القيادة فن ليس من السهل أن يمارسها من لا يمتلك موهبة خصه بها الله العزيز القدير وصقلها صاحبها من خلال إيمانه المطلق بالدور الذي يمارسه , ويبدأ ذلك من قيادة الأسرة صعودا إلى مجالات العمل سواء المعلم في المدرسة أو الموظف في الدائرة أو الضابط في المعسكر أو ميدان المعركة وصولا إلى قيادة الدولة على أن تستند إلى العدالة ومراعاة الفروق الفردية وغيرها من الأمور الصغيرة والكبيرة الناتجة عن ممارسة دورة الحياة اليومية, ولا يحتاج القائد إلى من يكافئه على حسن أدائه لدوره أو يذكره بواجباته والتزاماته قدر حاجة المعية التي بعهدته إلى ما يصدر منه من توجيهات وملاحظات متممة لعملهم لديمومة نجاحه , ومن المؤكد إن القائد الناجح هو من يبذل جهده لدفع الضرر عن معيته وأكثر من ذلك أن يدفع بهم إلى بلوغ أرقى ما يمكن من الأداء خدمة للمصلحة العامة والمجموع .
وفي قراءة سريعة للخطاب الصوتي لشيخ الجهاد والمجاهدين الرفيق المناضل عزة إبراهيم الدوري تتلمس حنان الأب العطوف الحريص على أبنائه ونصيحة الأخ المخلص والراعي الواعي والفارس المقاتل الذي خبر جبهات القتال واستوعب إمكانيات مقاتليه فقيم ووجه ونصح وشكر واستحضر عمق الحضارات العظيمة التي قامت على أرضنا وما قدمت للإنسانية وربط بين سيرة أجدادنا الرجال العظام ومبادئ الرسالة الإسلامية السامية التي كرم بها الله امتنا العربية .
لقد حدد شيخ المجاهدين حرسه الله ورعاه عوامل قوة المقاومة العراقية والسبل الكفيلة بالوصول إليها وتسخيرها كعوامل دعم للنصر العراقي الذي بدأت بشائره تملأ الأفق كما حدد أسباب انكسار التكتلات الطائفية التي سخرها المعتدي لضرب أبناء الشعب العراقي المجاهد ثم واجه العدو والخصم الأول المعتدي الظالم الرئيس الأمريكي وخاطبه بحكمة المنتصر المقتدر غير الشامت بهزيمة عدوه وشهامة الفارس العربي الكريم الخلق والمحافظ على الأمانة الكبيرة التي تحملها في حق شعبه الذي التف حوله.
والآن لماذا يقابل هكذا خطاب مهم يحاكي مستقبل شعبنا ودوره الريادي في الأمة العربية ويرسم ملامح انهيار الدكتاتورية الأمريكية العدوانية وحلفائها بكل هذا التعتيم الإعلامي العربي ؟
مبدئيا إن الإعلام العربي ومع شديد الأسف متطابق مع الموقف الرسمي العربي الذي يخضع لإرادة الإدارة الأمريكية صاحبة الشأن الأول المنتفع من هذا التعتيم لأنه يكشف عورات الحكام العرب أمام شعبهم والذين تقاعسوا عن أداء واجباتهم القومية تجاه العراق بل وتعاونهم مع سلطات الاحتلال وحكومة المليشيات التي نصبها حد الرضوخ إلى مطلبه بإرسال بعثات دبلوماسية في تجاهل تام لإرادة المجتمع العراقي ومقاومته الباسلة وإهمال وتنكر للتضحيات التي قدمها شعبنا طيلة فترة عمر الاحتلال البغيض التي تجاوزت الخمس سنوات كما يؤكد للأمريكان قدرة شعبنا على المطاولة والصمود أمام آلتهم العسكرية المتطورة والإصرار على الانخراط في فصائل المقاومة المجاهدة حتى يرضخ المحتل صاغرا لثوابتنا الوطنية .
إن الطريقة التي عرض بها خطاب الرفيق المجاهد عزة الدوري شيخ الجهاد والمجاهدين كانت تحدي كبير لهيمنة قوات الغزو وأجهزتها الاستخباراتية والأجهزة العميلة المسخرة لخدمتها وإسكات لكل الأبواق النتنة التي تطبل للاحتلال وتكشف عن القدرات العراقية القتالية وحسن أداء قيادتها بالاتجاه الصحيح في الوقت الذي يشير فيه الخطاب التاريخي إلى المنهجية الدقيقة التي تعمل من خلالها القيادة الميدانية في إدارة عملياتها العسكرية الجهادية وتكبيد العدو اكبر الخسائر البشرية والمادية والانسحاب إلى القواعد دون تضحيات تذكر .
إننا ندرك كعرب ومسلمين المعنى العميق لإيماننا بان يكون الرحمن جل في علاه معنا فيمدنا بجنده فيسدد ضربات رجال المقاومة البواسل فتصيب ضربتهم منه مقتلا فتشغله بلعق جراحه وهذا سر انتصارنا الذي لا يدركه الأعداء .
رحم الله شهداء العروبة يتقدمهم شهيد الحج
عاش صناديد العراق رجال المقاومة تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير وصانعوا انتصارنا .
والموت لأمريكا وعملائها المتسترين باتفاقيات الذل والعار