إذا كان العراق الجديد للجميع فهذا يعني أنه ليس حكراً لجهة ومنهاً على جهة أخرى مهما صغرت في أعين البعض.
لقد ترسخ مبدأ (المحاصصة) وأقر في الإذعان وطبع في القلوب مبدأ (التوافق) فلا مفر.
لكن هل يعمل بهما وفق مصطلح العدالة …هذا ببعيد…لكن هل لدى القيادات النافذة قدرة على تطبيق الإنصاف.
البعض يقول لا يمكن بناء عراق جديد بدون الأكراد وهذا جزءُ من الحقيقة، وكامل الحقيقة لا يمكن إقصاء أي شريحة أو طيف عراقي. الكرد ناضلوا طويلاً وقدموا كثيراً ولهم حقوق مشروعة لا يمكن تجاهلها أو إقصائهم لا بالطرق الديمقراطية ولا بالطرق الملتوية…ولا بالمؤامرات البرلمانية فهم ليسوا سذجاً بل لديهم قدرات سياسية وثقافية طويلة الأمد، ومأساتهم علمتهم وأعطت للآخرين دروس…لكن البعض يحلو له أن يجرب حضه فقد يمرر ما أراد السابقون بالأمس تمريره قسراً وبقوة السلاح…وإجبار الكرد للرضوخ أمام الأفكار (الشوفينية)…لكن تجارب الماضين والمقبورين أعطت دروساً للحاضرين والقادمين أنه كل شيء ممكن إلا سلب وخصب الحقوق فهذا أمرٌ مردهُ عكسي ومفضوح.
نعم، أتفق مع القائلين لازال أفكار التمييز العنصري راسخ في عقول متحجرة لا يمكنها الإذعان لمجريات الحياة المتطورة…حياة العالم المشترك والمتشارك ضمن الأطر الإنسانية.
لكن يجب أن لا نلقي التهم جزافاً لهذا الطرف وذاك…إن كان هناك خلاف ظاهري يراد به جس النبض…ونعتبره في صف المؤامرة…وهل في العراق الجديد مجال للمؤامرة…لقد ولى ذلك العهد…وقد انتهت عهود الظلم والظلام…نحن أمام فترة زمنية ومرحلة ذهبية لمن لا يريد ضياع الفرص…الفرصة الذهبية لجميع شرائح المجتمع العراقي هذا الاعتراف يجب أن يصاحبه عمل على أرض الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي.
الكرد ليس عائق أمام العملية السياسية الجديدة لبناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد…الكرد هم من أهم القوميات الرئيسية في المجتمعات العراقية التي بدأت تجد العوامل والقواسم المشتركة…لتوحيد الجهود.
كذلك الأطياف الصغيرة في عددها والكبيرة في تاريخها وثقافاتها وإرثها الحضاري…ولا أستثني منهم طرفة عين.
أما من يريد الصيد في العبث…والعبث في مقدرات الناس فيحاول للكسب الآني المنقرض لا محال، ويسجل له التاريخ صفحات سوداء ملطخة بدماء الأبرياء…هؤلاء زائلون يزول معهم أفكارهم والأجيال تنبذهم كما ينبذهم اليوم المخلصون.
دعوا المواضيع العالقة…لجيل يتفهم الحق للجميع إن لم تكن لديكم قدرة لحلها بإنصاف..كما أشرت مسبقاً أنكم غير قادرين على تفعيل العدالة…لأن الجميع يحاول بكل الطرق والوسائل لنيل مكاسب على حساب الآخرين. لو أنكم تصرون لحل جميع القضايا المستعصية وهذا فن اللا ممكن…فما يبقى للقادمين…للسياسيين الجدد للطاقات التي تتحضر لقيادة البلد نحو الوئام والتلاحم وتوحيد الصف بدل صراعات تؤخر عملية التطور وبناء الإنسان العراقي المحب لأخيه قبل أن يحب لتفسه وحزبه وقوميته ومذهبه…الصراع القادم هو صراع من يقدم الأكثر والأفضل للجميع دون نظرة دونية لأي طرف…وليس صراع من أجل نيل الأكثر والأفضل على حساب الآخرين.
المخلص
عباس النوري
2008-07-26