لا شك أن هذه الفترة العصيبة على امتنا العربية والإسلامية بما تحمل من تناقضات و ألغاز و توجهات تؤثر كالعادة سلباً لا إيجاباً على منطقتنا العربية والإسلامية .. خاصة وأن التعامل مع الظواهر الطافحة على السطح الإعلامي من فضائيات و دعاة و أخيراً جمعيات دينية .. تعكس صورة تكاد تكون مهزوزة وغير واضحة المعالم بالنسبة للعامة المغيبة عن كل ما يتعلق بالفكر والثقافة السياسية .. وهذه المداخل التي يتلاعب بها المفسدون ليتوغلون داخل المجتمع بلا رحمة ولا شفقة على المتلقي الذي لا يعطي غير حسن النية أمام كل بادرة تأتيه خاصة وإن كانت تلك البادرة من جهة دينية ..
وأنه من الصعب على الفرد العادي الذي تشغله أمور الحياة أن يبحث في ماهية هذا الاتجاه أو ذاك فيكون رأيه و اتجاهه حسب ما يعطى من دعايات إعلامية .. يصدقها ويآمن بها .. و قد يعتنقها كمذهب ودين جديد دون أن يدري ..
لفت انتباهي إعلان جاء بمكتبي (مكتب دعاية وإعلان) لكتابة إعلان عن قيام إحدى الجمعيات الخيرية التي تحمل الصبغة الدينية ويقوم عليها سلفيون بل وغالب العاملين عليها أعتقد أنهم كذلك ..
الإعلان يحمل مضمون ديني كالعادة .. وهذا ليس به شيئاً فتنمية روح الدين واجب على كل عالم به وهي الرسالة الأصلية للوجود الآدمي على الأرض – هذا لا شك فيه – ولكن ما أثار حفيظتي هو ذاك الأسم الذي اختاروه كإسم لدورة تعليمية هدفها تحفيظ الأطفال كتاب الله وسنة نبيه , على الطريقة ( النورانية) .وقد لاحظت في الآونة الأخيرة استخدام هذا المصطلح بشكل فج .. ودعوات النورانيين التي كثرت بشكل ملحوظ على الإعلام.
ولأنني أحمل بعض الثقافة السياسية والحركات السياسية وخاصة الصهيونية ونشأتها قفز إلى ذهني في التو والحال ( جماعة النورانين) وبالطبع هذه الجماعة التي تعتمد عليها الصهيونية في تدمير الأديان السماوية لا يمكن بحال من الأحوال أن تعمر دين أو أن تحرص على تنميته .. ومن الصعب جداً أن يستسيغ المثقف العربي هذا المصطلح حتى ولو كان بحسن نية.. فالشعارات التي رفعتها الحركات الصهيونية ذاتها هي التي تحملها كل جماعات الاحتيال على البشر .. الحب .. التآخي .. العدل .. المساواة .. وكل هذا يسقط أمام الهدف الأساسي وهو إخضاع الأمم تحت سيطرتهم بشتى الطرق ..
وأن من أهم ما يخضع الإنسان لسلطة إنسان هو الدين والعقيدة .. لهذا فإن الجماعات الصهيونية اختارت أن تتلاعب بهذه العقيدة في مختلف الأديان لتفسدها و يبقى دين الأسياد بعد ذلك ( شعب الله المختار) ويكون باقي شعوب العالم عبيد لهم .
ولا يخفى على أحد المؤامرة الكبرى للاستيلاء على العالم والتي كشفت مع كشف البروتوكولات .. ومحاكمة ويزهاوبت
[حسين1]المخطط الذي رسمه وايزهاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة.. ويتم الوصول إلي هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب ـ التي سماها الجوييم (لفظ بمعني القطعان البشرية، يطلقه اليهود علي البشر من الأديان الأخرى) ـ إلي معسكرات متنابذة تتصارع إلي الأبد، حول عدد من المشاكل التي تتولّد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها.
ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير “حادث” في كل فترة، لتنقص هذه المعسكرات علي بعضها البعض، فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية.
