بداية السبعينات بدأت ما فيا المخطوطات نشاطها في مدينة جبلة أحد أشهر المدن اليمنية الأثرية ، كان هناك شخصين يدعيان بـ”الأعجم والبيضاني” ظلايا على مدى أربع سنوات في جبله يشترون المخطوطات القديمة والتاريخية من الأهالي ومن المساجد في ذاك الوقت، واليوم تتعرض المكتبة العلمية الكبيرة بجامع الملكة أروى للتصفية فقد كانت تزخر بالعديد من المخطوطات النادرة اليدوية والجلدية ومصاحف وأجزاء قرآنيه كتبت بماء الذهب يعود تاريخها إلى تاريخ المدينة وهاهي مافيا المخطوطات اليوم مرة أخرى تطرق كل بيت في المدينة لتشترى ما تبقى فيها من مخطوطات قديمة بأتفه الأسعار ، مستغلة الفقر والحالة ألاقتصاديه لأهالي جبلة البسطاء ، ثمة شي ملفت هنا في هذه المدينة، وهو وجود هذه المافيا الأثرية بكثرة، يقابله مازال الوعي لدى الأهالي والجهات المعنية بأهمية هذه الكنوز الأثرية النادرة لتلك المخطوطات. إذا انها تقوم باستغلال الشباب الطائشين في المدينة وتغريهم بمبالغ ماليه كي يساعدونها في عملها المتمثل بسرقة وشراء المخطوطات ، من وقت لآخر، كما يقوم هؤلاء الشباب بإخبارهم عن اماكن و تواجد المخطوطات ليتم شراؤها بمبالغ زهيدة ،و تزور هذه المافيا الأثرية مدينة جبلة ثمة جهود هناك بذلت من اجل الحفاظ على المخطوطات ففي عام 1998 م- تقريبا- قامت جمعية أروى للتاريخ والآثار والتي كانت تحت التأسيس بالتعاون مع مدير المديرية آنذاك ،حيث تم حصر الموجود من مخطوطات في الجامع الكبير واتضح أن الحصر لا يزيد عن 2000 مخطوطه بينما المفقود أضعاف ما حصر، كما لم يحصر سوى ما تبقى من أجزاء قرانيه وبعض المقدمات، أما المخطوطات القرآنية القديمة والتي تزيد عن 400 سنه وما فوق لا وجود لها وحصر المكتبة موجود لدى أوقاف المدينة . يقول الأستاذ عبد الوهاب الخديري رئيس جمعية التاريخ والآثار بذي جبله “” إن المخطوطات القديمة اختفت لان الدولة والمواطن لم يعوا أهمية هذه الثروة إلا بعد أن جاء الوعي والأهمية من دول أخرى وبدأت الدولة تعي أهمية هذه الثروة من سنوات قريبه ولكن بعد ضياع الكم الهائل من المخطوطات ليس في جبله فحسب وإنما في جميع محافظات الجمهورية الأثرية والتي تزخر بموروث اثري علمي وما أطالب به اليوم إلا حفظ ما تبقى من موروث علمي والعمل على صيانته حيث ان ما تبقى معرض هو الآخر للتمزيق والاندثار و حشرة الأرضة التي أكلت الكثير. وأضاف الخديري ” الجامع اليوم تعرضت مخطوطاته القرآنية إلى الزوال وتعرضت نقوشه وزخارفه إلى العبث والطمس بل قبابه ومناراته وشرانقه ومصندقاته للتخريب واليوم وبعد إن تم تهديم جميع سطوحه واستبداله بنوره وجص على إنها قضاض انظروا ماذا كشفت الأمطار لقد كشفت ان بنية الجامع وما يحمله من مخطوطات يعود تاريخها منذ بناء الجامع هي اليوم معرضه للضياع والاستبدال مثلها مثل المخطوطات التي اختفت وسرقت وبيعت … ونفى مشرف المحرابي خطيب جامع الرئيس