قالت إدارة الطيران والفضاء (ناسا) إن المركبة فينكس أكدت وجود مياه على المريخ. وقال العالم وليام بوينتون من جامعة اريزونا في بيان أصدرته ناسا ” لدينا مياه. “وأضاف “شاهدنا دليلاً على هذه المياه المتجمدة من قبل في قراءات المركبة اوديسي وفي اختفاء كتل (منها) في قراءات فينكس الشهر الماضي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها لمس مياه المريخ وتذوقها.
وقال كبير العلماء المشرف على مهمة فونيكس إلى المريخ بوينتون، إن الكوكب الأحمر “أثبت أنه مهم… لقد رأينا أدلة على وجود هذه المياه الجليدية من قبل بفضل المرصد الدائر في فلك المريخ”. وسيكون بمقدور العلماء البدء في دراسة عينة من التربة التي جمعها المسبار فونيكس من سطح الكوكب وذلك بهدف تحديد مدى إمكانية الحياة فوق المريخ.
ويعني العثور على الماء في المريخ أن الكوكب يمتلك العناصر الأساسية لقيام الحياة على ظهره. وقررت ناسا تمديد مهمة فونيكس إلى نهاية شهر سبتمبر / أيلول المقبل وذلك لأن المسبار لا يزال في حالة جيدة.
يُذكر أن الذراع الآلية الموصولة إلى فينيكس كانت قد جرفت كمية من التربة والمواد بلغت ثلاثة سنتيمترات مكعبة قبل أسبوع، لرفعها ووضعها في فرن خاص لتحليلها، إلا أن المواد علقت في المجرفة وتعذر نثرها على سطح الفرن.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس إن معدات الاستشعار والتحليل العلمية TEGA التابعة لفينيكس والتي تشرف عليها جامعة أريزونا لم ترصد سقوط مواد كافية من المجرفة داخل الفرن.
في الغضون قرر الخبراء استخدام المجرفة في الذراع لإجراء مزيد من الحفر في أرض المريخ التي رفعت قرابة سنتيمترًا من المياه الجليدية، التي نجحت في الوصول إلى الفرن لتحليل طبيعة تكوينها.
وكان فونيكس قد حط على سطح المريخ في منطقة السهول الشمالية في الخامس والعشرين من شهر مايو/ أيار الماضي. وبعدما هبط مسبار فونيكس نشر ذراعه الآلية التي تعتبر أهم أداة في مهمة سبر سطح الكوكب الأحمر بحثا عن آثار للحياة. ويبلغ طول الذراع الآلية مترين اثنين و 35 سنتيمترًا، علمًا أنها صنعت من مادتي التيتانيوم والألومينيوم. وبعد اختبار سلامة لبعض ملحقات الذراع الآلية، تمت الاستعانة بكاميرا ثبتت على هذه الذراع من أجل التأكد من الأرضية تحت المسبار.
ثم حفرت الذراع القشرة الثلجية التي تقع في القطب الشمالي من المريخ، لكي تنقل إلى المسبار عينات من التراب والثلج التي خضعت للدراسة. ومن ضمن أهداف رحلة المسبار فونيكس إلى المريخ دراسة التاريخ الجيولوجي للكوكب الأحمر والبحث عن التركيبة الكيميائية التي يمكن أن تكون ملائمة للحياة فوقه.
وكان المسبار قد بعث بصورة شاملة لمحيطه لمساعدة خبراء ناسا على تحديد المكان الذي بدأت منه عملية التنقيب. يُذكر أن المسبار “فينيكس” الذي بلغت كلفته 420 مليون دولار يقوم بمهمة تستمر ثلاثة أشهر بحثًا عن آثار للحياة.
وكانت ناسا قد اعلنت في السابع والعشرين من الشهر الفائت ان الفحوص التي اجريت على تربة المريخ تحتوي على بيئة مالحة مماثلة لتربة قد يجدها أحدنا في الفناء الخلفي لمنزله. وقال صموئيل كونافيس العالم المشرف على المهمة في جامعة “تفتس” بشأن التربة المحللة “لا شيء فيها قد يمنع وجود حياة… في الحقيقة تبدو صديقة جدًا “للحياة”.. لا شيء فيها يدل على أنها (التربة) سامة”.