شعر: سلوى السعيد
تـنأى السنينُ وئيدةً أبدا
أراني قد وشمتُ
على نَواهدِها دَمي.
فاستَنزَفتْ أحلى ليالي العُمرِ
آهِ .. استَنزفتْ حُلمُي!
ما عدتُ أقرأُ في الكتابِ
سوى الصدى،
من غامِضِ الذكرى
وصوتِ نشيجِكَ المحمُومِ،
في عُريِ المدى!
ما عدتُ أقرأُ في الكتابِ
سوايَ فرداً مُولعا،
بل عاشقاً،
لا ضيّعَ الوُدَّ القديمَ،
ولا طوى ..
دمعَ المناديلِ الحزينةِ
أو غَوى.
* * *
وحدي أنا والشعرُ ظِلي،
ظللي ياخيمةَ الشعرِ المُكابرِ ظللي.
وحدي أنا والشعرُ ثاني اثنينِ،
عن “همٍّ طويلٍ يَنجَلي”
يُذكي جُواحَ الروحِ
يُطلقُ ما تلعثمَ في فمي.
* * *
اني على سفرٍ أقيمُ،
تؤجّجُ الريحُ اللئيمةُ مَحملي
أواهُ لو عرَجتْ
إلى دارِ الحبيبِ،
وأطفأتْ حِممي.
دارتْ على شُرُفاتِ رُوحي
نادَمتني، أشعلتْ حَطبي،
فطارتْ نورَساتٌ من رَمادي
بَسملتْ أو حَوقلتْ حَولي،
ومدّتْ لي الأيادي،
فانثنى قلبي
حسيرَ الطرفِ،
موتورَ النشيجِ ..
على نوارسِهِ يُنادي!
هذا النوى،
قفرٌ وكُفرٌ بالهوى،
من غُلّةٍ شربَ الرّذاذَ على الجوى،
يبقى الغريبُ،
غريبَ دارٍ
لو تآوى أو أوى.
جاكسون 14 -7 -2008