المسجد عنوان المجتمع المسلم، وهو الرمز الحي الذي تتركز فيه كل أوجه النشاط التي يقوم عليها صلاح الدين والدنيا جميعاً. هو عنوان المجتمع، لأن فيه تتلخص كل المهام والواجبات التي يجب على الرجل المسلم القيام بها، ليحقق إنسانيته ويخدم مجتمعه، وهو رمز حي لأن كل الأعمال التي يؤديها المسلم في رحابه المفروض فيها أن تكون نماذج تحتذى في الحياة العادية، والنشاط الذي يجري فيه صورة مصغرة للسلوك الذي يجب على المسلمين سلوكه في حياتهم: وكأنما المسجد هو المختبر أو المحك الذي يدخله الناس في حالة من الطهارة ليتدربوا فيه على أنواع من السلوك الخير، ثم يخرجون منه ليحاولوا تطبيق ما تعلموه فيه على حياتهم خارج المسجد. ولذلك كان المسجد هو النموذج المصغر لما يجب أن تكون عليه الحياة، لأنه المثل الحي لامتزاج أمور الدين بالدنيا: فقد أمرنا بالنظافة في الجسم والثياب حين ندخل المسجد، وذلك بأن نتطهر ونغتسل ونأخذ زينتنا عند كل مسجد، وتلك دعوة صريحة إلى أن نراعي النظافة والطهارة والتزين في كل الأحيان، وأمرنا أن نصلي في المسجد ما أمكن، ولذلك سمي المسجد بالجامع لأنه يجمع بين الناس. وفي الجامع لابد أن يستمع المسلمون إلى درس أسبوعي، هو خطبة الجمعة، يوجه فيه الإمام مستمعيه إلى خير دينهم ودنياهم، وفي كل ذلك دعوة صريحة إلى أن يجتمع الناس كل حين للمدارسة والمفاكرة، ودعوة بعضهم بعضاً إلى الخير. ولذلك كانت المساجد في كل تاريخ الإسلام هي نقاط الالتقاء بين الناس يتعبدون فيها، ويدرسون فيها، ويجتمعون فيها لمناقشة كل القضايا التي تهمهم في حياتهم، فهي بمثابة المدرسة، والنادي، ومكان العبادة. وبذلك يرتبط الإيمان والعمل الجماعي فيتم الإخلاص يحدث التفاني. وبذلك تتحقق في المسجد رسالة الإسلام الداعية إلى ربط الدين بالدنيا. ومن هنا كان للمسجد مكانته الحية في المجتمع المسلم. إذ أنه لو كان مجرد مكان للعبادة لما ألح عليه الله سبحانه وتعالى كل هذا الإلحاح في آيات القرآن الكثيرة التي تدعو إلى بناء المساجد وتحث الناس على ارتيادها ولما ألح الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل من أول خطواته بعد الهجرة إلى المدينة بناء المسجد. فالله غني عن كل مسجد وعن كل قبلة، وهو القائل: (فأينما تولوا فثم وجه الله) البقرة/ 115. وهو القائل: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر) الخ .. والنبي الكريم ذكر إن الأرض جميعها جعلت له مسجداً وتربتها طهوراً. ومعنى ذلك أن في المساجد ما هو أكثر من العبادة، وهو هذا الربط بين حياة الجماعة وقيمها ودينها بحيث يكونون دائماً مرتبطون بروح دينهم ونشاطهم الروحي، الذي مقره المسجد، فيلتقي العمل بالإيمان، ويمتزج الإيمان بالعمل، ويكون هناك أبدا تجانس وانسجام وتجاوب بين العبادة والمسلك والعمل.
ونحن في زمان نحتاج فيه إلى كل ما يقوي إيماننا بالله ووطننا وبأنفسنا، ويدفعنا إلى التضحية والبذل من أجل بناء مجتمعنا الجديد، دون منّ أو انتظار أجر، إلا ثواب الآخرة، وسبيلنا إلى ذلك أن نعيد للمسجد مكانته في مجتمعنا، وذلك بأن نربط بينه وبين حياتنا ما أمكن، وذلك بأن ننقل إليه كثيراً من أوجه النشاط التي كانت تقوم فيه، ثم انفصلت عنه، مثل حلقات الدراسة للصغار والكبار، وحلقات محو الأمية، وفتح القاعات لنشر الثقافة الدينية والاجتماعية، وتطوير الخلاوي وإلحاقها به، وإنشاء مكتبات للثقافة الإسلامية للمطالعة والبحث، وإنشاء رياض للأطفال، وغير ذلك من أوجه النشاط الاجتماعي، الذي يجعل من المسجد مركز إشعاع في حياة المجتمع، ونقطة التقاء للعمل الاجتماعي الصالح. وفي ذلك ما فيه من تربية اجتماعية سليمة للأطفال والشباب، حيث يشعرون أن دينهم ليس دين شعارات ولا عبادات منفصلة عن حياتهم، وإنما هو دين عمل ودين إنجاز، ودين تضحية من أجل الصالح العام. وبهذا نحقق التقدم الكبير في حياتنا، لأنه تقدم نابع من تراثنا، معبر عن أصالتنا، محقق لذواتنا، وبهذا يكون الدين في خدمة المجتمع.
إننا نؤمن بأن للمسجد وظيفة بالغة الخطورة في حياة مجتمعنا، يمكنه أن يسهم إسهاماً عظيماً في عملية البناء الاجتماعي، وترسيخ القيم الحية التي يقوم عليها مجتمعنا الجديد.
ونحن في زمان نحتاج فيه إلى كل ما يقوي إيماننا بالله ووطننا وبأنفسنا، ويدفعنا إلى التضحية والبذل من أجل بناء مجتمعنا الجديد، دون منّ أو انتظار أجر، إلا ثواب الآخرة، وسبيلنا إلى ذلك أن نعيد للمسجد مكانته في مجتمعنا، وذلك بأن نربط بينه وبين حياتنا ما أمكن، وذلك بأن ننقل إليه كثيراً من أوجه النشاط التي كانت تقوم فيه، ثم انفصلت عنه، مثل حلقات الدراسة للصغار والكبار، وحلقات محو الأمية، وفتح القاعات لنشر الثقافة الدينية والاجتماعية، وتطوير الخلاوي وإلحاقها به، وإنشاء مكتبات للثقافة الإسلامية للمطالعة والبحث، وإنشاء رياض للأطفال، وغير ذلك من أوجه النشاط الاجتماعي، الذي يجعل من المسجد مركز إشعاع في حياة المجتمع، ونقطة التقاء للعمل الاجتماعي الصالح. وفي ذلك ما فيه من تربية اجتماعية سليمة للأطفال والشباب، حيث يشعرون أن دينهم ليس دين شعارات ولا عبادات منفصلة عن حياتهم، وإنما هو دين عمل ودين إنجاز، ودين تضحية من أجل الصالح العام. وبهذا نحقق التقدم الكبير في حياتنا، لأنه تقدم نابع من تراثنا، معبر عن أصالتنا، محقق لذواتنا، وبهذا يكون الدين في خدمة المجتمع.
إننا نؤمن بأن للمسجد وظيفة بالغة الخطورة في حياة مجتمعنا، يمكنه أن يسهم إسهاماً عظيماً في عملية البناء الاجتماعي، وترسيخ القيم الحية التي يقوم عليها مجتمعنا الجديد.