في ما يبدو انه تنصل استباقي من اي عمل انتقامي وشيك لـ “حزب الله” رداً على اغتيال عماد مغنية لا سيما بعد اكتمال عملية تبادل الاسرى والجثامين كشف النقاب امس عن ان المرشد الأعلى للثورة الاسلامية على خامنائي وبخ رئيس تحرير صحيفة “جمهوري اسلامي” على تأييده انتقام “حزب الله”, وامر بتجميد جميع الاتصالات الامنية مع جهاز أمن الحزب خارج لبنان وايران.
وقالت اسبوعية “دير شبيغل” الألمانية في عددها الصادر صباح امس ان ايران “تحاول الان بذكاء ابعاد نفسها عن المخطط الانتقامي السري الذي وضعه “حزب الله” رداً على اغتيال مغنية, مشيرة الى ان موقف المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران والمتعلق بتوجيه رسالة تنبيه الى رئيس تحرير صحيفة “جمهوري اسلامي” التي تعتبر لسان حال خامنائي يندرج في هذا السياق.
وجاء تقرير “دير شبيغل” على خلفية ما ذكرته تقارير اخرى تقول ان هاجس اسرائيل في الانتقام لمغنية, الذي يعتقد على نطاق واسع ان سورية “باعته” لاجهزة استخبارات غربية, ومنها الفرنسية, كدفعة على الحساب لقاء فك العزلة عنها, عاد ليحتل صدر اهتمامات تل ابيب بعد تنفيذ عملية تبادل الاسرى مع “حزب الله” وبحسب التقرير فإن ما أخر عملية الانتقام حتى الان هو ان الامين العام ل¯ “حزب الله” كان ينتظر خاتمة طيبة وناجحة لعملية التبادل قبل ان يعطي الضوء الاخضر لعملية الانتقام ونقلت الاسبوعية عن مصادر امنية اسرائيلية قولها ان اسرائيل “انذرت جميع بعثاتها الديبلوماسية في العالم, لا سيما في كندا والارجنتين والبرازيل والبارغواي, فضلاً عن رجال اعمال يهود ومؤسسات اسرائيلية, بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الامنية الممكنة“.
وعلى محور آخر يتصل بملف التخلي الاقليمي عن “حزب الله” كشفت تقارير امنية تم تداولها في الدوائر الديبلوماسية الاطلسية في بروكسل عن ان سورية باتت تشعر بالضيق من السلوك السياسي والامني للحزب المذكور وباتت تعتبره مضراً بتوجهها الراهن.
وقالت التقارير ان الاجهزة الاستخباراتية السورية, بدأت تنفيذ خطة لاضعاف نفوذ “حزب الله” سياسياً وعسكرياً عن طريق زرع بذور خلاف بين شيعة الجنوب الذين هم الخزان البشري للحزب وبين شيعة بعلبك والبقاع الذين يعتبرون ان شيعة الجنوب سرقوا الزعامة منهم.
وحسب هذه التقارير فان الرئيس بشار الاسد عقد سلسلة اجتماعات مع مستشاريه الامنيين بحضور شقيقه ماهر الاسد, وقد استقر الرأي بنتيجة هذه الاتصالات على فتح قنوات اتصال مع الزعيم السابق ل¯ “حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي الذي ما زال يتمتع بشعبية في منطقة بعلبك ولديه انصار داخل “حزب الله” وذلك بهدف خلق شقاق شيعي- شيعي مناطقي, وداخل الحزب نفسه لالهائه بمعاركه الداخلية واضعافه.
وقالت التقارير ان موفدين امنيين سوريين التقوا سراً مع الشيخ صبحي الطفيلي في حسينية عين بورضاي القريبة من بعلبك, وقد تناولت هذه الاجتماعات خطورة تفرد السيد حسن نصر الله بالزعامة الشيعية, وتحدث هؤلاء عن ضرورة تحرك الزعامات الشيعية المعتدلة لمحاصرة نفوذ نصر الله, حماية للطائفة من عواقب المغامرات التي يقدم عليها, وعندما اشتكى الشيخ الطفيلي من ضعف الامكانيات, وعده السوريون بمده بالمال والسلاح وتوفير التدريب المناسب لعناصره.