*كتب/ رداد السلامي
في اليمن وحدها ، لا يستطيع أحدا أن يدرك ما يدور، أو يكتشف حقيقة الصراع
*كتب/ رداد السلامي
في اليمن وحدها ، لا يستطيع أحدا أن يدرك ما يدور، أو يكتشف حقيقة الصراع القائم ولأزمات المتفاقمة.
ذلك أن المواطن العادي مغموس حد “التماهي” في دوامة البحث عن لقمة العيش ، بينما السياسي والمثقف أسير ” تنظيرات” وتخمينات وتحليلات عكرة ، تحكمها الأمزجة تشاؤما وتفاؤلا، فيما مهندسو الصراع ومحركو أدوات الحرب ورحاها ، وصناع الأزمات ، هم المصدر الوحيد للمعلومة ، وما يظهر ، إلا فيما ندر ، مجرد إشاعات خالية من الصحة، خصوصا في الجانب المتعلق بصراعات الدم ، أو في سوء العلاقة مؤخرا كما يتردد بين النظام الحاكم وتنظيم القاعدة ، بعد وئام تام دام دهرا واندثر الذي كان نتيجته عملية سيئون الإرهابية.
ما يؤكد ذلك هو أن صالح الذي حكم اليمن ثلاثة عقود ، لم يكن بتلك البساطة التي تبدو عليه ملامحه الودودة، فنظام الرجل السياسي أغرق البلاد في حروب وصراعات صغيرة وكبيرة، دامية ومؤلمة، حرب صعده ، حروب القبائل، احتقان الجنوب، كما أن إقناع الرجل الناس بصوابية ما يقوم به كان قويا ، واستساغ الناس أفرادا وأحزابا وهيئات ومنظمات ذلك القول، فسالت الدماء وأزهقت الأرواح ، وزمجرت المدافع ، فكان الضحايا يمنيون من الطرفين ، شياطين وأغبياء وأبرياء، حرب صعده بدأت غامضة وانتهت بذات الغموض باتصال هاتفي منه، وبالتأكيد فإن إيقاف الحرب والنزيف إنجاز بحد ذاته، لكن يرى البعض أن ذلك لا يعفيه من مسؤولية ما حدث ، خصوصا وأن تلك الحرب غامضة ، ولم يكن للشعب فيها ناقة أو جمل. سوى تصفيات وإنهاكات لخصوم طالما أوجدهم وكثيرا ما أفزعوه.
وإذا كان هم صالح البقاء فترة أطول ، ونقل ميراثه الطويل إلى ابنه من بعده ، فإن طريق التوريث أضحى معاقا ، وكان باستطاعته ترك ميراث إيجابي عنه من خلال الاصلاح والتنمية كي يقول يأمن الناس ان الابن سيكون كأبيه إن كان أصلح البلاد، ولكن يبدو أن ميراث صالح ملغوم بالأزمات ورؤوس الثعابين ، ومحقون بالدم والثارات السياسية والقبلية ، التي لن ترحم فتىٍ متطلعا للزعامة لم تعركة تجارب الحياة ولم تخبره السياسية ، أو يلم بأبجديات الرقص على رؤوس الثعابين ، فتلك مهارة لم تعد أيضا تصلح لهذا الزمن .
*صحفي يمني