مدعومة بايرادات هائلة بسبب ارتفاع اسعار النفط تملك الكويت خططا طموحة لاستثمار 132 مليار دولار فى بناء مدينة نموذجية فى صحرائها الشمالية مزودة بخطوط سكك حديدية تربطها بباقى الشرق الأوسط واسيا الوسطى والصين. وقد يبدو المشروع غريبا لكن القيادة الكويتية ملتزمة بالخطة حسبما يقول أحد الذين أسسوا المشروع والذى يقول إنه قد يدر مكاسب سياسية واقتصادية غير مسبوقة على المنطقة بما فيها اقامة علاقات أفضل فى مجال الأعمال مع إسرائيل.
وقال سامى الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية والذى يعمل مستشارا لمجلس التعاون الخليجى أيضا “نحن لا نحلم على الإطلاق عندما نتحدث عن استثمار 132 مليار دولار.
“نحن نفكر على مستوى مختلف لأنه لا يمكننا التفكير مثل أى شخص آخر. إننا نفكر فى شيء ربما يبدو من غير الممكن تخيله.”
وأعدت شركة اريك آر. كون آند اسوشييتس ومقرها لندن تصميمات للمشروع المنتظر أن يطلق عليه اسم مدينة الحرير والذى سيضم ناطحة سحاب بارتفاع ألف متر.
ومن المقرر أن يقطن المدينة المنتظر اكتمال بنائها فى عام 2023 حوالى 700 ألف شخص وسترتبط بالعاصمة مدينة الكويت بطريق مرتفع كبير.
لكن الأكثر أهمية أنها ستكون أيضا مرتبطة ببقية الشرق الأوسط وأوروبا ومناطق أخرى بعيدة من العالم بخط للسكك الحديدية سيعمل أساسا كطريق تجاري.
وقال الفرج الذى يقدم أيضا المشورة للحكومة بشأن القضايا الأمنية “السياسة الرسمية لدولة الكويت تتبنى بناء هذه المدينة وربطها بدمشق وبغداد وايران وما بعدها. هذا حيث نرغب فى وضع أموالنا. نريد بناء سكك حديدية تصل إلى الصين.
“نمتلك مفاتيح كثير من الأشياء.. لكن الأمر ليس مجرد مسألة اموال. بالنسبة لدولة صغيرة مثلنا .. الشيء المهم لنا ليس النفط .. ليس المال.. إنه النفوذ. إذا لم نستخدم النفط أو المال لزيادة نفوذنا بشكل سلمي.. فلن يكون لنا وجود.”
وفى حين تبدو مدينة الحرير وشبكة خطوط السكك الحديدية المرتبطة بها – التى يطلق عليها طريق الحرير الجديد- فكرة خيالية يقول الفرج ان المحادثات جارية مع ايران منذ عام 1998 ومع دول أخرى بشكل متقطع منذ سنوات.
وعلاوة على ذلك فإن المكاسب الاقتصادية الاجتماعية بما فيها احتمال اقامة علاقات أعمق مع إسرائيل والفلسطينيين هى ما يؤكد عليه الفرج.
ولا تقيم أغلب الدول الاسلامية علاقات أعمال مع إسرائيل لكن الفرج يقول إن هذا بات من الماضى لاسيما وأن إسرائيل تبرز حاليا كرائد فى التكنولوجيا العالمية.
واضاف “الناس فى الخليج من الذكاء بما يكفى لفهم تأثير التكنولوجيا على التنمية لديهم وهم يدركون أن التكنولوجيا فى إسرائيل.
“إذا نظرت إلى محرمات الأمس .. فستجد أنها لم تعد قائمة.” لكن من غير المرجح أن ترفع دول الخليج العربية مقاطعتها لإقامة أعمال مع إسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل بينها وبين الفلسطينيين.