صالح بصنعاء والذي يتهمه العديد من مواطني جبله بأخذ العديد من المخطوطات النادرة أن تلك الاتهامات وقال ” “نعم أنا أخذت 50 كتابا علميا ومخطوط ولا أنكر ذلك وقد سلمتها بيدي إلى مكتبه الجامع الكبير بصنعاء وتم فهرستها وأخذت استلام خطي منهم بذلك و صورت 27 مخطوطه في جامعة الدول العربية. وأضاف المحرابي هناك شخص اخذ من المكتبة الأثرية بجبله 1800 مخطوطه لم يتحدثوا عنه مثلما هم يتحدثوا عني ويشوهون شخصي. وفي لقاء مع الشاعر رئيس المنتدى الثقافي والأدبي بمديرية جبله تحدث عن المخطوطات وأهميتها قائلا : “ مدينة جبله هي المركز الإشعاعي الأول والمنارة المتوهجة بأدبائها وعلمائها الإجلاء ذلك لأنها قد تركت بصمات خصوصياتها بآثارها المتجلية في كل الجوانب المعرفية منذ عهد الدولة الصليحية والرسولية وحتى العهد القريب ولولا ضياع وسرقة المخطوطات والمصنفات الوفيرة لوجدنا أعضم ثروة علميه هائلة ولكن وللأسف الدولة والناس أهملوها ولم يحافظوا عليها لجهلهم بأهمية هذه المخطوطات والآثار النادرة حتى تعرضت للنهب والمتاجرة بها… لا أخفيكم إني بحثت عن بعض المخطوطات في بيوت العلماء في المدينة فلم أجد إلا الشيء اليسير منها وهي خاصة بهم .. حزنت كثيرا لمشايخ العلم الذين افنوا أعمارهم بالبحث والتأليف وكنت قد سالت احد مشايخ بيت السادة عن مخطوطات العالم الجليل المرحوم طه السادة وإسحاق بن يوسف المتوكل في الفقه والأصول وغيرها من العلوم فأجاب انه قبل سنوات طلبوا مني دلاليين لا اعرفهم مخطوطه لطه السادة لها أكثر من 400عام ويعطوني أربعة ملايين إذا أعطيتهم مصحف مكتوب بورق جلديه وقلت لهم لا يوجد لدي ما يطلبون أشار بعض الأهالي لمتحف الملكة أروى وان صاحبه اشترى العديد من المخطوطات وهي الآن في المتحف وما نتمناه من احمد حمود الدهمش أبى إلا أن يحافظ على المخطوطات التي بحوزته ويجب أن يحصرها لدى الجهات الرسمية وعلى أن تكون بعهدته طالما وهي محفوظة ومصانة من أيدي العابثين … وأضاف الدهمش ” آمل أن تقوم الدولة والجهات المعنية وعلى رأسها السلطة المحلية ان تتنبه لهذا الخطر المحدق بتراثها وحضارتها فالمديرية يوجد فيها العديد من المساجد وفي طيها العديد من الآثار والمخطوطات اليدوية النا
درة والتي لم تحصر بعد وهي اليوم معرضه للسرقة من قبل العابثين بتراثنا ورغم تأكيد الأهالي ان في الآونة الأخيرة فقدت المساجد عشرات المخطوطات التي يعود تاريخها مئات السنين ، كما أن الاهتمام بالآثار والمخطوطات واجب وطني يتم صيانته من جميع الأهالي والمسئولين دون استثناء فالتبليغ عن هذه العصابة الخطيرة أو من يقف بجانبها مسؤولية الجميع وأي تبديد أو تقصير أو إهمال في هذا المجال يعد تقصيرا فاحشا في حق الوطن والفرد فالمواطن الذي يبيع تاريخه مهما كانت حاجته للمال أو رغبته في الإثراء من آثار أو مكتوب أو مخطوط يسهل عليه بيع عرضه ولا يمكن أن يكون إنسانا سويا.