قرأت اليوم مقالة للصديق سامي الأخرس بعنوان “من المسئول عن أحداث غزة؟!”، وقد كنت بالأم بدأت بكتابة مقالة بنفس العنوان، ولكني لم أكملها ليس لشيء إلا لأن هول الأحداث أضاع ما في رأس وضاعت الكلمات عندي، ولم أجد ما أقوله في الحدث الذي ينذر بأيام ومستقبل فلسطيني مظلم وبشع إذا لم يستعيد كلا الطرفين عقليهما ويحتكما للمصلحة الوطنية وليس المصلحة الحزبية، ويكفي الجماهير الفلسطينية عذاب ومعاناة بسبب خلافاتهما الحزبية والسعي من كلا الطرفين وراء المكاسب التنظيمية والشخصية، خاصة وأنه لم يعد خافياً على أحد أن هناك أطراف في الفصيلين ليس لهما مصلحة في إنهاء حالة الانقسام والقطيعة بين الطرفين، ولا إنهاء حالة الحصار المفروض على غزة. وعلى الرغم من أن العنوان واحد إلا أن النظرة للأسباب أو الحدث مختلفة؛ ففي الوقت الذي نظر فيه أخي سامي للحدث وأسبابه فلسطينياً، وجدت أن أسبابه تعود للأمة أنظمة وأحزاب وجماهير، لأن القضية قضيتها وليس قضية الفلسطينيين وحدهم حتى تترك لهم وقد اثبتوا أنهم لم يعودوا أمناء عليها وأن كل فصيل همه السلطة والقيادة ومع تدره عليه من فوائد. وقد قررت التوقف عن الكتابة إلى أن أجد ما أقوله في هذه الفتنة التي تعصف بنا، وأن أنزل صفحتي في الصحيفة التي أكتب فيها سوداء على ما يحدث في فلسطين، مكتوب فيها العنوان فقط: مَنْ المسئول عما يحدث في فلسطين؟!! يتساقط من أحد أطرافها دموع غزيرة ومنت الطرف الآخر دماء. ولأني لا أجد ما أكتبه من هول الحدث أكتفي بنشر ما كتبت دون تكملة، فالنهاية لم توضع بعد…!!. وأكتفي بتغيير العنوان فقط إلى العنوان أعلاه. مَنْ المسئول عن أحداث غزة..؟! بكل تأكيد أن ما حدث في غزة من تفجيرات سواء استهدفت شخصيات من حماس أو أماكن في نظر بعض الجماعات تشجع على إشاعة الفساد والانحراف وسط الشباب الفلسطيني؛ أياً كانت الأسباب والدوافع التي حركت فاعليها، أو الجهات والمسميات التي تقف ورائها، في حقيقتها نذر لا تبشر بخير أبداً، ودليل أن أهلنا في فلسطين فقدوا البوصلة التي ظلت تحافظ على حركة ومسيرة نضالهم، وتضبط وتنظم علاقاتهم في حال الوفاق والخلاف. ولم يعد المعنيين بالأمر وأصحاب القرار في فلسطين قادرين على قراءة أو ترتيب أولويات صراعهم، أو الخروج من المأزق الذي وقعوا فيه بإرادتهم ولم يكرههم عليه أحد، لأن الضغوط والخارجية مهما بلغت قوتها في حال كانت الرؤية واضحة عند أصحاب القرار والأولويات مرتبة ترتيب تصحيح حسب متطلبات القضية وكل مرحلة من مراحل الصراع، وحسب احتياجات الداخل لا يمكن لأي ضغوط أن تؤثر على موقفهم، ولكن المشكلة أنهم فقدوا القدرة على تحديد أولويات المرحلة ودليل ذلك ما حدث العام 2007 0احداث غزة) وما يحدث الآن؟! وللأسف أن ذلك يأتي في وقت تصاعدت فيه مقاومة أهلنا في القدس والجليل والأراضي المحتلة عام 1948، وكأنها ترسل رسائل لأصحاب القرار والفصائل تستصرخهم الوحدة والانتباه إلى ما يستهدفهم من مؤامرات للتهجير وتهويد أرض، والاستئصال منها قصراً، وتقول لهم: أنتم لستم أهلاً للقيادة ولا للتحدث باسم القضية والدفاع عنها، كلاكما مَنْ ألقى البندقية وأصبح يصارع الداخل ليحصل