عراق المطيري
مما لا شك فيه إن كل من يحمل درجة مهما كانت بسيطة من الإنسانية قد فرح للمناضل
عراق المطيري
مما لا شك فيه إن كل من يحمل درجة مهما كانت بسيطة من الإنسانية قد فرح للمناضل المجاهد سمير قنطار أن عاد ليمارس حياته بحرية كاملة ومما لا يختلف عليه اثنان إن رفات الشهداء مقدسة وعزيزة على الجميع , فهم الأكرم منا جميعا بغض النظر عن جنسياتهم التي يحملونها , وقدسيتهم تأتي من قدسية الواجب البطولي الذي استشهدوا من اجله وأي مسعى باسترداد تلك الجثامين الطاهرة هو واجب على كل مجاهد عربي ومسلم يستحق الشكر والثناء والإطراء …. ولكن تبقى طريقة استعادة الاسرى والجثامين المقدسة وثمن ذلك موضع أشكال لا يقل في الأهمية عن أداء الواجب الاستشهادي نفسه التي تعبر عن تكريمنا نحن الأحياء للأسير أو للشهيد على حد سواء .
نحن العرب أصبحنا على قدر كبير من المعرفة بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المسخ والغرب بصورة عامة في التفاوض وخصوصا مع أنظمة الحكم العربية وأصحاب القرار فينا , فسياستها تمتاز بالمماطلة والتسويف للحصول على اكبر قدر ممكن من التنازلات مقابل وعود منها قابلة للتنصل عنها وعدم التطبيق بعد أن تثبت نفسها على ما حصلت عليه ولنا في قضايانا مع الغرب تجارب في هذا الجانب كثيرة ومريرة ابتداءا من مراسلات الشريف حسين مع مكماهون عام 1916 ومعاهدة سايكس – بيكو ووعد بلفور المشئوم 1917 وقرار تقسيم فلسطين وأساليب التعامل مع الثورات العربية في كل الأقطار إلى يومنا هذا مرورا بتسويف قرارات القمم العربية واتفاقيات زعمائنا معهم كاتفاقية كامب ديفيد وأوسلو وخارطة الطريق الأمريكية الجديدة التي جاء بها بوش بعد غزو العراق وأخيرا اتفاقية انابولس, فمن الملاحظ فيها جميعا الالتزام العربي التام والمطلق مقابل لا شيء تقدمه الإدارة الأمريكية أو الكيان الصهيوني , بل على العكس مزيدا من قضم الحقوق العربية ومزيدا من الحصار وإغلاق حدود وقتل مستمر وتهجير وتهديم دور وبناء المزيد من المستوطنات …
السؤال الذي يطرح نفسه الآن بإلحاح هو ما الذي يدفع الكيان الصهيوني إلى هذه الصفقة غير المتوازنة مع حزب الله وحسن نصر الله ؟ هل إن رفات جنديين صهيونيين من الأهمية بمكان بحيث توازي إطلاق سراح خمسة من الأسرى العرب الإحياء قسم منهم كان إلى حد قريب غير قابل للنقاش كسمير قنطار وهذا الكم من أجساد الشهداء الطاهرة رحمهم الله ومن بينهم الشهيدة دلال مغربي ؟
نعيدها لمن لا يعرفها إذا كان حسن نصر الله يمتلك من الشجاعة الكافية ليتحدث عن صفقة تصفية عماد مغنية في سوريا التي عقدت بالاتفاق بين عدد من أنظمة المخابرات العربية في المنطقة وحسن نصر الله برعاية المخابرات الفارسية من جهة والموساد الصهيوني من جهة ثانية فنفذ منها ما يخص عماد مغنية ولا زال السيد حسن يطالب بتنفيذ الموساد للمتبقي من التزامها بخصوص الصفقة .
إن سياقات العمل المعروفة أن يتم تنظيم أي صفقة بين أنظمة الحكم أو بين ممثلي الحكومات فمن جانب الصهاينة فهم دولة بكل مقوماتها وسيادتها أما من جانب حزب الله وحسن نصر الله فهو ليس بدولة بل هو منظمة مصنفة لدى الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة على قائمة الإرهاب الدولي فما الذي يدفع بالكيان الصهيوني إلى التعامل معه إلا إذا كان قد حصل على تفويض من الشعب والحكومة اللبنانية للتحدث والتفاوض باسمهم , وهذا ما لم نسمع به بدلالة الاختلافات التي يثيرها حسن نصر الله والقوى المتكتلة معه حتى بعد الاتفاق الذي رعته دولة الإمارات وما جرى بخصوص تشكيل حكومة السنيورة الأخيرة .
بشديد الاختصار إن السيد حسن نصر الله يقع ضمن دائرة التحالف الأمريكي الصهيوني الفارسي وهو جزء وحلقة مهمة في مخطط تفتيت المنطقة العربية وضرب مقومات وحدتها والصفقة ا
لأخيرة جزء من الدعم الصهيوني له ولمشروعه الطائفي وهذا ما يحتاج إلى شيء من التفصيل , ورغم فرحتنا للمجاهدين والشهداء الأبطال سمير قنطار ورفاقه ودلال المغربي ورفاقها إلا انه يؤسفنا أن يكونوا موضوعا للمساومات الرخيصة وبهذه الطريقة .
لأخيرة جزء من الدعم الصهيوني له ولمشروعه الطائفي وهذا ما يحتاج إلى شيء من التفصيل , ورغم فرحتنا للمجاهدين والشهداء الأبطال سمير قنطار ورفاقه ودلال المغربي ورفاقها إلا انه يؤسفنا أن يكونوا موضوعا للمساومات الرخيصة وبهذه الطريقة .