اسم برز على واجهة الأحداث مؤخرا ، وسيدخل إلى عالم النسيان لاحقا ، حيث اعتادت السلطات في العالم الثالث مهاجمة سجناء الرأي في مهاجعهم وزنازينهم ووضع السيف في رقابهم ، أو قصف زنازينهم بالطائرات الحربية التي تظهر بقدرة قادر على السجناء لتولغ في دمائهم ، وهم لا يملكون حولا ولا قوة بعد أن صادرت السلطة حريتهم بواسطة أحكام قضائية .
وأعجب ، لماذا لم يحكم عليهم بالإعدام وينفذ حكم الموت بهم ، وعلنا عن طريق المحكمة ، بدلا من حكمهم بعقوبة السجن ، ثم يتم اغتيالهم في السجون ؟؟
ما حدث في سورية من اغتيال عشرات المساجين ، في ظل أخبار هزيلة صدرت من هنا وهناك ، عن تمرد حدث فعالجته السلطة بشلال من الدم ، وعادة مهاجمة السجون واغتيال النزلاء عادة متأصلة ، فقد هاجمت القوات سجن حماة ، ونزلاؤه من الأخوان المسلمين ، وتم هدم السجن على رؤوسهم وكانت مجزرة رهيبة ارتكبها نظام الأسد الأب .
وتدعيما لحجتي فقد قرأت في الجزء الأول من كتاب( مرايا حياتي) لمصطفى طلاس ، وهو مسلم شيعي أمضى 32 سنة وزيرا للدفاع ، دخل الجيش وحافظ الأسد ، إلا أنه لم ينجح باللياقة كطيار ، فافترق وحافظ الأسد الذي ذهب إلى سلاح الجو ، في حين ذهب مصطفى طلاس إلى سلاح أخر ، ولكن بقيت بينهما علاقة تاريخية ، فاز حافظ الأسد برئاسة الدولة ، ومصطفى طلاس بقيادة الجيش ووزارة الدفاع ، حتى أنهى بشار الأسد تلك الحقبة .
يقول طلاس في مراياه (وأتمنى لو يتم نشر ذلك الكتاب لله ثم للتاريخ لترى الأجيال القادمة سبب هزائم الأمة باعتراف قادتها)!!!!
يقول أن السلطة اعتقلت كوادر الحزب القومي السوري ، جماعة أنطوان سعادة ، على خلفية سياسية ، ذكر طلاس أنها جنائية ، وأنيطت مهمة حراستهم لمصطفى طلاس الذي تآمر مع رفيقه حافظ الأسد لتصفية السجناء جسديا داخل السجن بمجرد استلامهم مهمة الحراسة .
ويقول طلاس أن الأسد رحب بالفكرة ، لولا اكتشاف أمرهما أنهما من كوادر حزب البعث المعادي للحزب القومي السوري ، وإقصاء طلاس عن المهمة .
ويصر التاريخ على إعادة نفسه ليسجل بشار الأسد لنفسه سطرا من تاريخ اغتيال السجناء السياسيين في زنازين القهر ، والحكاية نسخة جديدة من الحرب الضروس ضد الإسلاميين ، فلا يكتفي جنود أول عاصمة سياسية للدولة الإسلامية بذبح الموحدين ، بل [ يدوسون المصحف الشريف بأقدامهم ]فماذا ابقوا لرسامي الكاريكاتير الدنمركيين ، ورسامي الإساءة اليهود ؟؟؟؟
أي عار أكبر من هذا العار يصدر عن جنود وحماة دولة محسوبة على الإسلام ، يزعمون أنها قلعة الصمود والتصدي !!!!!
الكلام كثير ، ولكنه يغص بالحلق فتختنق الكلمات ، وان أعداء الأمة للأسف هم أبناء بطنها ، حيث حملتهم ثقلا وولدتهم بالألم وربتهم بالشقاء ، فحسبنا الله ونعم الوكيل !!!!!!!!