ما إن تواردت تقارير أميركية تتحدث عن انهيار النظام في اليمن و دواعي ذلك الانهيار، حتى شعر الرئيس صالح بخطورة ذلك ، وبدأ بإجراءات وسيناريوهات لم تكن متوقعة ، بقدر ما تكشف عن ارتباك واضح تغطيه حيوية مصطنعة تنم عن تخوف واضح.فقد أوقف صالح حرب صعده التي انفجرت خمس مرات فجأة بعد أن فشلت خمس وساطات واتفاقيات لإيقافها منذ بدايتها ، وقد بدأت تلك الحرب غامضة وانتهت غامضة ، كما بدأت. فيما عزى البعض ذلك الإيقاف المفاجئ إلى طلب محكمة الجنايات الدولية القبض على الرئيس السوداني- عمر البشير- الذي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في دارفور ، لتضرب تلك الرسالة صالح بهاجس أن يدخل ضمن ذلك الطلب. إلى أن الانفجار الذي حدث جنوب اليمن في محافظة حضرموت مدينة سيئون الجمعة الماضية بتاريخ 27من شهر يوليو الماضي ، والذي استهدف مجمع أمني من قبل انتحاري في تنظيم القاعدة ، زاد من هواجس الخوف لدية، فقد أعلن تنظيم جهادي كما أوردت صحيفة الوسط المستقلة في عددها 2002 ،على لسان أحد قادته أنه سيقاتل من أجل تحرير الجنوب من نظام صالح –إشارة الى فصل جنوب اليمن عن شماله- كما قالت ”الوسط” أن محمد عقيل المكنى بـ” أبو المنذر ” أحد قيادات الجماعات الجهادية التي تطلق على نفسها”جيش عدن-أبين الإسلامي- هاجم النظام الحاكم بشده وأعلن عن مقاومة الدولة ، وأكدت”الوسط” أنه أشار إلى أن إعلانه ذلك يأتي كردة فعل ناجمة عن الظلم والانتهاك والاستبداد الممتد من يافع إلى المهرة وان كل منزل يعاني ويصرخ من جراء هذه الأوضاع والأحداث التي تتمثل في أعمال المداهمات وهدم المنازل بالإضافة إلى نهب ثروات الجنوب النفطية”وكانت أوردت الصحيفة ذاتها :أن الرئيس صالح قام بتغيير قادة ألوية تابعة للمنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع التي يتزعمها علي محسن الأحمر ، وعزت ذلك التغيير إلى فشل تلك القيادات حسم معركة صعده ، غير أن محللين قالوا أن صالح أوقف حرب صعده وقام بتغيير قيادات ، تابعة لقيادة علي محسن الأحمر بسبب خشيته من انقلاب ضد نظامه من قبل أحد أشقاءه ، ولذلك قام بتلك التغييرات من أجل التفرغ لحسم مستجدات بوادر ما يتوقع في الجنوب، الذي بدأت تتفاقم فيه الأزمات لتتحول نحو العنف في سابقة عدها الكثيرون خطيرة ، بسبب عدم استجابة صالح لمطالب الجنوبيين التي بدأت مطالب حقوقية سلمية مطالبة بإصلاح الأوضاع ، وكف أيدي المتنفذين من نهب أراضيهم وممتلكاتهم هناك ، وخصوصا وأن تلك الأحداث بدأت طابعا دينيا وجغرافيا خطيرا.