((مابين السطور))
على اثر المجزرة الدموية التي وقعت على شاطئ بحر غزة, والإدانة الوطنية الواسعة للإجرام ,الذي يستهدف حرمة الدم الفلسطيني,وربما جاء موقف حركة فتح المركزي الرسمي, بدء من الرئيس/محمود عباس, وصولا إلى مرجعية حركة فتح, جاء متناغما مع رفض الشرفاء لتجاوز الخطوط الحمراء وإراقة الدماء, وبهذا الموقف الرسمي يكون قد انكشف الغطاء عن أي عابث ليرتكب جرما باسم حركة فتح, والتي تعبر في موقفها الرسمي عن رفض قاطع الصدام الآثم, وخيار الحركة المركزي والوحيد هو الحوار مهما كانت تعقيداته, وصولا إلى استعادة الوحدة الوطنية كصمام أمان, لقطع الطريق على أي مشبوه يستثمر الانشطار الوطني,كي يصطاد في المياه العكرة, ومهما كانت مآرب العابثين, فان هذا السلوك المرفوض ماهو إلا عمل لايقوم به إلا الاحتلال وذيوله,فلا عقل ولا منطق ولا مصلحة فيما حدث من تفجيرات, وإثارة الأحقاد إلا العدو الصهيوني ومن يأتمرون بأمره, حتى وان تبنوا هؤلاء فعلهم الدموي باسم فرعي لحركة فتح, فهذا ليس إلا دليلا على أنهم خارجين عن مركزية القرار المعلن من القيادة العليا لحركة فتح, وعلى رأسها السيد الرئيس,والذي نحن على قناعة بان إدانته لمثل هذا السلوك الدموي هي إدانة صادقة, ويتنافى مع خارطته لاستعادة اللحمة الوطنية مهما كان الجرح عميقا, فمزيدا من تعميق الجرح إنما هو مصلحة صهيونية صرفة, ولا مصلحة لحركة فتح كإطار رسمي بمثل هذا العمل الذي يضر بها ولا يفيدها.
وبالتالي فان مجزرة شاطئ غزة المدانة تستهدف حركة فتح عندما تشدد على حرمة الدم الفلسطيني, وان اعترف عابث بفعلته الدامية,إنما يستهدف من ينتهجون الحوار والوفاق طريقا وحيدا لإعادة الأمور إلى نصابها, ومحاولة مستميتة لجر حركة حماس كي تعمم نقمتها وانتقامها, وهذا يتطلب وقفة صادقة مع الذات وضبط النفس, وعدم الانجرار إلى خفافيش الظلام لانتهاج سياسة التعميم, وتحطيم كل أسس البنيان الوطني, فيكون من خطط ونفذ مثل ذلك الفعل الإجرامي قد نجح في مرماه الهادف إلى مزيدا من الانشطار والانقسام والدموية, فعلينا جميعا الحذر من مثل هؤلاء الخفافيش, والعمل دون تخبط لكشف معالم الجريمة, والابتعاد عن كيل الاتهامات الشاملة لحركة تعلن موقفها الرسمي بالإدانة ورفع الغطاء, وهذا مفاده أن من قام بالفعلة النكراء مهما تنكر بالمسميات,إنما هو خارج عن الصف الوطني بكل المقاييس وتحت أي مبررات, فالعدو الصهيوني لا يهادن ولا يساوم في اقتناص أي فرصة ليغرق غزة والضفة الغربية,في دوامة العنف والعنف المضاد, لا مصلحة على الإطلاق لأحد وطني في ارتكاب المجازر التي يندى لها الجبين, إلا مصلحة للاحتلال المتربص وأعوانه الآثمين.
