برز الحزب في عام 1982 بعد أزمة حركة أمل وإنقسامها وفي أعقـاب الحرب الإسرائيلية على لبنان ، كـان الحزب مراهنا على سلاح المقـاومة ومن هذا المنطلق كانت أمامه المهمة الأصعب وهي إثبات الوجود كحزب سياسي عسكري مقاوم ملتزم بمبادئه التي قامَ عليها أمام الناس ، كانت الإنتصارات تلو الإنتصارات وكانت المواقف التاريخية تسجل ولا يقفُ قلمث كاتب التاريخ عن كتابة حدثٍ إلا كانَ هناك حدثٌ يتبعهُ ، في عام 1992 كانت قيادةُ حسن نصر الله للحزب خلافة لعباس الموسوي ، هذا القائد الذي بلغت حدتهُ وذكاؤه السياسي العسكري ما لم يبلغهُ قائدٌ آخر في هذا العقد من الزمن وذلك يتجسدُ في كثيرٍ من المواقفِ التي رأيناها جميعاً .
من تلك المواقف التي جسدت شخصية هذا القائد البطولية حرب تموز عام 2006 التي كانت أكبر الإنتصارات من طرف عربي على الإسرائيليين منذ النكبة وحتى الآن ، ثم تلاها تحرير الأسرى اللبنانيين والعرب وجثامين الشهداء رغما عن أنف إسرائيل وأعوانها .
منذ حرب تموز 2006 بدأت الحملات الإعلانية والسياسية والعسكرية ضد حزب الله لإجهاض هذا الحزب الذي قدم الإنتصارات ورفع رأس الأمة بعد زمنٍ من الهوان ، فكانت القوة العسكرية من قوى الرابع عشر من آذار نصابَ أعين حزب الله وأقدمت هذه القوى بقوتها العسكرية على مواجهة حزب الله وكان الفشل حليفاً لهُم ، وتم التكاتف على سلاح المقاومة من قبل الجميع أن ينزعوه من حزب الله ولكن لم يفلحوا ، وكان الرهان الأمريكي الإسرائيلي على أن يتم سقوط حزب الله في حرب تموز 2006 خلال مقاطعة الأنظمة العربية والعالمية للحزب ووقوف الأنظمة الأوروبية والنظام الأمريكي إلى جانب إسرائيل ماديا ومعنوياً ورغم كل ذلك كان الرهان خاسراً واستطاع الحزب الوقوف ليس على قدمية فقط بل وقف على قدميه وقد داسَ على إسرائيل وأمريكا ، ولم تزل هذه المواقف ضد حزب الله موجودةً حتى الآن لكن بشـكل آخر .
من المعروف أن القائد يقوى بوجود شعبه وامته حولهُ مساندونَ لهُ ومعهُ في كل مواقفه ، الرهان الآن أن يستطيع العالم من خلال الإعلام تشويه صورة الحزب وسيدهُ وأمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله ، من خلال الأقلام المأجورة الكثيرة التي أصبحنا نراها الآن في كل مكان ، على شاشات التلفاز وعلى صفحات ومجلات وجرائد إلكترونية وغير إلكترونية ، هادفةً إلى إسقاط صورة سماحة السيد حسن نصر الله من السيد البطل إلى السيد النذل الذي يسعى لتنصيب المشروع الإيراني حسب زعمهم في المنطقة مستغلين دعم إيران له وذلك أفضل أعمالها ، تلك الأقلام المأجورة التي لا تلقى سوى الشتائم من الناس ومن القراء ما فتئت أن قبضت أموالها فراحت تكتبت وتنشر ما وجدَ وما هو غيرُ موجود ، ناسيةً أن السيد حسن نصر الله قد قدم الإنتصار على الملأ وأن الناس قد التفو حوله ولن يتركوهُ حتى يحلَ أمرُ الدولة الصهيونية وذلك وعدٌ قد وعدَ بهِ السيد حسن نصر الله ، وقد اعتاد الناس على هذه الوعود حيث أنها الوعود التي إذا ما قيلت حققت وليست كباقي وعود الأنظمة العربية التي إذا ما قيلت فعلَ عكسها .
إلى تلك الأقلام ، لن تجنو سوى الأموال التي ن تفيدكُم بشيءٍ سوى أن تكونوا قوما قد أحبطت أعمالهُم .