أحبُ فيكِ كـلَ شيءٍ ، أحـبُ الهـوى بـأسـوار أخـمصيكِ يتـقدُ ، أشبـاهُ النـجومُ لديكِ كـواكبٌ في العشقِ درُرُ ، هـاتي المنـازلَ العـلياء مـن لديكِ كـي أصبَ صبـابةً في الكـأس تـروي الظمـأ . .
فلـا الصبـابةَ تـروي ظمـأي ، ولـا أسيـاف خمـر . .
أصـفادُ شـعرُكِ تـعتري مـكاني وزمـاني ، ووسـادةُ نـومكِ تـنتحلُ شـخصي ، تـسكبُ زفـيرك وشهـيقك فـي حـلقي ، أوداجـكِ تـلكَ التـي ما فـتئت تـترنحُ . . تـقتلني ، تـثيبُ عـيني ، تـثيبُ أسـفاري . .
سـهامُ لـحظكِ تـمتشقُ جـثماني ، تـنزعُ بـؤبؤ عـيني ، تـنيرُ المكـان والزمـان ، ووجـهكِ الوضـاء مـشكاةُ مسـافرٍ فـي الصـحراء تـائهُ ، تـسيِّرينَ قـوافلَ يـديكِ لـتمتدِ بـغسقي وشـرياني ، لـتوجدَ عـلامةً تـشهدُ بـحبكِ . .
دعـي بـوادرَ عـشقكِ دونـي ، فـإني صريعٌ بالـهوى منشـلُ . .
دعـي البـوادرَ تـنفلتُ إن كنـت أحبـبتِ . .
وإن لـم تـكوني فـكذلك الهـوى غدارُ . .
دعي الترهلات ترتحلُ ، دعي أسـفار الزهـور تحنوا إليَّ كـي أبـوحَ لـها بأني نيزكٌ في كـوادرِ العـشقِ فَـلي مدرسـةٌ ..
الأستـاذُ فـيها قلـمٌ ممتشقكِ . .
وورقـةٌ مـعلقةٌ بكـعبِ قـدميكِ . .
دونَ المنـازلَ فـإن بي صممٌ ، فلا المنـازل تشهدُ لـي بأني كنتُ أرى ما أرى ، ولا زقزقاتُ الطـيور تشهدُ أني كنـت اسمعُ . .
فللهِ أنتِ وللهِ أنا ما بكِ ؟ !
إنـي أرى بسواركِ لفافةً تعـصمني ، وخمـاركِ مشـدودٌ لهُ طرف . .
يـؤججهُ القلـق ، من الـآتي . .
أقـولُ لكِ : دعي الآتي وما بـهِ من قلقُ . .
فـلكِ الحـاضرُ والآتي لـه الآتي وما أتـى بهِ . .