! وفي أحسن الأحوال الانسلاخ من هويته وشخصيته الفلسطينية , أما الجبهة الأخرى حيث كثافة ونوعية نيران القمع والتنكيل والإقصاء المدمرة للوجود الوطني الفلسطيني فإن عسكرها المسلحون الملثمون المعبأون بالكراهية والعداء والأحقاد حتى النخاع يستهدفون أصحاب الفكر الحي والمؤمنين بالحياة والسلام , يستهدفون كل حركة تدفعها طاقة التحرر الوطنية , والأفكار الإنسانية التقدمية المتنورة !
مازلنا نرفض مبدأ تحكيم السلاح , وأساليب البطش والإرعاب , فهذه أساليب الظالم بامتياز, يستحي إبليس المستكبر من اللجوء إليها !!ا ما زلنا نؤمن بان العدالة , والجدال بالتي هي أحسن هي السبيل الأوحد للتواصل بين عقل والإنسان وأخيه الإنسان , فما بالنا والأمر يتعلق بأبناء وطن واحد , وعائلة إنسانية واحدة , يتكلمون لغة عربية واحدة هي لغة كتاب الله الذي به يؤمنون ؟!! مازلنا نؤشر على قلوبنا ونقول : هذا قلبي يا أخي فأطلق رصاصك ..فانك قاتل .. وطنك !. لكن هذا لا يعني أنا سنصطف بالدور بانتظار الجزار ليجز رقابنا !! فان كنا كوطنيين نرفض بالمطلق أن يسجل علينا التاريخ الوطني والعربي والعالمي صفحة سوداء , فانه لا يسرنا ولا يرضينا أن يسجل في ذاكرة الأجيال الفلسطينية والعربية والإنسانية أن إخوة لنا في الوطن قد بالغوا في تقدير قوتهم وسلطانهم , فاعتمدوا البطش لتثبيت أركان حكمهم وسلطتهم كأمر واقع , فقد يطوف الظلم ليوم أو أكثر على دماء الأبرياء , لكنه لن يصل إلى شاطئ الحق والحقيقة , والسلام والأمن والأمان مهما فعل , فكل ما سيفعله سيبقى مجرد تجديف في الوعي , لا تنفع معه مجاديف قارب محطم في وسط محيط متلاطم الأمواج !!
على قيادة السلطة الوطنية وقيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أن تتحرك اليوم لترقى بالإرادتين العربية والدولية إلى مستوى المسئولية والفعل , فتوظف كامل ثقلها الدبلوماسي والسياسي لاستخراج قرار فوري من المجتمع الدولي يوقف حالة التشظي والانقسام والانتقام الدموي , , وإلا فليستعدوا للبكاء ..ليس على أطلال غزة وحسب , بل على ركام المشروع الوطني والدولة الفلسطينية !! الله لا يقدر .