فالخسارة مهما كانت المعطيات,هي خسارة للجميع, والجريمة أينما وقعت هي جريمة بحق الجميع, ولا يطرب إلى جريمة إلا مجرم مهما كانت دوافعه ومبرراته, وعلى جميع الشرفاء إدانة المجزرة والجريمة بكل تفاصيلها,ولو كان لإطار فتح الرسمي يدا فيما حدث, لوقفت قيادتها المركزية صامتة,أو ربما لبررت الفعل على خلفية انتقامات فردية أو أحداث سابقة, إلا أن حركة فتح بأطرها الرسمية أدانت واستنكرت الجريمة, لان كل المبررات لدى شرفائها, عند حرمة الدم الفلسطيني تسقط ولا منطقية لأي مبرر, طالما انتهجت الحوار طريقا وحيدا لاستعادة اللحمة الوطنية, وسواء اليوم أو غدا سيتم اكتشاف من يقفون خلف الجرائم, وحينها تسود وجوههم, ولن يعقل أن يقف خلفهم إلا ذاك الصهيوني المتربص بالدم والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وربما من الغريب أن يتزامن إعلان القيادة المركزية العليا لحركة فتح,باستنكار وإدانة الجريمة مهما كانت دوافعها, والتي لا يمكن تفسيرها إلا لإلقاء حجر في المياه الراكدة وإراقة مزيدا من الدماء لصالح العدو الصهيوني, ليتزامن هذا الإعلان والموقف الواضح والرسمي لحركة فتح, مع إعلان الخفافيش بالمقابل أنهم وراء المجزرة ويتبنونها باسم فتح, فأي فتح يأخذ بموقفها الرسمي, هل يأخذ بإعلان حركة فتح الرسمي المركزي المعلن والمعروف عنوانه, أم يأخذ باسم خفافيش مجهولة, جل همها جرنا إلى مربعات الصفر الدموية, حيث المستنقع الوطني والكل به خاسر؟؟؟!!!
وربما دار السجال بين قيادة حركة فتح وقيادة حركة حماس, بان مرتكب تلك الجرائم من الفصيل ذاته, وهذا بحد ذاته لن يوصلنا إلى شيء ولن يقود أحدا إلا لمزيد من الاتهام والاتهام المضاد, بل يجب العمل بكل الطاقات من اجل كشف معالم الجريمة وفي أسرع وقت ممكن, دون انتهاج سياسة التخبط والتعميم,فقطاع غزة نقطة على الخارطة, وليست ” جبال تورا بورا” ليختفي بها المجرم, واعتقد طالما بدء الاصطياد في المياه العكرة وأصبحت روائح المخابرات الصهيونية تزداد, فاقصر الطرق لقطع الطريق على الاحتلال وأعوانه هو العودة لمربع وصمام الأمان الوطني,بالحوار والتوافق وليس سوى الحوار طريقا آمنا, كي نهدم سويا أوكار المجرمين من أعوان بني صهيون, وحينها تنكشف كل الخيوط بواسطة الفعل الجماعي, حتى من يدعي بان هناك تصفية حسا
بات وأعمال فردية أو خلافات تنظيمية,فان العودة إلى مربع الوحدة الوطنية ينهي كل الخلافات التنظيمية لدى أي فصيل, وان عقدت النية الصادقة والتحدي لكسر كل معيقات الوحدة الوطنية, سيظهر فورا اؤلائك الذين يعتبرون الفرقة والانقسام مصلحة لهم أي كان انتمائهم.
بات وأعمال فردية أو خلافات تنظيمية,فان العودة إلى مربع الوحدة الوطنية ينهي كل الخلافات التنظيمية لدى أي فصيل, وان عقدت النية الصادقة والتحدي لكسر كل معيقات الوحدة الوطنية, سيظهر فورا اؤلائك الذين يعتبرون الفرقة والانقسام مصلحة لهم أي كان انتمائهم.
وأخيرا أقولها بوضوح لايوجد فتحاوي شريف يقبل بمزيد من المستنقع الدموي الخطير, ولا يوجد فتحاوي شريف يتردد في إدانة المجزرة والجريمة أي كان مصدرها, وأي كان مبرراتها, فهي مصلحة صهيونية صرفة, وعلى الجميع أن يعمل جاهدا من اجل كشف خيوطها, وعلى حركة حماس أن تتوخى الدقة في التعميم,طالما أعربت قيادة الحركة الرسمية موقفها بوضوح,لان من شان التخبط على اثر هول الجريمة,أن يجر علينا في غزة الرقعة الجحيمية المحاصرة,مزيدا من المآسي والآلام,فمهما كانت الجريمة قاسية,لا يجب أن تكون مبررا لشطب مؤسسات الآخر دون دليل على تورط تلك المؤسسات, فجميعنا في غنى عن مزيد من المآسي والانشطار, والمجرم مجرم لامسمى ثالث له, ولا نامت أعين الجبناء.