د/ نصار عبدالله
حقق الكاتب الساخر جلال عامر رقما قياسيا ، لآ أظن أن أحدا من مرشحى الفئات قد سبقه إليه د/ نصار عبدالله
حقق الكاتب الساخر جلال عامر رقما قياسيا ، لآ أظن أن أحدا من مرشحى الفئات قد سبقه إليه فى تاريخ الإنتخابات البرلمانية المصرية!! ، فقد حصل سيادته كمرشح للفئات فى الإنتخابات التكميلية لمجلس الشعب عن دائرة الجمرك والمنشية بالإسكندرية) ، حصل على ستة أصوات!! ، .. نعم ستة أصوات كاملة وصحيحة من بين إجمالى عدد الذين أدلوا بأصواتهم ( (أو بالأحرى الذين قيل إنهم قد أدلوا بأصواتهم ) والذين بلغوا 32500 (اثنان وثلاثين ألف وخمسمائة ناخبا )، بينما حصل منافسه مرشح الوطنى فئات على 19512أى بواقع ثلاثة آلاف صوت لمرشح الحزب الوطنى فى مقابل كل صوت حصل عليه جلال وبذلك تكون النسبة بينهما ثلاثة آلاف لواحد تقريبا، وهذه النسبة التى حصل عليها جلال تؤهله بغير شك لكى يدخل موسوعة جينز للأرقام القياسية تحت عنوان : أقل عدد يحصل عليه مرشح فئات فى تاريخ البرلمانات المصرية ، وفى حدود ما أتصور فإن الأستاذ جلال عامر يكون بذلك قد حطم بفارق كبير ذلك الرقم القياسى الذى حققه المرحوم خالد أبو حجر مرشح الفئات فى بلدنا فى انتخابات عام 1964حين حصل على 106 صوتا، أغلبها جاء عن طريق الخطأ لأن رمزه الإنتخابى كان هو المنجل الذى يشبه الهلال فى الشكل!!!، وكان الناخبون فى ذلك الوقت يقصدون إعطاء أصواتهم للهلال ، لكن الأمر التبس عليهم وخلطوا بينه وبين المنجل !!!وكانت النتيجة هى 106 صوتا أعطوها للمنجل باعتباره هلالا!!! ، …لا أظن أن هذا الخطأ قد تكرر مرة أخرى فى انتخابات الإسكندرية وأعتقد أن الأصوات التى حصل عليها الأستاذ جلال أصوات حقيقية ومقصودة ، وذلك لأسباب كثيرة أولها أن رمزه الإنتخابى لم يكن هو المنجل! ، وثانيها وأهمها أنه لم تكن هناك انتخابات أصلا!!، بل كانت هناك قوات أمن تحاصر اللجان وتقفل الطرق المؤدية إليها ، ولا تسمح بالدخول سوى للذين يحملون بطاقة مرور ، أو الذين يعرفون كلمة سرية ( قيل إنها كانت تتغير كل نصف ساعة ) ، وقد نجحت تلك القوات فى الحيلولة بين جلال عامر نفسه وبين الوصول إلى لجنة الإنتخاب المسجل بها لكى يدلى بصوته ، ولو أنه تمكن من ذلك لتغيرت النتيجة ، ولكان سيادته قد حصل على سبعة أصوات بدلا من 6، …نحن لا نميل إلى نظرية المؤامرة، ولا نريد أن نقول إن ما حصل عليه الأستاذ جلال كان نتيجة لمؤامرة تم الإعداد لها جيدا، ولا نريد أن نذهب إلى أبعد من ذلك ونقول إن الستة أصوات التى حصل عليها هى عدد مقصود يراد من ورائه توصيل رسالة إلى الأستاذ جلال تقول له : ” بمزاجنا نحن … نستطيع أن نعطيك صفرا من الأصوات … ونستطيع أيضا أن نعطيك عددا صحيحا، وقد أعطيناك فى هذه المرة 6 حتى لا تصل إلى رقم السعد ( 7 ) الذى يتفاءل به بعض الناس …” نحن لا نميل إلى مثل تلك النظرية التى تمعن فى الفروض الخيالية والتى لا يسندها دليل منطقى مقنع ، لكن الشىء الوحيد المؤكد أن جلال عامر هو واحد من أهم الكتاب الساخرين فى مصر ، وأنه يحظى بتقدير شديد من جانب عدد كبير من القراء فى الإسكندرية وخارج الإسكندرية ، ولو أجريت انتخابات تنطوى على أى نسبة من النزاهه ولو بنسبة عشرة فى المائة فليس بوسعنا القول سلفا بأنه سوف يفوز فيها على وجه اليقين، ولكنه ـ وهذا فى تقديرى أمر شبه مؤكد ـ كان على الأقل سيحصل على عدد أكبر بكثير جدا من الستة أصوات التى حصل عليها ، وفى الحالة الأخيرة فإنه كان سيحرم من دخول موسوعة جينز للأرقام القياسية ، ولعل هذا هو عزاؤه الوحيد.