توفى الأحد المخرج المصرى يوسف شاهين أحد أبرز مخرجى السينما العربية وأحد الفاعلين فى الحياة السياسية المصرية العامة بأفلامه التى أثار بعضها جدلا أو مواقفه الشخصية مشاركا فى اعتصامات ومظاهرات فى الشارع المصري. وكان شاهين فقد الوعى ونقل إلى مستشفى بالقاهرة يوم الأحد 15 يونيو حزيران مصابا بغيبوبة كاملة نتيجة نزيف فى المخ وفى اليوم التالى غادر إلى فرنسا للعلاج بعد أن وصف أطباء مصريون حالته بأنها خطيرة.
وبعد نحو شهر من مكوثه فى باريس أعيد شاهين إلى مصر ليدخل مستشفى للقوات المسلحة بالقاهرة وقال الأطباء إنه دخل مرحلة الغيبوبة الكاملة.
وأعلن مكتب شاهين اليوم وفاته عن 82 عاما بعد ستة أسابيع فى الغيبوبة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القداس على روح شاهين سيقام ظهر الإثنين فى كاتدرائية القيامة وسيقام العزاء الثلاثاء.
ولد شاهين يوم 25 يناير كانون الثانى 1926 ودرس بكلية فيكتوريا بمدينة الاسكندرية قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج السينمائى بكاليفورنيا ثم عاد إلى مصر عام 1950 حيث أخرج مباشرة أول أفلامه “بابا أمين” دون أن يعمل مساعدا كما جرت العادة فى كثير من الأحيان.
وأخرج شاهين عددا من كلاسيكيات السينما المصرية فى مقدمتها “الأرض” الذى يأتى فى المركز الثانى فى قائمة أفضل مئة فيلم مصرى فى القرن العشرين وفى القائمة نفسها جاء فيلم “باب الحديد” فى المركز الرابع.
ففى الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون مصريون يوسف شاهين أفضل مخرج مصرى إذ ضمت قائمة أفضل مئة فيلم مصرى أفلاما من إخراجه تزيد على ما تم اختياره لغيره من المصريين. من هذه الأفلام “ابن النيل” و”صراع فى الوادي” و”جميلة” و”الناصر صلاح الدين” و”العصفور” و”عودة الابن الضال” و”المهاجر“.
ويعتبر شاهين من المخرجين العرب المغامرين بتحويل سيرتهم الذاتية إلى أفلام بعضها حصل على جوائز فى مهرجانات دولية مثل “إسكندرية ليه” الذى حصل على جائزة مهرجان برلين السينمائى 1979 وهو الجزء الأول من سيرة شاهين وتلاه فيلما “حدوتة مصرية” 1982 و”إسكندرية كمان وكمان” 1990 .
أما الجزء الرابع من سيرة شاهين الذاتية فيحمل عنوان “إسكندرية-نيويورك” وعرض بالقاهرة 2004 ويتناول تجربة شاهين فى الولايات المتحدة فى أربعينيات القرن العشرين وصولا إلى رأيه فى تداعيات هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 .
وقام شاهين ببطولة بعض أفلامه ومنها “باب الحديد” 1958 أمام هند رستم و”فجر يوم جديد” 1965 أمام سناء جميل فضلا عن مشاركته فى “إسكندرية كمان وكمان” 1990.
واكتشف شاهين عددا من نجوم السينما بتقديمهم كوجوه جديدة فى أدوار البطولة لأول مرة منهم عمر الشريف فى فيلم “صراع فى الوادي” 1954 وخالد النبوى فى فيلم “المهاجر” 1994 كما أعاد اكتشاف محسن محيى الدين فى أفلام “إسكندريه ليه” 1979 و”الوداع يا بونابرت” 1985 و”اليوم السادس” 1986 .
وخلال أكثر من خمسين عاما أخرج شاهين أفلاما لكثير من نجوم الغناء العرب منهم ليلى مراد فى “سيدة القطار” 1952 وشادية وفريد الأطرش فى “انت حبيبي” 1957 وفيروز فى فيملها الأول “بياع الخواتم” 1965 ومحمد منير فى “حدوتة مصرية” و”المصير” ولطيفة فى “سكوت ح نصور” 2001 وفى فيلم “عودة الابن الضال” 1976 قدم اللبنانية ماجدة الرومى التى شاركت أيضا بالأداء الصوتى لأغانى فيلم “الآخر” 1999.
وأخرج شاهين بعض الأفلام التسجيلية مثل “القاهرة منورة بأهلها” 1991 وفى عام 2002 شارك ضمن 11 مخرجا ينتمون لأكثر من دولة فى إخراج فيلم أمريكى يعكس رؤية هؤلاء المخرجين لتفجيرات 11 سبتمبر 2001 وحمل فيلم شاهين عنوان “11 دقيقة و9 ثوان وكادر“.
وكان آخر أفلام شاهين “هى فوضى؟!” الذى يتناول علاقة المواطن بجهاز الشرطة وشارك فى إخراجه تلميذه خالد يوسف وأثار الفيلم جدلا قبل عرضه إذ اشترطت الرقابة إضافة علامتى استفهام وتعجب لإزالة الطابع التقريرى للعنوان الأول للفيلم.
وكرم شاهين فى عدد من المهرجانات السينمائية العربية والمصرية وآخرها فى الدورة الثانية والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1998 .
وكان شاهين فى مواقفه المناهضة للحكومة المصرية يستند إلى شهرة دولية اكتسبها من مشاركاته فى مهرجانات كبرى أو حصوله على بعض جوائزها منها حصوله على الجائزة التقديرية لمهرجان كان السينمائى فى عيده الخمسين عام 1997 .