هل من علاقة بين إسرائيل وشمشون الجبار ؟ وإذا كانت هناك علاقه فما هى أوجه هذه العلاقة ؟ القاسم المشرك بين ألأثنين ألأول غرور القوة والثانى عدم رؤية الواقع رؤية واقعية سليمه والثالث هدم الجدار على رؤوس الجميع . فعلى الرغم من أن إسرائيل قد كسبت الكثير حتى ألأن ولم تخسر شيئا فإنها ترفض التعامل بإيجابية مع المبادرة العربية التى تمنحها ألأعتراف الكامل والقبول ألأقليمى وقيام علاقات طبيعية معها مقابل الأنسحاب من ألأراضى العربية التى تحتلها وقيام دولة فلسطينية مستقله ومتكامله فى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وممارسة الفلسطينيين لحقوقهم التى أقرتها المرجعيات الدولية ، وبهذا المنهج تكون إسرائيل قد حققت ألأمن والسلام لها ولغيرها من شعوب المنطقة ، فمشكلة إسرائيل أنها لم تقدر حتى ألأن حجم التضحيات التى قدمها الشعب الفلسطينى من أجل السلام ، والتعايش السلمى مع إسرائيل ليس فقط فى ظل حدود العام 1948، ولكن فى إطار حدود العام1967 وهذا يعتبر تنازلا تاريخيا هاما فى سبيل وضع حد لنزاع دموى مركب دام أكثر من ستين عاما ثبت خلاله فشل القوة العسكرية فى حسمه ، وما زالت إسرائيل تتهرب من السلام وتشغل نفسها والمنطقة بقضايا مثل ألأرهاب والعنف والتفكير مجددا فى حرب إقليمية جديده قد تكون نتائجها التدميرية ليست قاصره على إسرائيل بل على المنطقة كلها ، إسرائيل تتهرب من تنفيذ كل شئ يتعلق بالسلام ولم تحاول أن تتعامل ولو مرة واحده مع ألأنسان الفلسطينى كإنسان ومواطن له حقوق على أرضه وأنه جدير أن يعيش فى سلام وآمان على أرضه وفى ظل سلطته الديموقراطيه ، وليس على أنه مجرد إرهابى يعشق العنف ، لم تتعامل معه من منظور الحقوق وليس سلبها . إسرائيل تريد كل شئ مقابل لا شئ تريد ألأمن والأرض والسلام وألأحتفاظ بالقوة ، تريد من الفلسطينيين ان يتنازلوا عن حقوقهم ، وأن يغمضوا أعينهم عن الأستيطان ، وأن يقبلوا ما يعرض عليهم ، وأن يكفوا عن المقاومة ، وأن ننسى أن هناك أسرى فلسطينيين بالألأف ن وأن هناك مخيمات للاجئيين منتشره فى دول عربيه ، وإسرائيل برفضها التعامل مع السلام الذى وفرته المبادرة العربية تحول المنطقة كلها بما فيها إسرائيل إلى منطقة عنف وتنامى ألأفكار المتشدده والتطرف ، وإنتشار قيم عدم التسامح والبقاء المتبادل والكراهية وعدم الأعتراف ، وبذلك تتحول ألمنطقة كلها إلى منطقة نزاع دائم يجلب الموت والدمار وهدم الجدار على رأس الجميع كما فعل شمشون الجبار عندما فقد القدرة على البقاء ، والسؤال هل تستطيع إسرائيل أن تستمر فى مثل هذه بيئة من عدم الأعتراف والعنف المتبادل ، وحتى هذه اللحظة لقد نجحت إسرائيل فى أن تقيم قدرا من العلاقات مع عد من الدول العربية وان تحقق قدرا من ألأعتراف الإقليمى الذى لم تحققه بفعل قوتها العسكرية بل بإدراك الدول العربية أنه لا طائلة من إستمرار حالة الحرب الدائمه ، وكما أدركت الدول العربية أنه لا بد من التعامل مع إسرائيل كدولة فى المنطقة العربية على إسرائيل أن تدرك بدورها بحتمية وضع حد لإحتلالها للأراضى العربية وقيام الدولة الفلسطينية المستقله والقابلة للبقاء والنماء السياسى والأقتصادى ، أما إذا إستمرت إسرائيل فى التمسك بمفاهيم سلام القوة والتفوق والهيمنة والتمسك بالأرض ونكران أن هناك شعب فلسطينى قد حان الوقت أن يمارس حقوقه المشروعة على أرضه فالخيار البديل هو خيار شمشون الجبار بهدم الجدار على رؤوس الجميع . وستكون إسرائيل هى الخاسر ألأكبر من فشل العملية السلمية وتوقف المفاوضات .
وبالمقابل تتزايد ألأحتمالات من ضربة عسكرية لإيران والحيلولة دون إستمرارها فى محاولتها تخصيب اليورانيوم وصولا إلى إمتلاك القوة النووية التى تملك منها إسرائيل ما يقارب المائتين قنبله كما تؤكد المصادر السياسية المتعدده فى العالم ، ولقد بدأت ألأرهاصات لهذه الحرب بحجم المناورات الضخمه التى تجريها إسرائيل وبالمقابل المناورات العسكرية والتجارب الصاروخية التى تجريها إيران , وزيادة حدة الحرب ألإعلامية والتى تصل إلى حد التهديد بالإباده لكل طرف ، ولا شك أن المسرح الحقيقى لهذه حرب محتمله هو منطقة النفط العربية والتى بدات معها وقبل أن تبدا الحرب فعليا بإرتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 145 دولارا للبرميل وماذا لو قامت هذه الحرب ، وهو ما يعنى تعريض ألإقتصاد العالمى لهزة كبيره وما بالنا فى إقتصاديات الدول الفقيرة التى لن تنجو من آثار هذه الحرب ، وكذلك المنطقة العربية الممتده من إيران حتى إسرائيل . لا شك إنه غرور القوة الذى يحكم السلوك السياسى لدول القوة مثل الولايات المتحده وإسرائيل وإيران والرغبة فى حفظ موازين القوة لصالح إسرائيل والولايات المتحده . مثل هذه حرب لن تنجو منها دول المنطقة كلها ، وهنا سيهدم شمشون الجبار كل شئ على رؤوس الجميع وليس فقط إسرائيل .
دكتور /ناجى صادق شراب /أستاذ العلوم السياسية /غزه