إذا كان علي بابا، بطل الرواية الأسطورية الشهيرة، أمضى وقتا طويلا للعثور على مغارة سحرية مليئة بالذهب، فإن أردنيين بدأوا بالفعل رحلة البحث عن سبع مغارات “مقدونية” يقال إنها موجودة في الأردن “تحرسها أعمال السحر،” و”مرصودة بفعل الجن.”
ولا يكاد مجلس في الأردن، حيث دخل الفرد يبلغ نحو 2700 دولار سنويا، يخلو من الحديث عن الذهب والعثور عليه.
كما يتناقل الناس روايات عن أشخاص وجدوا بالفعل ذهبا يعود للحقبة العثمانية، أو الرومانية، لكن الجديد في الأمر هو المغارات “المقدونية.”
وتقول الروايات التي يتناقلها الناس هناك، إن إسكندر المقدوني، وهو قائد عسكري مشهور، ترك في منطقة الأردن، سبع مغارات مليئة بالذهب والكنوز، لكنها “منظورة،” وهو تعبير يعني أنها مسحورة، ومحروسة بقوى “غيبية،” كالجن والأرواح، ويتعذر الوصول إليها.
وإسكندر الأكبر، أو “ميغاس أليكساندروس” هو حاكم مقدونيا، والرجل الذي هزم إمبراطورية الفرس وواحد من أذكى القادة الحربيين، إذ تتلمذ على يد العالم والفيلسوف أرسطو، قبل أن يعتلي عرش البلاد، خلفا لوالده الذي اغتيل عام 336 قبل الميلاد.
ويقول شاب أردني (33 عاما)، طلب أن نسميه “أبو تالا،” إن “العثور على الذهب في الأردن ليس وهما، بل إن كثيرين وجدوا دفائن ذهبية، وتغيرت بهم الحال، وأصبحوا أثرياء، وكل الناس تعرفهم.”
وأضاف: “المغارات المسحورة موجودة، لكن كثيرين ممن حاولوا الوصول إليها تعرضوا للاحتيال، أو تعاونوا مع سحرة ومشعوذين، ولم يصلوا في الغالب إلى أي شيء.”
ولم ينكر أبو تالا أن سوء الحالة الاقتصادية في الأردن ساهم بشكل كبير في نشر حمى البحث عن الذهب، ويقول: “في مجتمع يسوده الفقر، تداعب أحلام الثراء السريع مخيلة الفقراء، الأمر الذي ينجم عنه أحيانا أوهام لا أساس لها.”
لكن الحقيقة وراء مكان مغارات إسكندر المقدوني تبقى غير واضحة، إذ يقول الدكتور محمد أبوحمدة، وهو متخصص في التاريخ، إن “ما يتردد حول طلب إسكندر المقدوني من مهندسه الخاص بناء مغارات في منطقة الأردن والشام، غير مثبت تاريخيا، ولا توجد أدلة علمية تثبته.”
ويضيف: “الكثير من المعلومات غير المؤكدة تتداول الآن عند الحديث عن إسكندر المقدوني ومهندسه الذي بنى له تلك المغارات. والطريف في الأمر أن بعض كتب التاريخ قالت إن المهندس كان على علاقة مثلية بالإسكندر نفسه.”
وفي عام 2004 أنتجت هوليوود فيلما حول حياة الإسكندر الأكبر “المقدوني،” من بطولة كولين فاريل وأنجيلينا جولي، أثار انتقادات واسعة وجدلا بين متخصصي التاريخ، بعد أن عرض الفيلم لقطات تتهم القائد العظيم بالقيام بممارسات جنسية مثلية.
ويؤكد الدكتور أبوحمدة وجود آثار مقدونية في منطقة الأردن، لكنه استبعد أن تكون المغارات المسحورة، التي يتحدث عنها الناس ويبحثون بجد عن أمكنتها، موجودة أصلا.
والأردن غني بأكثر من نصف مليون موقع اثري، وفقا للبعثات الأثرية التي نقبت في المملكة، وسجل منها 27 ألف موقع اثري رسميا فقط.
ويبدو أن الاحتيال وجد طريقا يتقاطع مع البحث عن الذهب، إذ تقول مصادر أمنية أردنية، إن الشرطة اعتقلت في العامين الأخيرين، الكثير من الأشخاص الذين احتالوا على أردنيين ضمن عمليات لاستخراج ذهب دفين.
وبحسب المصادر، فإن أشهر قض
ية احتيال كانت في يوليو/ تموز الماضي، عندما اعتقلت الشرطة الأردنية عصابة، اتهمتها بتنفيذ عملية احتيال قدرت بأكثر من مليون دولار أمريكي، بعد أن أوهمت أردني بأنها ستستخرج ذهبا من الأرض بمساعدة من الجان.
ية احتيال كانت في يوليو/ تموز الماضي، عندما اعتقلت الشرطة الأردنية عصابة، اتهمتها بتنفيذ عملية احتيال قدرت بأكثر من مليون دولار أمريكي، بعد أن أوهمت أردني بأنها ستستخرج ذهبا من الأرض بمساعدة من الجان.
ويعاقب قانون الآثار الأردني بالسجن مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة مالية لا تقل عن ثلاثة ألاف دينار أردني، وبما يتناسب مع قيمة الأثر، لكل من قام بالتنقيب دون الحصول على رخصة بمقتضى القانون.
ورغم خطورة البحث عن الذهب في الأردن، إلا أن كثيرا من الشباب في الأردن، يحاولون جاهدين العثور عليه، مثل “أ.خ” الذي أكد أنه جاب المملكة من شمالها إلى جنوبها، ولم يعثر على شيء حتى الآن.
ويقول “أ.خ” إن “الذهب موجود، سواء كان تركيا أو رومانيا أو مقدونيا، وهناك من عثر عليه، وسأبقى أحاول..لكنني أحيانا أشعر بالخوف من السلطات، رغم أننا نسمع أن مسؤولين كبار هم من يستخرجون الذهب.”