ملاحظتان لا بد للمراقب ان يلحظهما في النظر الى احتفال حزب الله بصفقة تبادل الأسرى والجثامين مع إسرائيل.الأولى، هي ان خطاب النصر الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحاشى ذكر المقاومة في العراق، عندما أشاد بالمقاومة في المنطقة. واقتصر على تخصيص الذكر بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية وحدهما.
والثانية، هي ان الصفقة لم تشمل الأسرى الأردنيين، مما دفع أسرهم على القول انهم يعولون على حركة حماس.
وربما كان التعويل هو احد الأسباب التي تدفع حماس على التفكير بسحب ملف الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط من مصر لتتم إحالته الى الوسيط الدولي الذي تولى رعاية الصفقة بين إسرائيل وحزب الله، بل والتهديد بخطف جنود آخرين أيضا.
وكان السيد حسن نصر الله قال في احتفال حاشد في ضاحية بيروت الجنوبية عبر شاشة تلفزيونية في استقبال الاسرى الخمسة الذين خرجوا من السجون الاسرائيلية عبر عملية تبادل مع اسرائيل ان “مشروع المقاومة واحد ومسارها واحد ومصيرها واحد وان تعددت احزابها وفصائلها”.
واردف يقول “ان حركات المقاومة في هذه المنطقة وخاصة في لبنان وفلسطين هي حركات متكاملة لتحقيق نفس الاهداف في تحرير الارض والانسان”.
وقال ان الهوية الحقيقية لشعوب المنطقة هي “هوية المقاومة وارادة المقاومة ورفض الذل والهوان.. راية المقاومة لا تسقط وتنتقل من مجموعة الى مجموعة”.
وتحاشى نصر الله ذكر المقاومة في العراق، من ناحية، لان المليشيات التابعة لايران في بغداد تحاربها خدمة لمشروع الإحتلال. ومن ناحية أخرى، لانه يشعر ان وضع المليشيات الحاكمة في العراق يسيء للصورة التي يريد نصر الله تقديمها للمقاومة.
واعرب أهالي الأسرى الأردنيين في إسرائيل الأربعاء عن مشاعر خيبة الأمل من حزب الله اللبناني لعدم شمول أي من أبنائهم في صفقة تبادل الأسرى التي عقدها مع إسرائيل، وقالوا انهم يعلقون آمالهم على حركة حماس التي تتفاوض مع تل أبيب بشأن صفقة تبادل.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمفقودين الأردنيين في إسرائيل صالح العجلوني (يو.بي.آي) “رغم شعورنا بالسعادة للنجاح حزب الله في الإفراج عن أسرى عرب في السجون الصهيونية.. إلا أننا نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم شمول أي من الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال بهذه الصفقة رغم أننا تلقينا وعوداً من الحزب بإدراج أسماء أسرانا لدى الاحتلال ضمن صفقة التبادل”.
وأشار إلى أن أهالي الأسرى كانوا ينتظرون من حزب الله إدراج ولو بعض الأسرى الأردنيين، وإن كان بشكل رمزي، ولكن ذلك لم يحدث.
وبحسب إحصائيات اللجنة يبلغ عدد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية نحو 30 أسيرا فيما يتجاوز عدد المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم هذا الرقم.
ودعا العجلوني حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة “حماس” إلى عدم نسيان الأسرى الأردنيين في صفقتهم المقبلة مع إسرائيل مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط.
وقال “ندعو الأخوة في حركة حماس الذين هم على أعتاب صفقة مع العدو بان لا ينسوا أسرانا ومفقودينا”، مشيرا إلى أن ذلك لا يعفي الحكومة الأردنية من القيام بواجبها الدستوري والقانوني والإنساني لمواصلة السعي للإفراج عن بقية الأسرى.
وأكد العجلوني بان اللجنة “لن تتقاعس للوصول في قضية الأسرى والمفقودين إلى النهاية السعيدة التي يتمناها كل حر وشريف”، داعيا الفعاليات الأردنية بكافة أطيافها للتوحد خلف هذه القضية.
وطالب موقع إخباري تابع لحركة حماس بسحب الوساطة المصرية الساعية لإنجاز صفقة تبادل مع الدولة العبرية مقابل شليط وتسليم الملف للوسيط الدولي بعد نجاحه في إنجاز صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله.
ودعا موقع “شبكة فلسطين الآن” التابع للحركة الإسلامية، في افتتاحية تصدرت الموقع الخميس قيادة حماس إلى إعادة النظر في تسليم المخابرات المصرية ملف الجندي شاليط، وتسليم الملف للوسيط الألماني الجنسية الذي تدخل بين إسرائيل وحزب الله.
وتساءل الموقع الإخباري “كيف يمكن لمصر أن تلزم الاحتلال بتنفيذ بنود صفقة التبادل في حين نجدها عاجزة عن إلزام الاحتلال بتنفيذ استحقاقات التهدئة، فهي لم تحرك ساكنا أمام انتهاكات الاحتلال لشروط التهدئة”.
وقال “يجب على حماس أن تأخذ العبر مما جرى معها في ملف التهدئة فمصر التي تعجز عن فتح معبر رفح للمرضى وللمسافرين كيف يمكن أن تلزم الاحتلال بالإفراج عن الأسرى ممن يسميهم الاحتلال “ملطخة أيديهم بالدماء” معتبراً مصر “دولة ضعيفة وعاجزة عن تنفيذ مثل هذه الصفقة”.
ورأى الموقع الالكتروني أن من أهم أسباب نجاح الصفقة اللبنانية هو أن الوسيط تدخل بحيادية، في حين أن الوسيط المصري الذي يدير المفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل هو “وسيط غير نزيه بل يعمل على تلبية الرغبة الإسرائيلية من خلال الضغط على الجانب الفلسطيني من خلال استغلال سوء الأوضاع الناتجة عن الحصار”.
وقال “على الوسيط الألماني الذي تدخل بين حزب الله والكيان الإسرائيلي التدخل من أجل إنجاح صفقة شاليط لاسيما أنه بعد مرور عامين مازالت مفاوضات الصفقة التي تديرها مصر تراوح مكانها”.
وهددت حركة حماس بخطف جنود إسرائيليين معتبرة ذلك خياراً استراتيجياً لتحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقالت حماس في بيان لها الأربعاء “نجدد تأكيدنا على خيار المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة حقوقنا السليبة وإحقاق ثوابتنا الفلسطينية وتحرير أسرانا”.
وأضافت” فاستمرار وجود أبنائنا أسرى داخل السجون الصهيونية يفتح المجال أمام فصائل المقاومة لمعالجة ملف الأسرى بكافة الوسائل المتاحة فخيارات المقاومة كثيرة وعلى رأسها أسر الجنود الصهاينة لمبادلتهم بأبنائنا الأسرى في سجون القهر والإذلال الصهيونية”.