محمد الوليدى
فى الحالة الأولى امضى أسير فلسطينى وهو ابراهيم عبد اللطيف فطاير؛ من سكان لبنان، واحدا وعشرين عاما فى السجون الإيطالية على دوره فى خطف سفينة أكيل لارو الإيطالية عام 1985، قبل ثلاثة أشهر انتهت فترة عقوبته؛ لكنه ما زال سجينا لأن السلطات اللبنانية رفضت السماح له بدخول أراضيها، كما وتقدم عبر محاميه لدول عربية أخرى، وحتما لم تكن أحسن حالا.
هذا الأسير ومعه ثلاثة من الذين اشتركوا فى خطف تلك السفينة، كان قد تعهد لهم الرئيس المصرى حسنى مبارك شخصيا بضمان سلامتهم وإيصالهم للجهة التى طلبوها؛ مقابل إنهاء عملية الاختطاف والتخلى عن مطالبهم بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الصهيونية، وتم الأمر هكذا، لكن ما ان غادرت الطائرة التى تقلهم مطار القاهرة؛ حتى تم إبلاغ السلطات الأمريكية بكافة تفاصيل رحلة الطائرة ومن عليها، مما حدا بالطائرات الأمريكية بملاحقة الطائرة وإجبارها على الهبوط فى إحدى قواعدها فى إيطاليا، حيث اعتقلتهم السلطات الإيطالية.
الشيخ حسن نصر الله؛ كما افرحت قلوب أمهات الأسرى الآن، فلا تنسى قلب هذه الأم التى تلوع قلبها لأكثر من واحد وعشرين عاما؛ خاصة وإن الأمر لا يحتاج أكثر من إذن بالدخول.
وفى الحالة ثانية اسرة فلسطينية مكونة من ثلاثة عشر فردا؛ أصغرهم فى الثالثة من عمره؛ يتجرعون آلام التشريد والعذاب منذ اكثر من عامين من السعودية، بعد ان ألغى كفيل الأسرة الكفالة الخاصة بهم.
ظلوا يتنقلون بين مطارات العرب ،عل دولة عربية تقبل بهم، لكن ابت النذالة أن تفارق أهلها، حتى قبلت بهم اليمن لظرف إنساني، دون ان يتمكنوا من استعادة حقوقهم المنهوبة داخل السعودية، حيث ترفض السلطات السعودية حتى الآن إدخال أى فرد من الأسرة من أجل تخليص وبيع ممتلكاتها التى تقدر بأربعة ملايين ريال.
ظروفهم الآن تزداد سوءا، كما وانقطع معظم أفراد الأسرة من متابعة تعليمهم، وما زالوا من وعود الى عهود دون أى نتيجة، حتى القنصل الفلسطينى فى جدة لم يلتفت إليهم بعد ان حصل منهم على ما أراد.
كفيل الأسرة وسبب عذاباتها؛ سعودى مجنس من أصل بخاري، ارتكب العديد من جرائم النصب والاحتيال، من بينها قضية احتيال على البنك السعودى الهولندي، والتى حكم عليه فيها بالسجن لمدة خمس سنوات، لكنه خرج من كل هذه القضايا بسبب نفوذه عند أمراء سعوديين. والذين يعيشون داخل السعودية يعرفون أى نوع من الخدمات تلك التى يقدمها هذا النوع من الناس ؛ لأمراء آل سعود، لما يحظون به من حسن وجمال!
هذه القضية يجب ان ينظر لها القضاء الشرعى السعودى حالا؛ ومن كل جوانبها.. وهذا ما ننتظره على أحر من الجمر.
وعجبا للفلسطينى الذى تآمروا على وطنه مع الأعداء، وتآمروا على دمه فى المنافى مع العدو والصديق، وها هو شقى العمر لم يسلم.