شعر : فهمي الصالح
_______________
(1) إلى سعدي يوسف
لا – لا ….
لا سعدي في العراق
ولا يوسف عند العزيز
ليبقَ سعدي يوسف
في لندن إذاً …!
# # #
(2) إلى عبد الستار ناصر
أعرف بأنَّك في زئبقِ
العرَّافاتِ الأبيض
تملكُ قلوباً كثيرة :
سبعين .. ثمانين .. مئة ..
لكنَّ زئبقيَ الأحمر
يجعلني أعرف
بأنَّك ستمنحُ آخرَ قلبٍ
يتبقَّى لديكَ
لامرأةٍ ما
حتى لو كانت لم تولد بعد
وستبقى منتظراً موعدَها السرّي
وستتمنَّى أن تكون ملامحها
تٌشبِه إلى حدٍٍّ ما ” صفاء أبي السعود “
وسينبثّق من لحمٍ ودم
قلبُكَ الآخر
حالما يلتقي وجهُكَ وجهَها
غير أنَّ الحقيقة
قلبكَ يبقى مثلَ قلبِكَ
الزُلالِ الأزلي
لم يتبدَّل
كأنَّهُ الدمع
أو كأنَّهُ الماء …
# # #
(3) إلى نامق عبد ذيب
وحدك وبعضُ صكوكِ
اليتامى البعيدين
وصوتُ السيَّدة في الخلوي :
شبكةٌ مُتقطِعةُ لا تصطاد
وحسابٌ مشنوقٌ برصيدٍ
تحتّ الصفرِ بأصفار …
وأخلاّءٌ رحلوا
عن نُجيماتِ العيون
ما عادوا يخطُّونَ
عريشَ المُخيلة بالشُعاع
وتاريخٌ طازجٌ كالخبزِ
تمضَّغهُ الهمراتُ العاهراتُ
في السوقِ القديمِ
وما باليدِ حيلةٌ
أيُّها اليتمُ المُزدَحِمُ
بمعركةِ الفوضى :
وطنٌ ضيّقٌ
ومنفى كبير
# # #
(4) إلى خزعل الماجدي
أيُّها المُشِعُّ
الذي يدفعُ بعرباتِنا
المكسورةِ الأقدامِ
لكي تتحول إلى فراشاتٍ
وتحليقاتٍ وتصاوير
ورموزٍ في البراري
يتقصَّاها الغجريونَ المُقتَلَعونَ
من الصلصالِ عبرَ خيولهم
الممّسوسةِ بداءِ الملوكِ
وزيتِ العبيد
فأنتَ لستَ بعيداً عن القُبَّرات
التي صوَّتت لأحلامِنا
في فراغِ القُبَّعات
ولستَ بعيداً عن مخابينا
التي أدمنَت نارنجَ
القصائدِ والحرائقِ والمواعيد
فلهذا الورد طبعٌ منكَ
ولهذا العسل رائحةٌ منكَ
ولهذا البكاء دمعٌ منكَ
لكنَّنا نُريد أن ننفخَ النايَّاتِ .. يا خزعل
ونعزفَ للقطيعِ الذي أضاعَ الرُعاة
وما بيننا يتوزَّعُ النشيجُ .. يا خزعل
هلُمَّ بِنا إليكَ .. بالصوت
هلُمَّ إليناً .. بالحنجرة
بالصوت .. لا .. لا ..
بالحنجرة .. لا .. لا ..
بالاثنين معاً .. يا خزعل
عسانا ننفخُ النايَّات …
# # #
(5) إلى حميد قاسم
أبوابُ جسن عجمي
التي فتحّتَها في عِزّ الجراح
أدخلتَّّنا متحفَ الأنفاسِ المضيئةِ
بكلِّ شاراتِ الذهبِ
وأوقفتَّنا أمامَ يوتوبيا الغرامِ
التي أسنَدت وزارةَ الثقافةِ
إلى جان دمو
وتوَّجَت حسن النواب
رئاسةَ البلادِ رغماً عنه
وفوَّضَت نصيّف الناصري
الإشرافَ على التموينِ
من دونِ بطاقة
ومنَحت كزار حنتوش
درجةَ الإمبراطور الفخري
فدعَّنا بهذهِ الحالةِ .. يا
حميد
حميد
نبكي عليهم بدمعٍ لا نراه ..
نبكي .. لندخلَ مملكةَ
التواقيعِ العجيبة …
سنسمعُ موسيقى
الوصيفاتِ اللواتي
يغسلنَّ البلادَ
بمحلولِ القصائدِ
ثم ساعتها نُصفّق .. يا حميد
نُصفقُ بمِلء الروحِ
لأشرفِ الصعاليك
في زمنِ الفساد العالمي ..
# # #
(6) إلى د . فهمي الفهداوي
بِعني كلَّ الأحلامِِ الطائرةِ
التي تسرّبلت بجناحيَ
قبيلّ هذا الفراقِ
وأعطِني ما تُريدُ من النجاةِ
وما لا تُريدُ من المتاهةِ
فلن أنسى أبداً
بأنَّني محشورٌ هنا
حتى دونما فقاعات
في قعرِ زجاجةِ جِنّ
ليس لها فوّهة