على النصيب الأكبر من فتات الكعكة الذي سيتبقى بعد أن يلتهم المحتل ما بقي من الوطن، أو الذي على الرغم من عدم تحقيق شيء من المفاوضات وجميع المسئولين الفلسطينيين وكثير من اليهود والأمريكيين يؤكدون استحالة التوصل لاتفاق نهاية العام 2008، إلا أنه مستمر فيها كخيار إستراتيجي وغن كان يلوح باتخاذ خيارات أخرى، وذلك ما نتمنى ألا يطول، لأنه عدم اتخاذ خيارات أخرى هو الذي أضعف موقفه وأفقده ثقة الجماهير، وتسبب فيما وصل إليه حالنا في فلسطين. السؤال الذي يطرح نفسه: مَنْ المسئول عما يجري في فلسطين الآن؟ مَنْ الذي ساعد في وصول الأوضاع في فلسطين إلى هذا الوضع الخطير الذي يهدد أكثر مما مضى الوجود الفلسطيني والقضية المركزية للأمة؟! ترى هل هم الفلسطينيين وحدهم؟ أو أن الأمة كلها أنظمة وأحزاب وشعوب كلها مسئولة عما يحدث في فلسطين، ومسئولة عن أي تطور سيحدث؟ لأنها لم تأخذ دورها في القضية المركزية لها، وتركت الأمور للفلسطينيين خاصة الفصائل الفلسطينية المتصارعة على المناصب والكراسي والمكاسب على حساب القضية، واكتفى بعض الأنظمة بدور الوسيط بين الفصيلين الرئيسيين المتصارعين في فلسطين، ومحاولة الإصلاح بينهما! مَنْ المسئول فلسطينياً؟! قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتسلح بسلاح الشرعية التي حصلت عليها عربياً ودولياً وترى أنها تخولها أن تفاوض وأن توقع الاتفاقيات؟ أو حركة حماس التي ترى أن الانتخابات التشريعية التي حصلت فيها على نحو 60% من الأصوات، قد منحتها شرعية مقابل شرعية الرئاسة ومنظمة التحرير ليست على استعداد أن تفرض فيها فهي حق مكتسب لها لا يمكن التنازل عنه بأي حال دون النظر إلى الأولويات في ضوء المرحلة وما جلبه تمسكها بنتائج الانتخابات وحقها في التمثيل في منظمة التحرير على أساسه، وعدم قراءتها للواقع وأنه لن يسمح لها لا الواقع العربي ولا الدولي بذلك؟ علماً أن الجماهير ومنها نسبة كبيرة من أبناء فتح وأنصارها صوتت لصالح حماس كحركة مقاومة وليس حكومة وسلطة، ومن أجل التغيير وليس الحصار! وأنه بعد تلك التجربة والنتائج المُرة للحصار بسبب تمسك حماس بحقها في نتائج الانتخابات، وأنها لن تتراجع عنه، وأن أي حل أو حوار يجب أن يأخذ في الاعتبار التغيرات على الأرض التي حدثت في الواقع الفلسطيني، تق
صد نتائج الانتخابات، وأنه على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وبدون شروط مسبقة وكأن ما تتحدث عنه ليس شروط؟! أنا من البداية لست مع تشكيل حماس للحكومة حتى ولو فازت بـ100% ليس لأنه ليس حق لها، ولكن لأن الواقع الموضوعي على الأرض في فلسطين يقول: أنه يستحيل لحركة مقاومة أن تنجح في تشكيل حكومة ولن تنجح، لأن شرط نجاحها أن تتخلى عن المقاومة. لذلك بعد تجربة حماس في الحكم من حق الجماهير التي انتخبتها سابقاً أن تقول رأيها فيها بعد تجربتها لها في الحكم وبعد الحصار الذي فرض عليها، لأن ذلك أيضاً هو تغير في الواقع الفلسطيني على الأقل نعيشه الآن ولم يعد كنتائج الانتخابات من الماضي. على حركة حماس إذا أردت أن تحافظ على ما حققته من كسب جماهيري أن تعود حركة مقاومة وتترك السياسة لأصحابها.