تواجه وزيرة العدل الفرنسية “رشيدة داتي” – ذات الأصول المغاربية – حملة شديدة تشنها الجمعيات الإسلامية هناك على خلفية الكشف عن تسجيل فيديو تداولته أهم المواقع الإخبارية الفرنسية يظهر الوزيرة وهي في حالة سكر شديدة واستعراضها لذلك امام الكاميرات . ونشر منتدى “إسلام فرانس” وهو أحد المنتديات الفرانكفونية الإسلامية وأول من انتقد تنصيب داتي (كامرأة مغاربية الأصول) وزيرة للعدل، تسجيل الفيديو مصحوبا بحملة شديدة اللهجة ضدها.
السلوك المشين
لم تقتصر الانتقادات على الجهات الاسلامية بل امتدت إلى الصحف الفرنسية الرسمية حيث اعتبرت صحيفة “ليبراسيون” هذا التصرف “سلوك شائن ” لسيدة العدل الفرنسية، كما أن إفراطها في شرب الخمر واستعراضها أمام الكاميرا بهذا الشكل، يسيء آليا إلى مصداقية العدالة الفرنسية على حد تعبير الصحيفة الفرنسية.
وأصبحت داتي (41 سنة) التي عينت وزيرة العدل، أول شخصية متحدرة من الهجرة المغاربية تتولى وزارة كبيرة بعدما تعرف عليها الفرنسيون عبر وسائل الإعلام خلال حملة الانتخابات الرئاسية الى جانب نيكولا ساركوزي. وكانت داتي القاضية العزباء، تتولى منصب الناطقة باسم ساركوزي خلال المعركة الانتخابية الرئاسية. وسرعان ما فرضت شخصيتها بفضل حضورها وابتسامتها العريضة.
ومنذ وصولها إلى الوزارة والمشاكل تطاردها بدءا بالاتهامات التي وجهتها لها الصحف الفرنسية الكبيرة مثل اللوموند بأنها “زورت” شهاداتها المدرسية وأن اسمها “ليس مدرجا” ضمن أسماء طلبة الحقوق المتخرجين في السنة التي قالت رشيدة داتي إنها تخرجت فيها.
كما كانت “رشيدة داتي” الجسر السميك بالنسبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية إزاء الضواحي الفرنسية التي عاشت أعمال شغب واسعة سنة 2005.
ولدت داتي في 27 نوفمبر 1965 في فرنسا ونشأت في حي فقير وعملت في تنظيف المنازل مع امها قبل أن تعمل مساعدة ممرضة من حين لأخر لتمويل دراستها. وكانت تهتم باشقائها وشقيقاتها وهي الثانية من بين ثماني بنات وأربعة فتيان وتثابر على دراستها في الوقت نفسه.