وفي عام 1776 نظم وايزهاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ.. وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني “حملة النور”.
ولجأ وايزهاوبت إلي الكذب، مدعيا أن هدفه الوصول إلي حكومة عالمية واحدة، تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى ممن يتم البرهان علي تفوقهم العقليّ.. واستطاع بذلك أن يضمّ إليه ما يقارب الألفين من الأتباع، من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة.. وأسس عندئذ محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السريّ لرجال المخطط الجديد.. وتقتضي خطة وايزهاوبت المنقّحة من أتباعه النورانيين اتّباع التعليمات الآتية لتنفيذ أهدافهم:
استعمال الرِشوة بالمال والجنس، للوصول إلي السيطرة علي الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة علي مختلف المستويات، في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني.. ويجب عندما يقع أحدهم شراك النورانيين، أن يستنزف بالعمل في سبيلهم، عن طريق الابتزاز السياسيّ، أو التهديد بالخراب المالي، أو يجعله ضحية لفضيحة عامه كبري، أو بالإيذاء الجسدي، أو حتى بالموت هو ومن يحبهم.(انتهى الاقتباس)
ولا داعي لذكر باقي الأهداف فهي واضحة ومعلومة للجميع .. والسؤال الذي يفرض ذاته على هذاالموضع ..
لماذا هذا المصطلح تحديداً .. و
في حديث شريف صحيح جاءت الموعظة ( اتقوا الشبهات) فإذا كانت هناك شبهة في هذاالموضوع فلماذا لم يتجنبها السادة الأفاضل إن كانوا يريدون حقاً العمل من أجل الله .. أليست هذه الشبهة المباشرة تطيح بكل المشروع بداية ونهاية .. أم أنهم يدعون إلى الأسلام الصهيوني الحديث ؟ الذي بدوره سيسلمنا جميعاً لحكومة العالم الخفية التي قال عنها كاتب هذا الكتاب ( شتريب سبيريدوفيتش) في كتاب حمل نفس العنوان ( حكومة العالم الخفية ) ويشرح هذا الكتاب تفصيلاً كيف لهذه الجماعات أن استولت على العالم و تستول .. بمثل تلك الأفكار التي لا تتغير .. و نفس الحفر الصهيونية التي يقع فيها المرء أكثر من مرة ولا يتعظ ؟
في حديث شريف صحيح جاءت الموعظة ( اتقوا الشبهات) فإذا كانت هناك شبهة في هذاالموضوع فلماذا لم يتجنبها السادة الأفاضل إن كانوا يريدون حقاً العمل من أجل الله .. أليست هذه الشبهة المباشرة تطيح بكل المشروع بداية ونهاية .. أم أنهم يدعون إلى الأسلام الصهيوني الحديث ؟ الذي بدوره سيسلمنا جميعاً لحكومة العالم الخفية التي قال عنها كاتب هذا الكتاب ( شتريب سبيريدوفيتش) في كتاب حمل نفس العنوان ( حكومة العالم الخفية ) ويشرح هذا الكتاب تفصيلاً كيف لهذه الجماعات أن استولت على العالم و تستول .. بمثل تلك الأفكار التي لا تتغير .. و نفس الحفر الصهيونية التي يقع فيها المرء أكثر من مرة ولا يتعظ ؟
فهل لنا أن نفق و نتدارس أمرنا و نعتمد على الفكر العربي .. ماذا لو كان عنوان هذه الطريقة عنواناً أخر .. ما كنا كتبنا وانتقدنا ووضحنا .. ولكن لأن المؤامرة استطاعت أن تغزو العالم فقد أصبح اللعب على المكشوف بلا رهبة وبلا رحمة ..
فهل لنا أن نستعيد وعينا المفقود .. ونحرك هذا الكائن المتوارى خلف الجمجمة عاقلاً لا مفكراً .. و مستخدماً لا خادماً ..
والحديث لا ينتهي
فللحديث دائماً بقية
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني