لقد جاء رد فتح من اعلي مسئوليها في الضفة وغزة بشجب واستنكار تفجيرات غزة سريعا لأنها ليست من خصال فتح وأهدافها في نفى استباحة الدماء الفلسطينية مهما كانت الخلافات السياسية التى عصفت وتعصف بالساحة الفلسطينية منذ عام على الانقسام المخزي الذي ضرب بأهواله وتداعياته المؤلمة هذا النسيج المتآخي والموحد ضد الأعداء الحقيقيون لشعبنا ولأمتنا العربية..
فعجبا أرى وعجبا اسمع فلم يتم توجيه الاتهام ولو بالبنان إلى الصهاينة المحتلين وأذنابهم من العملاء ؟ فهل ننكر أن معظم عمليات الاغتيال لكوادرنا الفلسطينية (دون تمييز) كانت تتم وفقا لمعلومات من عملاء على الأرض ليتسنى لطائرات القتل والاغتيال ضربهم من مسافة 5 كم ؟
إن التسرع بالاتهامات من قبل حركة حماس لفتح قبل أن يكون هناك تحقيقا جديا ومتعقلا وقاطعا لكشف اليد المسئولة عن هكذا أعمال مدانة في كل الأحوال لهو يفتح تساؤلات كبيرة بمدى الضغائن المتراكمة التى تحكى جرح مفتوح و عميق في جبهتنا الداخلية والتي ترك في مهب الريح من قبل كل الأطراف الداخلية والعربية المؤثرة بشكل مباشر على أحوالنا هنا ؟
نبرئ الاحتلال وأذنابه من العملاء ونقوم باحتلال وتخريب 72 مؤسسة شبابية وجمعية إنسانية ودوائر حركية تابعة لفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية واعتقال ما يزيد على 116 من كوادر فتح بليلة واحدة !! فهذا يعنى بان هذا تم رصده وتحديده من مدة طويلة وهو قيد التنفيذ في أي لحظة ولو كانت لحظة خاطئة الحسبان وهى حتما متسرعة وخاطئة.
إن الاحتلال الصهيوني العابث في الضفة الغربية يشيع الفوضى بعد أن تم نشر قوات الأمن وحفظ النظام العام والقضاء على التسيب الأمني وفوضى السلاح لماذا ؟؟ لأنه يريد عودة لمثل تلك الأمور بردات فعل مساوية لما يحدث في غزة فكما هي حماس تسيطر على غزة ففتح أيضا تسيطر على الضفة فهل نسينا هذا أم نتعامل هنا في غزة على اعتبارنا دولة مستقلة لا يعنينا إخواننا في الضفة ومستقبلهم ؟ والعكس صحيح طبعا ، أليسوا هم في الضفة من يعيلون عشرات الآلاف من الأسر في غزة ؟ أليسوا هم من ينفقون على موازنات الصحة والتعليم ودفع فواتير الكهرباء والماء للصهاينة (58% من إجمالي الموازنة) ويرخصون لدخول المازوت من الاتحاد الأوروبي لمحطة كهرباء غزة التى تتكفل بالربع كاستهلاك محلى للطاقة فقط..؟
إذا فكيف لنا أن نسيء إلى جماهيرنا الفلسطينية في غزة ؟ بإغلاق واحتلال مؤسسات العمل الشعبي والإنساني؟ ونحتج عند إغلاقها في الضفة ؟.
وأخيرا وللحق والتاريخ نقول بان الاحتلال قد وافق على تهدئة في غزة ووقف الاغتيالات في مقابل إدخال الكوكاكولا والعصائر وهى التى نلمسها حتى اليوم وباقي الاحتياجات الأساسية ما تزال تراود مكانها فيما وراء الحدود!! فهذا العدو الداهية والماكر لم يوافق على التهدئة هذه إلا ليوقعنا في فوضى من نوع آخر !! فقد كان علينا ارحم من رؤية طائراته وهى تلاحق المجاهدين على أن تختفي جهارا ويستعان بالعملاء سرا فنسمع ونرى ما نرى وما نسمع من هول قادم لا يعلمه إلا الله فهذه بدايات مرحلة للعدو الصهيوني الدور الأول فيها فهو المستفيد ولا غيره فيما لو بقيت القلوب مغلقة ومعتمة عن حقيقة انه لابد وان تتوحد الجبهتان الشمالية والجنوبية في سبيل مصالح البلاد والعباد وفى إعلاء الحقوق الوطنية ونبذ الفرقة والانقسام.
هذا هو المطلوب وليس تبرئة المحتل وأياديه التى قتلت مئات المقاتلين والمجاهدين والكوادر والقادة فهل نسينا ؟؟ وما شبكات الجواسيس التى وقعت في يد السلطة سابقا وفى يد حماس لاحقا في غزة إلا خير دليل وما اعترافاتهم إلا خير شاهد على ما نقول..فلنتقى الله جميعنا
ولنكون رحماء فيما بيننا من اجل هذا الشعب المغلوب على أمره نعم مغلوب على أمره لأنه مستثنى من قول كلمته الفيصل وإعادة اختيار من يمثله ويتحكم في مصيره.أليس من حقه هذا ؟؟ فقطاع غزة يكفيه ما به من أحزان وفقر وتخلف وإغلاق وحرمان للطلبة والحجاج وحركة الناس والاحتياجات الحقيقية كلها قضايا أصبحت هم الناس بدل التحرير والاستقلال.
فهل يعقل هذا يا قوم ؟؟ وهل يعقل استثناء الصهاينة والاحتلال من هذه الجرائم وهم المستفيدون أولا وأخيرا ؟؟.
إلى اللقاء.