قتل تسعة اشخاص واصيب اكثر من تسعين بجروح السبت، وفق مصادر طبية، في الاشتباكات التي دارت السبت في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة بين عناصر من شرطة حماس وآخرين من حركة فتح من عائلة حلس فر قسم منهم الى اسرائيل لكنها اعدتهم واعتقلتهم حماس.
واكدت حركة حماس ان اسرائيل اعادت عشرات من ناشطي فتح الذين فروا امس الى اراضيها بعد اشتباكات مع اجهزة الامن التابعة لحماس، الى قطاع غزة حيث اعتقلتهم شرطة الحكومة المقالة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس “بعد رفض الاحتلال استقبال معظم الفارين من غزة واعادة العشرات منهم صباح اليوم (الاحد) الى غزة، استقبلت الشرطة الفلسطينية (التابعة لحماس) هؤلاء وتعمل على فرزهم”.
واضاف ان “من هو متهم بالاخلال بالنظام سيجري استكمال التحقيق معه واحالته الى القضاء ومن لا علاقة له باي اعمال مخلة بالنظام سيفرج عنه فورا”.
وكان 180 من عناصر فتح فروا السبت الى اسرائيل بعد وقوع اعمال عنف مع ناشطي حماس. واعلن مسؤول اسرائيلي الاحد ان 32 من هؤلاء عادوا الى قطاع غزة.
وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان اسرائيل سمحت لنحو 150 فلسطينيا بالعبور من قطاع غزة الى اراضيها عبر معبر ناحال عوز اثر المعارك العنيفة التي بدأت في ساعة مبكرة السبت بين افراد من عائلة حلس والشرطة التابعة لحركة حماس المسيطرة على القطاع.
وبين المجموعة احمد حلس عضو المجلس الثوري لحركة فتح واحد زعماء عائلة حلس الموالية لفتح.
وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل قامت “بمبادرة انسانية” تجاه افراد المجموعة الذين سلموا اسلحتهم. وافادت اجهزة الاسعاف الاسرائيلية انها عالجت تسعة جرحى فلسطينيين بينهم ستة في حال الخطر.
ونقل افراد المجموعة الباقين الى رام الله في الضفة الغربية، حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، على ما صرح مسؤول اسرائيلي رفيع.
وسمح وزير الدفاع ايهود باراك بهذا الاجراء الاستثنائي بطلب شخصي من عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بحسب المصدر.
وفي حصيلة جديدة، اكدت مصادر طبية مساء السبت ان الاشتباكات في حي الشجاعية اوقعت تسعة قتلى اثنان منهم من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ولم يعرف انتماء السبعة الباقين الذين قال المصدر الطبي ان بينهم مدنيون. واصيب اكثر من تسعين بجروح بعضهم اصاباتهم خطيرة.
واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس سقوط “شهيدين من الشرطة والقسام اثناء فرض النظام في الشجاعية”.
وقال اسلام شهوان الناطق باسم الشرطة المقالة ان”العملية انتهت في حي الشجاعية ولكن عناصر الشرطة ما زالوا في المنطقة للقيام بعمليات تمشيط”.
واندلعت الاشتباكات لدى قيام الشرطة باعتقالات في صفوف عائلة حلس.
وقالت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة ان بعض افراد عائلة حلس هم من المطلوبين على خلفية الانفجار على شاطئ غزة الذي اسفر في الخامس والعشرين من تموز/يوليو عن مقتل ستة اشخاص هم طفلة وخمسة من عناصر كتائب القسام.
لكن العائلة نفت هذه الاتهامات، كما نفت حركة فتح اي علاقة لها بالتفجير.
واتهمت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو العام الماضي، حركة فتح بالوقوف وراء الانفجار واعتقلت اكثر من 300 شخص غالبيتهم كوادر واعضاء في حركة فتح في غزة.
وجدد وزير الداخلية المقال سعيد صيام في مؤتمر صحافي في غزة مساء السبت اتهام فتح بتفجير شاطئ غزة معلنا انه سيتم الكشف قريبا عن تفاصيل تدعم الاتهامات.
وقال شهود عيان ان الاشتباكات اندلعت في ساعة مبكرة من السبت.
واكدت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة بقيادة حماس في بيان ان “الاجهزة الامنية تقوم بحملة امنية في حي الشجاعية لاعتقال بعض المطلوبين والخارجين عن القانون المتورطين في حادثة تفجير بحر غزة وجمع سلاح الفوضى والفلتان”.
واوضح البيان ان “هناك فريقا من عائلة حلس يشكل غطاء وحماية للمجرمين ومأوى للهاربين من العدالة وعددا من ابناء هذه العائلة متورطين باعمال مخلة بالامن والقانون ولا بد من اعتقالهم والتحقيق معهم ولن يفلتوا من قبضة العدالة”.
من جهته، قال احمد حلس القيادي في حركة فتح في اتصال هاتفي “نعاهد شعبنا الدفاع عن كرامتنا ولن تستطيع حماس ان تكسر ارادة شعبنا”، معتبرا ان “سلاح حماس لم يعد طاهرا لانهم يوجهون الهاون والرصاص الى رؤس الاطفال والنساء”.
وخلال النهار، اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا باحمد حلس قبل مغادرته حي الشجاعية ليعرب له عن تضامنه معه ومع عائلته.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان الرئيس الفلسطيني اتصل بحلس واكد له “تضامنه مع آل حلس، أمام الهجوم الذي يتعرضون له منذ فجر اليوم على أيدي ميليشيات حماس في غزة”.
واتهمت حركة حماس قيادات من حركة فتح بالوقوف وراء هذه الاحداث. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان “ما يجري هو مشكلة بين قيادات من حركة فتح من عائلة حلس تتستر بالمشكلة وليس مشكلة بين الشرطة وعائلة حلس”.
واتهم ابو زهري افرادا من عائلة حلس ينتمون الى فتح “باستخدام كميات كبيرة من (قذائف) الهاون والصواريخ المحلية ما اوقع اصابات كثيرة” و”باطلاق صاروخ سقط في وسط غزة بدون اصابات”.
لكن عادل حلس القيادي في حركة فتح واحد اهم شخصيات العائلة نفى ان يكون افراد عائلته اطلقوا صواريخ. وقال “هذا كلام غير صحيح كيف نطلق صواريخ وبيوتنا تتعرض للصواريخ والهاون”.
واكد ان عائلته “دانت منذ البداية التفجير (الجمعة)”، مطالبا الفصائل الفلسطينية “بالتدخل”.
من جهته، طالب نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الاسلامي ب”وقف هذه الاشتباكات المؤسفة”.
وفي تطور اخر، اعلن كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان الامن التابع لحماس “اغلق اذاعة صوت الشعب (المحلية) التابعة للجبهة دون مبرر”.
واوضحت وزارة الداخلية المقالة في بيان انه تقرر اغلاق اذاعة الشعب “حتى اشعار آخر لدورها في بث الاكاذيب والشائعات واثارة الفتن بين ابناء شعبنا الفلسطيني”.
واتهم بيان الداخلية الاذاعة بانها “خرجت عن المسؤولية الوطنية والمهنية والموضوعية مستغلة حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون”.
واخيرا، افرج الامن التابع للحكومة المقالة في غزة عن القيادي في حركة فتح ابراهيم ابو النجا.